التقى وفدٌ من حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين بقيادة عضو المكتب السياسي الشيخ نافذ عزام، اليوم الأحد، مع وفد من الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين برئاسة نائب الأمين العام أبو أحمد فؤاد، في العاصمة السورية دمشق.
وحضر اللقاء، عن الجهاد الإسلامي ممثل الحركة في سورية إسماعيل السنداوي، مسؤول العلاقات إبراهيم موعد، والإعلامي عوض أبو دقة، ومن الجبهة الشعبية أعضاء المكتب السياسي أبو علي حسن، ماهر الطاهر، وعضو اللجنة المركزية ومسؤول إقليم سورية عمر مراد.
وبحث اللقاء آخر مستجدات القضية الفلسطينية، والوضع الإقليمي على ضوء هرولة بعض الأنظمة العربية باتجاه التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي.
واستهل الشيخ عزام، بتهنئة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، بذكرى انطلاقتها الرابعة والخمسين، مؤكداً في السياق اعتزازهم بالعلاقات التي تربطهم بالجبهة، والتي شكَّلت إضافةً للعمل الوطني والكفاحي.
وشرح الشيخ عزام، ما يعصفُ بالقضية الفلسطينية من مخاطر وتحديات، مبيناً أن المقاومة استطاعت تعزيز حضور القضية وتحصينها.
وتحدَّث عن صور البطولة التي يُسطرها أبناء شعبنا باستمرار في محافظات الضفة والقدس المحتلة، والانتصار الذي حققه المقاومة في قطاع غزة.
وقال الشيخ عزام: "غزة وبسواعد مقاوميها الشجعان استطاعت أن تَلجم "إسرائيل"، وتؤكد على حيوية القضية الفلسطينية".
وأضاف "شعبنا لا يُسلِّم، ولن يتراجع على الإطلاق، و"إسرائيل" بعد معركة (سيف القدس) أدركت أن هناك إنجازاً ميدانياً قد تحقق، لذلك هي تُماطل، وهذه المماطلة زادت الضغوط الاقتصادية على الناس لاسيما في ملف إعادة الإعمار، وإدخال المساعدات الإنسانية والمالية".
ولفت الشيخ عزام إلى أنه يترتب علينا جميعاً مسؤولية تحصين الوضع الداخلي، وتعزيز صمود شعبنا الذي يواصل نزيفه، بسبب تواصل سياسة الحصار.
وفي الجانب السياسي، أكد الشيخ عزام أنهم لا يعولون بتاتاً على الإدارة الأمريكية، فبايدن لا يختلف عن سابقه إلا في الأسلوب والتكتيك.
وشدد على أنهم يعولون على أهمية التماسك الفلسطيني داخلياً لتجنيب شعبنا مزيد من المعاناة، والتخفيف عن كاهله، كي يواصل معركة الصمود والحرية، مشيراً إلى اعتداءات الاحتلال المتواصلة ضد المقدسات، وضد الأرض والإنسان الفلسطيني.
بدوره، أكد أبو أحمد فؤاد، أن زيارة الشيخ عزام مُقدَّرة وهامة، مشيراً إلى أن العلاقة مع حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين لها أولوية كونها قائمة على المودة والأرضية السياسية، داعياً في السياق لتعزيز العمل المشترك.
وتطرق إلى الانتصار النوعي الذي تحقق في معركة (سيف القدس)، وكان يجب أن يُترجم إلى انتصار سياسي، لكن ذلك لم يحدث للأسف.
وانتقد فؤاد، مواصلة فريق "أوسلو" الرهان على مسيرة التسوية، التي أضرَّت كثيراً بقضيتنا الوطنية، لاسيما ما ترتب بعد الاتفاق الذي نشأت بموجبه السلطة وتفرعاتها وأهمها التنسيق الأمني، وربط مصيرنا بالعدو، فرغيف الخبز، الماء، الكهرباء، والرواتب تأتينا من جانب العدو!!.
من ناحيته، أكد أبو علي حسن، أن الجبهة الشعبية وحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، رفاق درب طويل في النضال الوطني، ويجمعنا بهم الموقف السياسي، والموقف الميداني.
وبيَّن أن انطلاقة حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، أعطى زخماً حقيقياً للقضية الوطنية الفلسطينية، كونها نادت كفصيلٍ إسلامي بمركزيتها بالنسبة للأمة، وكان هذا تطوراً مهماً بالنسبة لنا كحركات تحرر وطني.
وشدد حسن، على أهمية وضرورة الكفاح والمقاومة، والعمل على ديمومة النضال الفلسطيني، داعياً لعدم الإنجرار خلف مسيرة الوهم التي لن تعطينا دولة أو أبسط حقوقنا.
ولفت إلى أن أي قوة إسرائيلية في الضفة تقتل وتعتقل من تشاء سواءً في مناطق "أ"، أو "ب"، أو "ج"، مشيداً بالبطولات التي تواجه هذا العدوان، ومستهجناً في الزاوية الأخرى مواصلة سياسة التنسيق الأمني، المرفوضة وطنياً وشعبياً.