يزور وزير خارجية حكومة الاحتلال "يائير لابيد"، العاصمة المصرية القاهرة، اليوم الخميس؛ للقاء نظيره المصري سامح شكري؛ لمناقشة جهود التهدئة في قطاع غزة، وذلك في أعقاب التهديدات التي وجهتها المقاومة الفلسطينية للاحتلال قبل أيام.
وأطلقت المقاومة الفلسطينية في غزة، الإثنين الماضي، رسالة تهديد للاحتلال، مفادها أن خيارات التصعيد واردة في ظل استمرار الحصار على القطاع، والتباطؤ في إعادة الإعمار، وتفاقم الأزمات الإنسانية.
وذكرت المقاومة، أن استمرار الاعتداءات الإسرائيلية على المسجد الأقصى ومصادرة الأراضي وتشديد الإجراءات ضد الأسرى، هو صاعق سيفجر الأوضاع من جديد.
الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف، يعتقد أن زيارة وزير خارجية الاحتلال الإسرائيلي "يائير لابيد"، للقاهرة، قد تكون للضغط على الاحتلال لتنفيذ جميع التفاهمات التي أبرمت بعد معركة سيف القدس، والتي تنصل منها جميعها.
وأشار الصواف في لـ "شمس نيوز" إلى أن عدم استجابة الاحتلال لمطالب المقاومة، سيؤدي إلى تصعيد جديد؛ لذلك سيكون اللقاء المصري- الإسرائيلي؛ للحديث عن قضايا قطاع غزة.
ولفت إلى أن طبيعة الاحتلال أنه لا يستجيب إلا بالقوة، وإذا لم يُمارس عليه ضغطٌ من المقاومة والدول العربية والدولية؛ فإنه لن يُنفذ أي بند من اتفاقية التهدئة الأخيرة، مؤكدا أن تمسك المقاومة بمواقفها هو الضمان الوحيد لفك الحصار.
وقال: "مصر خلال الشهور الستة الأخيرة، لم تُمارس أي ضغوط على الاحتلال فيما يتعلق بفك الحصار عن قطاع غزة، فقد كان دورها يقتصر على نقل رسائل للجانب الفلسطيني والإسرائيلي، وهذا يُخالف اتفاق التهدئة الأخير؛ لذلك على المسؤولين في القاهرة الضغط على الاحتلال للاستجابة لمطالب المقاومة".
وعن رؤيته للمرحلة المقبلة، يرى أن حكومة نفتالي بينت ضعيفة، فهي تخشى الإقدام على خطوة كبيرة في صالح المقاومة تؤدي إلى نهايتها، ولذلك خطواتها ستكون محسوبة، ويمكن أن ترضخ للتنازل عن قضايا بسيطة لن تقنع الفلسطينيين، ولكنها لن تستجيب لملفات كبرى، لذلك التصعيد قد يكون عنوان المرحلة المقبلة.
من جهته، قال الكاتب والمحلل السياسي حسن عبدو: "إن زيارة لابيد للقاهرة، كانت مُعدّة قبل رسالة التهديد التي أطلقتها المقاومة"، معتقدا أن تلك الزيارة مهمة؛ كون الوسيط المصري ليس متقبّلا للأداء الإسرائيلي تجاه قطاع غزة، وخاصة بعد معركة سيف القدس.
وأشار عبدو، إلى أن اللقاء المصري الإسرائيلي في القاهرة سيتناول ملفات قطاع غزة كاملة أبرزها (الأسرى، والإعمار، وفك الحصار عن القطاع)، منوها إلى أن تنصل الاحتلال قد يؤدي إلى مواجهة جديدة؛ كون المقاومة لن تصبر كثيرا عليه.
وقال: "المماطلة الإسرائيلية تُهدّد الهدوء القائم، وإذا ما استمر الحصار، فإن المشهد سيتغير، وسيتّجه للتصعيد من جديد"، مستدركا: "نستبعد المواجهة الشاملة".
ويواصل الاحتلال الإسرائيلي فرض حصاره الخانق على قطاع غزة منذ حوالي 15 عامًا، وهو ما أدى إلى انهيار جميع القطاعات الاقتصادية، وارتفاع نسبة البطالة، وتفشي الفقر بين أهالي القطاع.