أفرجت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، صباح اليوم الإثنين، عن الشيخ رائد صلاح، بعد قضاء فترة محكوميته الظالمة في سجون الاحتلال فيما يعرف بـ "ملف الثوابت".
وأخلت سلطات الاحتلال سبيل الشيخ صلاح قرابة الساعة الحادية عشر صباحا من سجن مجدو شمال فلسطين المحتلة بعد أن قضى 17 شهرا متواصلة في الاعتقال على إثر إدانته من محكمة الاحتلال بالتحريض.
ووصل الشيخ صلاح إلى بلدته أم الفحم وسط استقبال حاشد من أهله ومحبيه وقيادات وجماهير الأراضي المحتلة منذ العام 1948.
واصطف آلاف المواطنين من الداخل والقدس على مفترق أم الفحم رافعين رايات الحركة الإسلامية الخضراء وصورا للقائد الإسلامي والوطني، ورددوا شعارات تشيد ببطولته وصموده وتحديه للسجان، على إيقاع الأناشيد الإسلامية الحماسية.
يوم فرح
وفي مقاطع فيديو انتشرت عبر منصات التواصل الاجتماعي، عبر مواطنون ممن حضروا باكرا لاستقبال الشيخ صلاح عن فرحتهم الكبيرة بالإفراج عن "شيخ الأقصى".
وقالت شقيقة الشيخ صلاح لحظة انتظاره على مدخل أم الفحم، إن "شيخ الأقصى" دخل السجن حرًا وخرج حرا، والفرحة الأكبر ستكون يوم تحرير باقي الأسرى من سجون الاحتلال.
رجل العزائم
من جانبها أكدت الحاجة المقدسية نفيسة خويص، أن الشيخ صلاح قهر الاحتلال والسجان بصموده وسنكون دائما خلفه.
وأضافت أن الشيخ صلاح رجل ذو همة أحيا بثباته عزيمة المقدسيين ونبه المسلمين على الدوام إلى خطورة ما يتعرض له المسجد الأقصى جراء مخططات الاحتلال.
وقالت المرابطة المقدسية هنادي حلواني، إن هذا يوم فرح وسيكون مقدمة للنصر وتحرير باقي الأسرى وفلسطين من نهرها إلى بحرها.
بينما قال مواطن آخر: "نحن مدينون للشيخ صلاح بكثير من الأمور وخاصة تعليمه لنا الدين الإسلامي والحفاظ على المسجد الأقصى والرباط فيه".
وأضاف: "له حق في أعناقنا ولن نتركه وحيدا، ويجب أن نقف معه ومع كل المستضعفين في الأرض".
ومن المقرر أن يقام برنامج فعاليات احتفالي لاستقبال شيخ الأقصى في هذا اليوم ولأيام التهنئة بما يليق بمكانه الطبيعي في قلوب أبناء شعبه، وبمكانته القيادية المستحقة.
ويُتوقع أن يدلي الشيخ المُحتفى به كلمة في مؤتمر صحفي اليوم يُعقد بمشاركة قيادات من فلسطينيي الداخل المحتل.
وكان الشيخ صلاح يقبع في العزل الانفرادي بسجن “هشيكما” في عسقلان، حيث كشفت عائلته في وقت سابق عن معاناته المضاعفة من ظروف قاسية جدا، ومعاملة سيئة من إدارة سجون الاحتلال في "العزل الانفرادي".
وكانت ما تسمى بالمحكمة العليا الإسرائيلية، ردّت منتصف أكتوبر الماضي، استئناف الشيخ صلاح على قرار المحكمة المركزية في مدينة بئر السبع بتاريخ 18/8/2021، الإبقاء على عزله الانفرادي، حتى نهاية محكوميته.
وتبنت محكمة الاحتلال مزاعم إدارة السجون التي أقرّتها المحكمة المركزية، حول “خطورة الشيخ رائد صلاح على أمن دولة الاحتلال وخطورته على الأمن والنظام في السجن حال نقله إلى قسم عادي، مستندة في قرارها إلى “مواد وصفت بسرية” جمعتها وحدة المخابرات في سلطة السجون وجهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك).
وتعرض الشيخ صلاح، في السنوات الأخيرة، وخاصةً منذ عام 2010، للسجن الفعلي التعسفي في سجون الاحتلال عدة مرات وذلك على خلفية نشاطه السلمي المناهض لسياسات الاحتلال العنصرية التي تتعلق بالقدس والمسجد الأقصى ووقوفه سداً منيعاً امام مخططات التهويد والتغريب.
وكانت قد امتدت محاكمة الشيخ رائد في ملف الثوابت ثلاث سنوات في قضاء الاحتلال الإسرائيلي، بدأت في أغسطس/ آب سنة 2017.
من هو الشيخ صلاح؟
والشيخ صلاح، من مواليد مدينة "أم الفحم" (1958)، التي تعتبر ثاني أكبر المدن الفلسطينية داخل الأراضي المحتلة عام 1948، وحاصل على شهادة البكالوريوس في الشريعة الإسلامية من جامعة الخليل، جنوبي الضفة الغربية.
اعتقلته سلطات الاحتلال لأول مرة عام 1981، بتهمة "الانتماء إلى تنظيم محظور، اسمه أسرة الجهاد"، قبل أن تفرض الإقامة الجبرية عليه.
ومنذ ذلك التاريخ واجه "شيخ الأقصى" إجراءات احتلالية تعسفية بالمنع من السفر ودخول مدينة القدس وفرض إقامات جبرية عليه، فضلاً عن إصابته بالرصاص.
وكان الشيخ قد أصيب بجراح طفيفة خلال مواجهات في القدس عام 2007، وتعرض لإصابة وُصفت بالخطرة عندما كان على متن "أسطول الحرية" في مايو/ أيار 2010.
وبرز اسمه لأول مرة، عندما نجح بأغلبية كبيرة على منافسيه في انتخابات رئاسة بلدية أم الفحم عام 1989، وذلك لـ 3 مرات متتالية إلى أن استقال عام 2001، للتفرّغ لشؤون المسجد الأقصى.
وكان الشيخ صلاح، وهو أب لـ 8 أبناء، من مؤسسي الحركة الإسلامية في الداخل المحتل، بداية سبعينيات القرن الماضي.