خلال الكلمة التي ألقاها رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس السيد إسماعيل هنية، في انطلاق أعمال ورشة الأسرى والشهداء والجرحى في اليوم الثالث من مؤتمر "رواد ورائدات بيت المقدس الثاني عشر" في إسطنبول قال السيد إسماعيل هنية في كلمته امس السبت "ان حماس تتقلب على جمر الزمن، لكنها قبلت التحدي بالشهداء والجرحى والأسرى والإبعاد والمطاردة", وهذه حقيقة لا يمكن ان ينكرها احد, فهناك شواهد كثيرة تدل على ذلك, فحماس ملاحقة من الاحتلال الصهيوني واذنابه حول العالم, وقياداتها السياسية تعتقل في العديد من العواصم العربية والأجنبية, وهى تتعرض لحصار مالي خانق وتم تجميد ارصدتها في العديد من دول العالم واخرها ما فعله عبد الفتاح البرهان رئيس المجلس العسكري الانتقالي في السودان, عندما أمر بتجميد ارصدة واستثمارات زعم انها مخصصة لدعم حركة حماس, ولم تنته الأمور عند هذا الحد, انما اتخذت بريطانيا قرارا جائرا بتصنيف حماس على قوائم الإرهاب, كما قامت المملكة العربية السعودية والامارات ودول اخرى باعتقال عدد من قادة بزعم انهم من الممولين للحركة والمنتمين اليها ومكلفون بمهمة الدفاع عن القضية الفلسطينية والترويج لها وجمع المساعدات للشعب الفلسطيني, وسبق ان تقلبت حماس على جمر الزمن على يد الاحتلال الذي استهدف كبار قادتها بدءا بالشيخ المجاهد القائد احمد ياسين, والدكتور عبد العزيز الرنتيسي, ونزار ريان, والقائد إسماعيل أبو شنب, والقائد سعيد صيام, وقادتها العسكريين الكبار الشيخ المجاهد صلاح شحادة والجنرال يحيى عياش, وعماد عقل, واحمد الجعبري ومحمد أبو شمالة ورائد العطار وغيرهم الكثير.
حماس تغلبت على كل العقبات التي اعترضت مسيرتها النضالية وواصلت مسيرة الجهاد والمقاومة جنبا الى جنب مع إخوانهم في حركة الجهاد الاسلامي في فلسطين, واظهرت الحركتان إمكانيات عسكرية كبيرة جدا في الميدان, وضربتا المثال في التضحية والفداء, واسست الحركتان لمرحلة نضال مشرفة وفارقة توجت بالعمليات الاستشهادية التي نفذها أبناء الحركتين, والتي المت الاحتلال كثيرا, وأثبتت قوة إرادة الفلسطيني وايمانه الكبير بعدالة قضيته, وان فلسطين جزء من عقيدتنا واية في كتاب الله عز وجل ورمز للريادة والسيادة العربية والإسلامية, ولا زالت الحركتان تواصلان مسارهما النضالي بكل عزم واباء, لن يثنيهما عن هذا المسار أي شيء, ولن تستطيع كل قوى الشر والطغيان في العالم مهما اوتيت من قوة ان توقف رحلة جهادهما وتضحياتهما, فعزة هاتين الحركتين مستمدة من عزتهما بإسلامهما ودينهما الحنيف, كما ان خطابهما السياسي الثوري لا يتراجع مه قوة الهجمات التي يتعرضان لها, فقد أكد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس القائد إسماعيل هنية، أن أربعة أسرى جنود من جيش الاحتلال في قبضة المقاومة بقطاع غزة لن يروا الشمس مطلقاً إلا إذا تنعم أسرانا بشمس الحرية, فقضية الأسرى على رأس أولويات وأجندة حركة حماس والمقاومة", وأشار إلى أن ما قدمته حركة حماس من شهداء في لوحة شرف تبدأ ولا تنتهي وإن غابوا عن الأنظار فهم في الوجدان وآخرهم البطل فادي أبو شخيدم الذي هب للدفاع عن الأقصى". ولفت إلى أن ما تقدمه حركة حماس من تضحيات وشهداء وأسرى وجرحى وإبعاد وتقلب على جمر الزمن يؤكد على صحة المسار وصدق التوجه.
بينما أكّد الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي القائد زياد النخالة أن "على المقاومة التزامات أهمها الدفاع عن الشعب الفلسطيني" مضيفا ان الحديث الإسرائيلي عن خطة هجومية واسعة لضرب الترسانة الصاروخية لحركتي حماس الجهاد الإسلامي، لم يتوقف على مدار الوقت", وهذا معناه حالة جهوزية دائمة لمواجهة الاخطار والتحديات فالقائدان يتحدثان عن حجم قدرة حركتيهما على الصمود والمواجهة, وان مسيرة الجهاد والاستشهاد لن تتوقف مهما تعددت وتنوعت الهجمات والمخططات والمؤامرات, ومهما حاولوا بالعروض والإغراءات, فجهاد المحتل الغاصب واجب ديني ووطني لا تراجع عنه, وهو فريضة لا تقبل المساومة وانصاف الحلول, ونحن أصحاب حق ولن نقبل بحلول جزئية لقضيتنا على حساب ثوابتنا, وسنواصل طريق الجهاد والمقاومة, فما ترك قوم الجهاد الا وذلوا" فعلى قيادة الحركتين حماس والجهاد الإسلامي ان يعلما ان امال الشعب الفلسطيني تتعلق بهما, بل ان الامة العربية والإسلامية تنظر بقداسة لنضالات شعبنا الفلسطيني ضد الاحتلال الصهيوني, وحماس والجهاد اكتسبتا شعبيتهما الكبيرة على المستوى الداخلي والخارجي بفعل التضحيات الكبيرة التي قدمها مجاهدي الحركتين على مدار سنوات طوال من المواجهة مع هذا الاحتلال الصهيوني, وهذا الرصيد الشعبي الكبير لا يمكن التنازل عنه او التضحية به بالوقوف امام رغبات الاحتلال بالتهدئة في مقابل إجراءات شكلية لها طابع انساني يتعلق فقط بتحسين الظروف المعيشية للفلسطينيين, فالتوافق بين فصائل المقاومة يتجسد بوحدة الهدف ووحدة الفعل ووحدة الموقف السياسي, وهذا كله حاضر في موقف فصائل المقاومة ولن يتغير الا بدحر الاحتلال.