تواصل فصائل المقاومة الفلسطينية توجيه رسائلها للاحتلال الإسرائيلي والوسطاء؛ بأنها لن تبقى صامتة أمام التجاوزات الاسرائيلية والمماطلة في تنفيذ مطالبها، بفك الحصار، إعادة إعمار ما دمره الاحتلال، والوصول لصفقة أسرى.
رسائل المقاومة، لم تقتصر على تصريحات القيادة السياسية للمقاومة، بل امتدت لتكثيف التجارب الصاروخية، والاستعدادات العسكرية العلنية لإجبار الوسطاء والاحتلال لتطبيق المطالب.
الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف، يرى أن إطلاق الصواريخ التجريبية ليس للاستعراض، وإنما تهدف للتعرف على مديات الصواريخ، وفاعليتها، وقدرتها، على حمل المواد، وتحديد هدف الوصول ومكان الإصابة.
وأشار الصواف خلال حديث مع "شمس نيوز" إلى أن هذه هي الأسباب الأساسية وراء الصواريخ التجريبية التي تطلقها المقاومة، مبينًا أنها تسعى لتطويرها لمرحلة هي تدرك أنها لن تكون بعيدة، بل ستكون أقرب مما يتخيله الكثيرون.
وقال الصواف إن: "المقاومة الآن تطور وتعد هذه الصواريخ للمرحلة التي لابد أنها قادمة"، لافتًا إلى، أن المقاومة وضعت قاعدة في التعامل مع الاحتلال، بعد معركة سيف القدس.
وبيّن أن هذه المرحلة حددت ملامحها من خلال تأكيد المقاومة على أن أي هدوء مرتبط بمدى التزام الاحتلال به، مشيرًا إلى أنها لازالت تحافظ على هذه القاعدة.
وقال الصواف: "المقاومة أعطت الوسطاء فرص لضبط العدو، وعدم تكرار تغوله في القدس وأحيائها، ووقف الاعتداءات على المواطنين في الضفة الغربية، والوصول إلى انفراجة في قطاع غزة".
وذكر أن الوسطاء لم يستطيعوا الوصول إلى ما تم التفاهم عليه، وإنما الاحتلال واصل اعتداءاته على القدس، وأهالي الضفة الغربية.
وأضاف الصواف: "التصريح لقادة حماس وقادة المقاومة ومواقفهم القوية، تشير إلى أن التصعيد قادم لا محالة إذا ما لم يلتزم الاحتلال بالمطالب، وأن صبر المقاومة بدأ ينفذ".
وختم الصواف حديثه "كلنا ينتظر ما ستصل إليه الأمور قريبًا، ولكن لا جديد على الأرض، ولا أعتقد أن الانتظار سيطول".
وكانت فصائل المقاومة، أطلقت صباح اليوم عدة صواريخ تجريبية تجاه البحر، في إطار تطوير قدراتها الصاروخية.
إلى ذلك، حذر عضو المكتب السياسي لحركة حماس، سهيل الهندي من نفاذ صبر الأذرع العسكرية للمقاومة على تصرفات الاحتلال.
وأشار الهندي في تصريحات أوردتها صحيفة "الأيام" المحلية إلى أنه -ولغاية اللحظة- لم تلمس حركته وفصائل المقاومة بقطاع غزة أي جدية من الاحتلال لتنفيذ تعهداته وشروط وقف إطلاق النار، ومن ضمنها رفع الحصار عن القطاع، ووقف الاعتداءات على سكان مدينة القدس، واقتحام المسجد الأقصى، والتقدم في تنفيذ ملف صفقة التبادل.
وقال: "نشكك في جدية الاحتلال تنفيذ صفقة تبادل أسرى في المستقبل المنظور، كما روجت بعض وسائل الإعلام، مؤخراً".
وأكد الهندي أن حماس مستعدة لإبرام الصفقة غدا، إذا كانت تلبي شروطها الواضحة والصريحة.