لم تفاجأنا كتائب القسام بالمناورة العسكرية التي نفذتها الأربعاء الموافق 15-12-2021 فقد أعلنت عنها قبل تنفيذها بأكثر من 15 ساعة، وفي ذلك دلالة بأن المقاومة شكلت رادعاً للعدو الصهيوني، وباتت أكثر تحديا لكل أجهزته الاستخبارية، أما طائرات استطلاعه -رغم تحليقها المكثف- فلم تعد تشكل إزعاجا للمقاومة، بل إن قيادة كتائب القسام أصبحت أكثر اطمئنانا على مشروع المقاومة الذي أسست له منذ عقود على أرض فلسطين.
فغزة التي تخفي بين ثناياها المجهولة أربعة ضباط وجنود صهاينة منذ أكثر من سبع سنوات لن ترضى بأقل من صفقة كبيرة مشرفة تشفى بها صدور قوم مؤمنين ويغيظ الله بها قادة العدو وجنوده.
قيادة المقاومة أكدت على الدوام أن جنود الاحتلال المأسورين لن يروا الشمس قبل أن يراها أسرانا، وبسبب مماطلة حكومة الاحتلال المعهودة ومحاولتها ابتزاز المقاومة وأهالي الأسرى، أصبح واضحا أن قيادة كتائب القسام تخطط لأسر المزيد من الصهاينة، وهذا ما كشفت عنه مناورة درع القدس التي نفذ خلالها هجوم ضد موقع عسكري صهيوني بهدف أسر عدد من الجنود، أظهر فيها المجاهدون قدرات عالية على التخطيط والقتال والعمليات العسكرية المختلفة، وتجلى في المناورة أن مجموعات من جنود القسام قد تعلموا اللغة العبرية ووجهوا رسائل لجنود العدو بلغتهم، في رسالة مفادها أن كتائب القسام قادرة على اختراق مواقع العدو العسكرية ومستوطناته المحيطة بغزة، مستغلا إجادة القساميين للغة العبرية إلى جانب مهارات القتال والتخفي، وهذا يشير إلى بعض معالم المعركة القادمة مع العدو.
بيان كتائب القسام أشار أيضا إلى أن مناورة درع القدس تهدف إلى رفع الجهوزية القتالية وتحاكي سيناريوهات مختلفة، وهي إشارة مكثفة ومركزة كفيلة بإظهار مدى جهوزية المقاومة للمعركة القادمة.
ولك أن تتخيل إلى أي مدى وصلت الخبرة المتراكمة لدى المقاومة الفلسطينية التي خاضت أربع معارك إلى جانب العديد من المواجهات مع الترسانة العسكرية الصهيونية، فهذه الخبرات التي تراكمت بالجهد والجهاد والدم والتضحية والبذل، أصبحت أكثر قوة وتأثيراً على المستوى العملياتي والاستخباري والتطوير والتسلح، والمرحلة المقبلة ستكون شاهداً على أكبر جهد عملياتي سيذهل العدو والصديق.