شمس نيوز / عبدالله عبيد
واصلت بعض وسائل الإعلام الفضائية التابعة للنظام المصري، حملتها التحريضية ضد المقاومة في قطاع غزة، ووصل الأمر إلى حد دعوة بعض الإعلاميين المعروفين صراحة إلى تنفيذ ضربات جوية ضد مواقع "حماس" بغزة على غرار ما حصل في ليبيا، بزعم أن ضرب غزة أصبح "مطلبا شعبيا" في مصر.
ولوحظ من خلال متابعة "شمس نيوز" للإعلام المصري، توحد الخطاب الإعلامي على نفس الوتيرة، وتبني سياسة متطابقة، ما يوحي بأن المصدر الذي يزود تلك الوسائل الإعلامية بالسينوريوهات هو مصدر واحد، يروج لأعمال النظام الحاكم بصورة ممنهجة ومدروسة ويخطط لها شخصيات من أصحاب القرار.
مصدر مطّلع-رفض الكشف عن اسمه-أبلغ "شمس نيوز" أن الفضائيات التحريضية في مصر تستقي مضمون رسالاتها وسياساتها من المخابرات مباشرة " وهذا ما يفسر تكرار نفس الخطاب في أغلب محطات الإعلام التحريضي" بحسب قوله.
وأضاف المصدر: ما يقال في الإعلام المصري ليس عبثيا، بل هو نابع عن سياسات ومخططات حقيقية يتم الترويج لها مسبقا، وقياس الرأي العام قبل الإقدام عليها، كما روجت بعض وسائل الإعلام قبل ستة أشهر لإمكانية التدخل العسكري في ليبيا خلال أشهر من وقت بث التصريحات".
وتوقع المصدر أن يقدم الجيش المصري على ضرب أهداف محددة في قطاع غزة، خاصة في المحافظات الحدودية التي تقع جنوب القطاع، مثل رفح، وذلك ليظهر الرئيس عبد الفتاح السيسي وكأنه بطل قومي يحارب "الإرهاب" إرضاء للولايات المتحدة وأوروبا وإسرائيل". مبينا أن أي هدف سيلاحقه الطيران المصري أو مدفعية الجيش سيكون منسقا مسبقا مع إسرائيل، وستتلقى مصر إحداثياته وما يتعلق بصور الأقمار الاصطناعية من تل أبيب.
مصر غير قادرة
مراسل "شمس نيوز" هاتف بهذا الخصوص الخبير الأردني في الشؤون الإقليمية أ. جواد الحمد، مدير مركز دراسات الشرق الأوسط، والذي أعرب عن اعتقاده بأن الوقت الحالي قد لا يحمل تغييرا في موقف الجيش المصري من غزة، أو أن يتطور التحريض إلى ضرب أهداف للمقاومة.
وقال الحمد: من حيث المبدأ مصر غير قادرة على ضرب غزة، لأن ضربها للقطاع يعني تحالفها العلني مع إسرائيل"، منوهاً إلى أن مصر لا تريد التورط مع غزة، كما هو الحال في ليبيا.
وبين أنه رغم التعاون العربي الإسرائيلي في الحرب الأخيرة على غزة، وبالأخص التعاون المصري الإسرائيلي، إلا أن الاحتلال لم يقدر على تحقيق أهدافه في القطاع، مضيفاً: فإذا كانت إسرائيل قد فشلت في أهدافها بالقطاع، كيف عليها أن تمد الجيش المصري بأهداف؟".
وحول ما يتم تداوله في الإعلام المصري عن أن شن هجوم عسكري مصري على قطاع غزة بات مسألة وقت، والخروج بتصريحات متطابقة، وصف مدير مركز دراسات الشرق الأوسط الإعلام المصري بـ "غير المهني"، مشدداً على ضرورة عدم الاعتماد على هذا الإعلام في أي تصريحات يدليها، على حد قوله.
وأشار الحمد إلى أن الوضع في قطاع غزة صعب للغاية وكذلك في جمهورية مصر العربية، "لذلك على الطرفين تخفيف حدة التوترات الناجمة هذه الفترة"، داعياً القيادات السياسية في قطاع غزة للعمل على تبريد الأجواء وعدم تصعيدها، كما يفعل الإعلام المصري.
ونفت حركة حماس في أكثر من مرة تدخلها بالشؤون المصرية، رغم اتهام بعض الجهات بمصر للحركة بالوقوف وراء عمليات تفجير طالت عسكريين بسيناء.
وتحدثت مصادر من حركة حماس في جلسات غير معلنة عن عدم وجود أي توجهات لدى الحركة لفتح جبهة مع الجيش المصري، ولا تخطط لذلك أصلا، بحسب معلومات وصلت لـ"شمس نيوز".
وأكدت "حماس" أنها ستحافظ على علاقات مستقرة مع مصر، ولن تنجر وراء ما يقال في الإعلام.
