قائمة الموقع

فلسطين في زمن العجائب

2021-12-16T15:05:00+02:00
خالد صادق.jfif
بقلم/ خالد صادق

بما اننا نعيش زمن العجائب فليس غريبا ان نشهد حالات شاذة يرتكبها بعض الحمقى تخص القضية الفلسطينية, فهناك من يتعامل مع فليسطين بمبدأ الربح والخسارة وتحقيق المكاسب ويمكنه ان يقامر بها كجريمة عضو الكنيست الصهيوني منصور عباس الذي صوت هو وقائمته لصالح قرارات قمع للأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الصهيوني, فقد صادق الكنيست الصهيوني على 3 قوانين تستهدف وبشكل علني المجتمع العربي الفلسطيني في الداخل والأسرى الفلسطينيين في السجون «الاسرائيلية»، وذلك بدعم ما تسمى بالقائمة الموحدة التي يترأسها منصور عباس, ومعارضة القائمة المشتركة. وقد تم إقرار قانون جائر لتعزيز سلطات السجون بجنود الاحتلال بهدف تضييق الخناق على الأسرى السياسيين الفلسطينيين، وبذلك يمثل منصور عباس احد المتاجرين بفلسطين وقضيتها وشعبها, وفعله المجرم يندرج في اطار «الخيانة» للأسرى الفلسطينيين والمتاجرة بمعاناتهم لأجل تحقيق مكاسب جزئية لن تعود بالفائدة على أهلنا داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948م , وهو فعل يمثل تنكر القائمة الموحدة لهويتها الفلسطينية, واعلان اصطفافها مع العدو الصهيوني ضد ابناء شعبنا الفلسطيني, وتنم عن قصور واضح في الفكر والرؤى, وانسياق اعمى مع سياسات الاحتلال الصهيوني, فقائمة منصور عباس عليها شواهد كثيرة تدل على حرصها لتحقيق مكاسب جزئية لذاتها وانصارها على حساب القضية الفلسطينية, وهى تأبي الا ان تصنف نفسها في الصف المعادي لشعبها وامتها من خلال فعلها المستهجن.

فلسطين التي تعيش زمن العجائب وتمر بمنعطف خطير, تتطلب اصطفافا فلسطينيا وعربيا واسلاميا كبيرا لتجاوز كل العقبات والمخططات والمؤامرات التي تحيط بها, لكننا نعيش زمن العجائب الذي نشاهد فيه الرصاص يطلق في الضفة والبرج الشمالي على جنازات تشييع الشهداء, ونشاهد فيه مجاهدين فلسطينيين يزج بهم في سجون السلطة بسبب انتمائهم السياسي, ونشاهد اسرى محررين يعاد اعتقالهم في سجون السلطة الفلسطينية ويعلنون اضرابا مفتوحا عن الطعام, نشاهد الشمعدان اليهودي الرمز التلمودي لإسرائيل يرفع في الامارات ويوقد فيه الشمع احتفالا «بالحانوكا» والمجرم الصهيوني المتطرف نفتالي بينت قاتل أطفال فلسطين يحتفى به في الامارات العربية المتحدة, ويستقبل استقبال الابطال, ويدعو ولي العهد الاماراتي لزيارة «تل ابيب» فيستجيب بلا تردد, ألم نقل لكم انه زمن العجائب, وهو الزمن الذي تصادر فيه أموال المساعدات للشعب الفلسطيني المحاصر في قطاع غزة وتغلق فيه المشاريع الاستثمارية في السودان على يد رئيس المجلس العسكري السوداني عبد الفتاح البرهان, بحجة انها مخصصة لدعم حماس, وكأن دعم حماس والجهاد وفصائل المقاومة  الفلسطينية التي تدافع عن شرف الامة وخيراتها وثرواتها واراضيها جريمة يحاسب عليها القانون,  انه زمن العجائب الذي يتبدل فيه الأعداء ويتكون تحالف تقوده إسرائيل لمواجهة ما اسموه «بالخطر الإيراني» وهو الزمن الذي تظهر فيه صفقات أسلحة بين المغرب و»إسرائيل» للاستقواء على جارتها الجزائر, ومناورات عربية إسرائيلية مشتركة.

زمن العجائب لا ينتهي عند هذا الحد, بل انه يتجاوز كل المحاذير بتبني زعماء عرب لما يسمى بصفقة القرن, والترويج للديانة الابراهيمية التي تمس عقيدة كل مسلم على وجه الأرض, ويتم التسويق لها على انها ديانة تضم الدين اليهودي والمسيحي والإسلامي وتحكمها التوراة بصفتها اقدم الديانات الثلاث, وقد بنيت المقار والمعابد في عواصم عربية للترويج لهذه الديانة, وتغيرت المفاهيم والأفكار واستخدم علماء السلاطين للترويج للباطل تحت شعار التسامح والتعايش المشترك والسلام, فافتي مفتي السعودية بحرمة قتال الإسرائيليين المغتصبين لفلسطين وقال إن حماس تنظيم إرهابي يضر الفلسطينيين، وإن التظاهرات من أجل الأقصى غوغائية، وإنه يمكن التعاون مع الجيش الإسرائيلي من أجل القضاء على حزب الله؛ وبناء على مواقفه المخزية هذه وجه الاحتلال الصهيوني دعوة إلى مفتي السعودية عبد العزيز آل الشيخ لزيارة تل أبيب، كما وجهت ما تسمى برابطة العالم الإسلامي، دعوة لوفد يهودي بزيارة المملكة العربية السعودية، واستمرت العجائب باعتقال شخصيات اعتبارية فلسطينية في السعودية والامارات والسودان وغيرها من الدول العربية, بزعم انها تنتمي لحماس وتقوم بدعم الشعب الفلسطيني وتعزيز صموده في وجه الاحتلال الصهيوني, وتجاوزت  الغرائب والعجائب كل التوقعات بتبني بعض المتنفذين داخل دول عربية وخليجية رواية الاحتلال, بان المسجد الأقصى مكانه ليس في فلسطين.

نعم فلسطين في زمن العجائب وقد تخلى عنها القريب والبعيد, وليس هناك من يدثرها ويحميها من هجمات اعدائها, سوى أبنائها المقاومين المجاهدين الذين يتخطى عطاؤهم حدود المال والنفس, وصمود فصائل المقاومة الفلسطينية في وجه العواصف والرياح العاتية التي تعصف بقضيتهم, والشعب الفلسطيني الحاضن لمقاومته والحامي لها دائما ما يراهن على المقاومة وقدراتها العسكرية وارادتها التي لا تنكسر, كما ان التطبيع بكل اشكاله لم يستطع ان يغير من عقلية الشعوب العربية التي ترى في «إسرائيل» بفطرتها انها عدو يجب استئصاله من المنطقة العربية عاجلا غير اجل , حتى وان كنا نعيش زمن العجائب.

اخبار ذات صلة