غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

لا تكرروا خطأ عباس وتعلموا من تجربة منظمة التحرير الكارثية

خبر حماس ومصيدة الاعتراف بإسرائيل عبر بوابة حكومة الوحدة الوطنية..

عبد الباري عطوان

يدور جدل كبير هذه الايام في الاوساط الفلسطينية والاسرائيلية حول مسألة اعتراف حركة “حماس″ باسرائيل، ووصل هذا الجدل ذروته عندما صرح السيد طاهر النونو المستشار الاعلامي للسيد اسماعيل هنية رئيس الوزراء لصحيفة “الواشنطن بوست” الامريكية بأنه لا يستبعد قيام حركة “حماس″ بالاعتراف باسرائيل.

السيد النونو، وبسبب هذه الضجة، وفي محاولة لتطويقها مبكرا، نفى ما اوردته الصحيفة الامريكية على لسانه، وقال لوكالة انباء الاناضول التركية الاحد انه لم يجر اي اتصال او لقاء مع “الواشنطن بوست” منذ اكثر من اسبوعين وما ورد فيها “عبارة عن اكاذيب لا اساس لها من الصحة”.

الاسرائيليون الذين انزعجوا من توقيع اتفاق المصالحة بين حركتي “فتح” و”حماس″، سارعوا الى التقاط هذه التصريحات، وبدأوا في تقديم العروض “المغرية” لحركة حماس، وتجسد ذلك بوضوح فيما قاله يائير لابيد وزير المالية الاسرائيلي وزعيم حزب “هناك مستقبل” في حديث لراديو الجيش الاسرائيلي “اذا قبلت حماس ببند العنف والاعتراف باسرائيل والاتفاقات المبرمة بين منظمة التحرير واسرائيل فيمكن الحديث معها”.

بنيامين نتنياهو رئيس وزراء اسرائيل بدأ في ممارسة ابشع انواع الابتراز فورا، عندما قال ان اسرائيل لن تتفاوض مع حكومة وحدة وطنية فلسطينية الا اذا اعترفت حماس باسرائيل.

نتمنى ان لا تخضع حركة حماس لمثل هذا الابتزاز الاسرائيلي وان تقاوم كل هذه الضغوط حتى لا تقع في الكارثة نفسها التي وقعت فيها منظمة التحرير الفلسطينية والرئيس ياسر عرفات، لهثا خلف سراب السلام، وتصديقا للوعود الامريكية والاوروبية.

منظمة التحرير اعترفت باسرائيل رسميا عام 1993 اي قبل واحد وعشرين عاما، وعلى امل قيام دولة فلسطينية على خمس ارض فلسطين التاريخية، ولكنها لم تحصل الا على سبعمائة الف مستوطن في الضفة الغربية والقدس المحتلين، والقيام بدور الشرطي لحماية هؤلاء المستوطنين، وقتل روح المقاومة في اوساط الشعب الفلسطيني، وتحويله اي الشعب الفلسطيني الى شعب متسول، ومدان بأكثر من اربعة مليارات دولار استدانتها السلطة من بنوك محلية وعربية لتسديد رواتب موظفيها.

حركة حماس ستخسر نفسها، وتاريخها الحافل بالإنجازات والمقاومة اذا ما اقدمت على هذا الاعتراف، بشكل مباشر او غير مباشر، حتى لو رفض نتنياهو الاعتراف بالحكومة الفلسطينية الجديدة.

اتفاق المصالحة نص على تشكيل حكومة وحدة وطنية من التكنوقراط برئاسة الرئيس عباس نفسه، وجميع وزرائها سيكونون من حركة “فتح” او المحسوبين عليها من المستقلين، وهذا يعني انها معترفة مسبقا باسرائيل، فما دخل حركة “حماس″ في مسألة الاعتراف باسرائيل من عدمه؟

حركة “حماس″ كسبت شعبية كبيرة اهلتها للفوز بأغلبية مقاعد المجلس التشريعي (البرلمان) في انتخابات نزيهة لأنها حركة مقاومة تنافس حركة “فتح” التي تخلت عن المقاومة لمصلحة المفاوضات مع اسرائيل، وستخسر كل شيء اذا ما انتقلت الى خندق عباس، وكررت خطأ المنظمة واعترفت باسرائيل ونبذت هذه المقاومة مثلما يريد نتنياهو وغيره.

فاذا كانت دول عربية ترفض الاعتراف بحركة “حماس″ كحركة مقاومة وتغلق الابواب في وجه مسؤوليها، وتعتبرها امتدادا لحركة الاخوان المسلمين في قطاع غزة التي جرى تجريمها ووضعها على لائحة الارهاب، فهل تتوقع حركة حماس ان تعترف بها اسرائيل؟

لا يشرف حركة “حماس″ ولا اي فصيل فلسطيني مقاوم ان تعترف به، او تتحدث معه اسرائيل، والمؤمن لا يلدغ من جحر مرتين!

"جميع المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي "شمس نيوز".