تصاعد، مؤخرًا، التلويح الإسرائيلي بالتوجه للخيار العسكري ضد إيران، وذلك بالتزامن مع الحديث عن تقدم في محادثات فيينا بشأن العودة للاتفاق النووي المبرم بين طهران والدول الكبرى، والذي انسحبت منه واشنطن في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب.
وأول أمس الثلاثاء، هدد وزير الأمن الداخلي الاسرائيلي "عومير بارليف" باستخدام الخيار العسكري في التعامل مع محاولة إيران للحصول على سلاح نووي، قائلًا إنه: من الواضح أن الخيار العسكري أصبح مطروحًا على الطاولة".
واليوم الخميس، صرح وزير حرب الاحتلال بني غانتس بأن " إسرائيل قد تجد نفسها أمام خيار واحد لا مفر منه؛ يتمثل في مهاجمة إيران عسكريًا لمنع حصولها على سلاح نووي".
وأضاف غانتس في تصريحات لموقع "يديعوت أحرنوت" العبري: "نحن نتابع العملية الإيرانية كل يوم، وستكون هناك نقطة زمنية لن يكون أمام العالم والمنطقة وإسرائيل فيها خيار سوى العمل العسكري".
أسلحة دقيقة
من جهته، أفاد موقع "واينت" العبري، اليوم الخميس، بأن "إسرائيل" متشائمة للغاية بشأن نتائج المحادثات النووية بين طهران والقوى العالمية، وأن الأمور بالنسبة لها تتجه أكثر لإمكانية ضرب إيران.
وقال الموقع العبري إن "الجيش الإسرائيلي يضاعف استعداداته لإمكانية تنفيذ ضربة ضد إيران، ويأتي هذا بشكل أساسي من خلال تدريبات لسلاح الجو الإسرائيلي ومن خلال جمع المعلومات".
وكشف الموقع أن اللجنة الوزارية لشؤون التجهيز اجتمعت الأحد، وصادقت بمبادرة وزير الجيش الإسرائيلي بيني غانتس على شراء 12 مروحية عسكرية من طراز "سوبر يسعور" CH-53K، وعلى شراء مخزون إضافي للقبة الحديدية، هذا بالإضافة إلى المخزون الذي صادقت عليه الولايات المتحدة قبل أشهر وبلغ مليار دولار.
وأوضح التقرير أن " اتصالات جديدة نُفذت لشراء قنابل وأسلحة دقيقة سرية لسلاح الجو الإسرائيلي بكميات كبيرة"، مشيرا إلى أنه "بموجب الملف الرسمي الذي صنف سري للغاية تحت عنوان "الدائرة الثالثة"، فإن التكلفة الإجمالية لكل هذه المقتنيات بلغت خمسة مليارات شواقل (أكثر من مليار دولار)".
وأضاف التقرير أن "الجيش الإسرائيلي لديه حيرة بكيفية تمرير فكرة الهجوم للجمهور، خصوصا مع حجم الأضرار الكبيرة المتوقعة، كما أن هناك مسؤولين عسكريين ينظرون إلى سيناريو دخول حزب الله اللبناني إلى المعركة بعد الهجوم المتوقع، لكنهم لا يعرفون حجم قوة هجومهم"، مبينا أن "هذا الأمر هو الذي دفع الجيش لشراء المزيد من الصواريخ الاعتراضية للقبة الحديدية".
فقاعات هواء
الخبير الأمني والإستراتيجي عبدالله العقاد، قال إن الاحتلال الإسرائيلي لم يتوقف عن توجيه هجمات عبر برنامج "السايبر" لإيران وذلك في محاولة لضرب البرنامج النووي الإيراني، في حين يستبعد شن عملية عسكرية ضد طهران.
وذكر العقاد في حديث لـ "شمس نيوز"، أن محاولات الاحتلال المتكررة لوقف إيران عن إنتاج سلاحها النووي باءت بالفشل، حتى باتت طهران قريبة من امتلاك صفة الدول النووية؛ أي أنها قادرة بما تمتلك من كميات اليورانيوم إنتاج قنبلة نووية، وهو ما أعلنته الأخيرة صراحة عشية انطلاق مفاوضات فيينا.
وعن خيارات "إسرائيل" في الوقت الحالي، قال: "في الوقت الحالي، إما أن تلجأ إسرائيل إلى توجيه ضربة كبيرة لإيران، وهو أمر مستبعد، أو أن تقبل أن طهران دولة نووية، وكلا الأمرين خطر على أمن إسرائيل".
وتابع: "تهديدات الاحتلال بمثابة فقاعات وإبر بنج لتهدئة المجتمع الإسرائيلي، وإقناعهم أنهم قادرون على ضرب إيران وبرنامجها النووي".
ويتوقع العقاد، أن كل المحاولات الأمريكية والإسرائيلية لن تنجح في وقف إيران عن إنتاج سلاحها النووي، متسائلا: "هل يمكن لإسرائيل في حال أقدمت على ضرب إيران، تحمل تلقي ضربات معاكسة من محور المقاومة والدول الموالية؟".
وتابع: "لابد أن يرضخ الاحتلال لحقائق الواقع، وهو أن المنطقة تطورت وتصاعدت قوتها، ولا يمكن أن تبقى القوة حكرًا على الاحتلال وحده، فهناك دول كإيران باتت قوة ضاربة يخشاها الجميع".
ويشار إلى أن يوم الإثنين الماضي استؤنفت المفاوضات في العاصمة السويسرية فيينا، بين القوى الدولية وإيران حول البرنامج النووي الإيراني.