ارتفعت أصوات اليمين الصهيوني المتطرف التي تطالب حكومة نفتالي بينت بمعاقبة حماس والجهاد الإسلامي على تحريضهما ضد الاحتلال ومباركتهما للعمليات البطولية وتشجيعها, والسعي لترتيب وضعهما في الضفة وزيادة وتيرة العمليات المنظمة هناك حسب المصادر الصهيونية, والتي أوصلت رسائلها للسلطة بضرورة تشديد الخناق عليهما وملاحقة قادة الحركتين وعناصرهما واستئصال اجنحتهما العسكرية في الضفة, وهذا بات هدفاً مشتركاً للسلطة والاحتلال, اما اللقاءات التي جمعت قيادة الحركتين السياسية والعسكرية السبت الماضي, فهي تهدف لإخضاع الاحتلال الصهيوني والزامة بضرورة رفع الحصار عن قطاع غزة, والوقوف بقوة الى جانب الاسرى والاسيرات الفلسطينيات في سجون الاحتلال والذين يتعرضون لهجمة شرسة من مصلحة السجون الصهيونية والتهديد بتصعيد عسكري وميداني لرفع العقوبات عن الاسرى, كما حيت حماس والجهاد الإسلامي أهلنا في الضفة والقدس المحتلة والعمليات البطولية الفردية او المنظمة, ودعت الى زيادة وتيرة العمليات, وشددوا على أن المقاومة هي الأولوية الأساسية، وأن العمل على تعزيزها وتطويرها هو الشغل الشاغل لقيادة الحركتين، وقد جرى الاتفاق على جملة من الخطوات التي من شأنها تعزيز المقاومة ورفع مستوى التنسيق بين الأجنحة العسكرية، وناقش المجتمعون جملة من المقترحات لزيادة مستوى التعاون والتنسيق، وتطوير العلاقات الثنائية بين الحركتين في جميع المستويات، وجرى التأكيد على أهمية تعزيز العلاقة الثنائية وتطويرها وفق خطة شاملة جرى التوافق عليها بما ينعكس إيجاباً على أداء المقاومة وتعزيز صمود حاضنتها الشعبية.
الواضح ان قيادة الحركتين حماس والجهاد الإسلامي يضعان تصورا للمرحلة المستقبلية القريبة في ظل المتغيرات التي تشهدا المنطقة, وتشهدها الساحة الداخلية الفلسطينية, وهذا منعطف خطير تمر به القضية الفلسطينية ويتطلب تنسيقا في المواقف, ووحدة في الوسائل للوصول الى الأهداف, وهذا يعني ان المتغيرات تتطلب حالة استعداد دائمة, بل حالة استنفار لمواجهة مخططات الاحتلال, فالمسؤولية تزداد على قيادة الحركتين في ظل حالة التنكر للقضية الفلسطينية على المستوى الإقليمي والعربي والدولي, والتراجع الواضح لأولوية القضية الفلسطينية, على المستوى الرسمي العربي, واعتبار القضية الفلسطينية عبئاً يجب التخلص منه, وايهام الشعوب ان فلسطين وراء كل الازمات السياسية والاقتصادية التي تعاني منها الدول, وان الخلاص منها يعني التخلص من الازمات المعيشية والاعباء الاقتصادية والانفتاح على العالم الخارجي, وهذا يزيد المسؤولية على حماس والجهاد الإسلامي وفصائل المقاومة الفلسطينية لإعادة القضية الفلسطينية الى الواجهة وتعزيز القناعات لدى الشعوب العربية والإسلامية, بان فلسطين قضيتهم المركزية, وانها تتطلب وحدة الامة ووحدة مواقفها, لمواجهة الاخطار التي تتعرض لها المنطقة برمتها وليس فلسطين فحسب, فالاحتلال يهدف لتفتيت المنطقة والسيطرة على ثرواتها ونهب خيراتها وتغيير ثقافتها والحاقها بالتبعية له وللغرب, وذلك بتغيير الديانات وتصدير ما تسمى بالديانة الابراهيمية, والمس بالعقائد, والالتفاف على الثوابت, والتسويق لما تسمى «بصفقة القرن» واعتبارها المسلك الوحيد لحل القضية الفلسطينية باعتبارها قضية إنسانية وليست قضية شعب وامة.يظن الاحتلال ان التخلي العربي عن فلسطين يعطيه الاريحية لتمرير مخططاته وتحقيق اطماعه في المنطقة، وانه سيستفرد بالفلسطينيين، لكن حماس والجهاد الاسلامي وفصائل المقاومة الفلسطينية, تمثل حصن امان للشعب الفلسطيني الذي بات يراهن على مقاومته بشكل كبير في اعقاب ملحمة سيف القدس البطولية, وقد ادانت فصائل المقاومة الفلسطينية بشدة كل أشكال التحالف والتطبيع مع العدو الصهيوني، وطالبوا الشعوب والقوى والأحزاب العربية بإعلاء صوتها الرافض للتطبيع, والرافض لإقامة التحالفات السياسية والعسكرية والأمنية والاقتصادية مع «إسرائيل», وبات التحدي الأكبر امام حماس والجهاد الإسلامي وفصائل المقاومة الفلسطينية, كسر الحصار الظالم المفروض على قطاع غزة، وضرورة إنهاء هذا الحصار, وان هذا حقاً انتزعته المقاومة بالقوة من بين انياب الاحتلال, وهو حق للشعب الفلسطيني، وليس منّة من العدو، ولن يأخذ أي ثمن سياسي مقابله، وأن الإجراءات التي تتم لإنهاء الحصار والتخفيف عن شعبنا تشهد نوعاً من المماطلة والتسويف، الأمر الذي ينذر بتفجر الأوضاع في أي وقت, ولعل الاحتلال يدرك ان صبر المقاومة قد ينفد في أي لحظة, وان الاستعداد للمعركة القادمة قائم, من خلال مناورات كتائب القسام وسرايا القدس, ومن خلال المناورة المشتركة لكافة فصائل المقاومة الفلسطينية والتي ستجري في قطاع غزة, وهي تحمل رسائل للاحتلال الصهيوني بوحدة خيار الفلسطينيين, وتطور قدراتهم القتالية وسلاحهم وعدتهم, فقطاع غزة لم يعد الحلقة الأضعف الذي يوجه له الاحتلال ضربات عسكرية دون رد, بل بات يبادر ويرد الصاع صاعين ويعد للتصعيد المحتمل بعد فرض المعادلات.