بقلم/ احمد أبو عيشة
ليسَ من سبيلِ الصدفة أن يقعَ الحافر على الحافر بأن يكون اسم شهيدين من الضفة المحتلة، خلال أقل من ثلاث أيام "جميل"، فنابلس ها هي تودع شابين جميلين من خيرة شبابها وأبطالها على يد الإجرام الصهيوني.
فالشهيد جميل أبو عياش سقط برصاص الحقد الصهيوني ظهر الجمعة في بلدة بيتا شرق نابلس، والشهيد جمال الكيال سقط فجر اليوم مضرجا بدمائه الزكية خلال تصديه لتوغل قوة صهيونية خاصة في نابلس.
إنه الجمال يتشكّل بكافة ألوانه جمال المقاومين، حيث الوجوه النيرة بنور الحق والعقيدة واليقين، ولا فرقَ بين جميل بيتا بالأمس وجميل رأس العين اليوم، فشهيد الأمس كان يواجه ويقاوم نفس العدو وإن كان بحجارته، وشهيد اليوم قاوم برصاصه حقد الإجرام الصهيوني ذاته الذي يحرص دائما على التسلل غدرا للمقاومين الإبطال، لذلك إن هذا الجمال لهذين الشهيدين هو جمال الشهادة بعد جمال الاسم وجمال الوجه ولا جمال سواه.
لا زالت نابلس تخرج الشهداء والمقاومين، ولا زالت "بيتا" المقاومة تقاوم وتقاوم حتى دحر المستوطنين، وتلحق بيتا اليوم رأس العين وغدا كل نابلس بل كل الضفة ما دام أن الفكرة موجودة فلا بد أن يأتي يوم وتشتعل كل مناطق الضفة المحتلة، لأن الفكر لكي يتحقق ويترجم على أرض الواقع لابد له من يحمله ويعمل لتحقيق هذا الفكر، ومقاومي الضفة ونابلس وجنين موجود لديهم هذه الفكرة وهي فكرة المقاومة، وها نحن نرى بداية ترجمة هذه الفكرة لأفعال على أرض الواقع..
فنابلس اليوم تخرِّج الجميل الثاني "جميل الكيال" بعد جميل أبو عياش الجمعة الماضية، لذا تتوحد الدماء على خيار المقاومة بكافة أشكالها وأدواتها وحتى إن اختلفت السبل فالهدف واحد، ولا سبيل لتحرير الأرض إلا بالمقاومة وأفعال كأفعال "الجميلين" وغيرهما.