لم تكتف حكومة الاحتلال الإسرائيلي بإجراءاتها الممنهجة والعنصرية في منطقة باب العامود والبلدة القديمة بالقدس المحتلة؛ إذ تعلو الأصوات من حين إلى آخر داخل الحكومة، مطالبة بمزيد من الإجراءات بحق الفلسطينيين.
آخر هذه الأصوات كانت تصريحات وزير الاتصالات الإسرائيلي يوعاز هندل، صباح اليوم الأحد، والذي دعا إلى إعادة النظر مجدداً بشأن باب العامود والبلدة القديمة، معتبرًا أن المنطقتين "نقطتا ضعف".
وقال هيندل: "نحن بحاجة إلى إعادة النظر مجدداً بخصوص باب العامود والبلدة القديمة في القدس، فهما نقطتا الضعف، يجب ألا يتجول الفلسطينيون هناك دون تفتيش، نحن بحاجة لاستعادة السيادة".
فرض السيادة
الأمين العام للهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس د. حسن خاطر، أكد في حديث لـ"شمس نيوز" أن تصريحات هيندل تأتي في اطار انهماك الاحتلال في تهويد المدينة المقدسة، مشيرًا إلى أن هذا الأمر ثابت في سياسته التي يريد منها إحكام السيطرة على ما تبقى من المدينة القديمة والجزء الشرقي من القدس.
وذكر خاطر، أن الاحتلال يريد إلغاء أي جزء خاص بالفلسطينيين داخل المدينة المقدسة، ويرفض تماماً وجود سيادة عربية وشراكة فلسطينية في أي شكل من الأشكال على الجزء الشرقي من المدينة.
وقال خاطر إن من أهم مظاهر السيادة التي تزعج الاحتلال هي النشاطات الفلسطينية في منطقة باب العامود والبلدة القديمة؛ إذ يسعى الاحتلال جاهداً للحد منها ويقوم بوضع خطط لفرض السيطرة الكاملة هناك.
خنق المقدسيين
وأشار خاطر إلى، أن البلدة القديمة تحولت إلى ثكنة عسكرية لجيش الاحتلال؛ إذ يوجد بها أكثر من 10 حواجز عسكرية من باب العامود وصولاً إلى باب السلسلة، هدفها خنق المقدسيين، منوهًا إلى، وجود كاميرات حديثة تعمل على خاصية التعرف على الوجوه وتحديد الهوية للأشخاص.
وأضاف أن "الاحتلال يعمل على اعتقال أكبر عدد من الناشطين في القدس؛ للحد من أي مظهر من مظاهر السيادة العربية ومن أي نشاط يحاول الفلسطينيون القيام به".
وأكد أن الاحتلال يستهدف النقاط الأساسية التي تشكل نوعاً من أنواع التجمع مثل باب العامود؛ إذ يرفض أي شكل من أشكال التجمع للشباب الفلسطيني، ويحارب أي نشاط يقوم به هؤلاء الشباب، ولو كان بأناشيد دينية أو وطنية.
وأكمل خاطر حديثه بالقول "الاحتلال يريد أن يجعل هذه المناطق فقط للعبور من خلالها، وعدم التواجد فيها وإقامة أي نشاط فلسطيني، فالاحتلال يريد بذلك شطب السيادة الفلسطينية وتهويد المدينة المقدسة".
بدوره، أكد خطيب المسجد الأقصى ورئيس الهيئة الاسلامية العليا الشيخ عكرمة صبري، أن إجراءات الاحتلال الإسرائيلي التي يريد فرضها في القدس تهدف لتضييق الخناق على الفلسطينيين، وتصب في تهويد المدينة المقدسة؛ لإضفاء الصبغة اليهودية عليها.
وقال صبري: "الاحتلال يعتبر القدس عاصمة لليهود في كل العالم وليس فقط عاصمة لدولة الاحتلال؛ إذ يعتبرونها ملكاً لهم، ويعملون على جلب أكبر عدد من المهاجرين، أو العائدين اليهود إلى فلسطين".
وأوضح صبري أن تكثيف الحراسة داخل المدينة وخاصة البلدة القديمة وباب العامود؛ للتضييق على حركة المقدسيين، والتنغيص عليهم لترك مدينتهم؛ لتحقيق هدفه الأول، وهو أن تصبح القدس يهودية.