نقلت صحيفة "القدس" المحلية، عن مصدر قيادي في حركة "حماس" بالخارج، قوله: "إن الاحتلال الإسرائيلي لا زال يتلاعب في التعامل مع مختلف الملفات المتعلقة بالوضع في قطاع غزة، ولم يقدم على أي خطوات جدية سواء كان ذلك بشأن ملف إعادة الإعمار أو رفع الحصار، كما أنه يحاول من خلال هذا التلاعب والمماطلة الضغط على المقاومة بربط بعض الملفات بأخرى".
وأوضح القيادي في "حماس"، أن الاحتلال يحاول تأخير ملف إعادة الإعمار، ويمنع إلى جانب جهات أخرى، نقل الأموال للمتضررين من العدوان والذين دمرت منازلهم وأصبحوا مشردين، كما أنه يتلاعب بإدخال المواد التي يحتاجها قطاع غزة عبر معبر كرم أبو سالم، بحجج أمنية واهية.
ولفت إلى أن حكومة الاحتلال تسعى بكل قوة لربط ملف إعادة الإعمار ورفع الحصار عن قطاع غزة بقضية الجنود الأسرى لدى كتائب "القسام" الجناح العسكري لحركة "حماس"، مؤكدًا على أن هناك قرارًا واضحًا لدى قيادة الحركة بأن هذا الملف سيبقى منفصلًا ولا علاقة له بأي ملفات أخرى.
وبين أن قيادة "حماس" على مختلف مستوياتها بالداخل والخارج، أكدت للوسطاء أنه لا يمكن ربط هذه الملفات ببعضها، وأنه بدون صفقة تبادل وبشروط المقاومة كاملة لن يتم الإفراج عن أي جندي إسرائيلي.
وقال: "للأسف هناك لدى قيادة الحركة شعور واضح بأن الوسطاء غير قادرين على إلزام الاحتلال بإنجاز أي ملف يتعلق بالأوضاع في قطاع غزة، بما في ذلك تثبيت حالة الهدوء المتبادل التي تضمن وقف الاعتداءات الإسرائيلية كافة، والعمل على رفع الحصار بشكل كامل وإن كان ذلك بشكل تدريجي ولكن بخطوات عملية ملحوظة، بما يشمل إعادة إعمار ما دمره الاحتلال في عدوانه الأخير".
وأضاف المصدر القيادي "محاولات الوسطاء الكثيرة لإحراز أي تقدم في الملفات المختلفة تصطدم بالكثير من التعنت الإسرائيلي واتخاذ مواقف أكثر سلبية، ومحاولة فرض اشتراطات على المقاومة، نرى فيها أنها مرفوضة جملةً وتفصيلًا".
وأكد على أن المقاومة الفلسطينية سيكون لها كلمة الفصل إزاء كل ما يجري، وأنه لا يمكن الصبر طويلًا على هذه الحالة في ظل أن الظروف والأوضاع الحياتية والمعيشية في قطاع غزة لا زالت متدهورة، وأنه لا يمكن القبول ببعض التسهيلات البسيطة التي لا تغني ولا تسمن من جوع.
وأشار إلى أن المقاومة وعلى الرغم من الظروف والأوضاع الصعبة، إلا أنها لا زالت تراكم من قوتها ومستعدة لخوض مواجهة جديدة في سبيل تحقيق حياة كريمة للشعب الفلسطيني.
وفيما إذا كان الوفد المصري الذي زار غزة مؤخرًا نقل رسائل تهديد للحركة من قبل الاحتلال ومنها التلويح باغتيال نائب رئيس المكتب السياسي للحركة صالح العاروري، قال المصدر القيادي “بالعادة الوسيط المصري، أو أي وسيط آخر، لا يقبل على نفسه أن يحمل أي رسائل تهديد للمقاومة التي لا تخشى الاحتلال، ولا تخشى أي تهديدات، وقادتنا ومقاومينا جميعهم مشاريع شهادة”.
ولفت إلى أن المقاومة هي من نقلت رسالة تهديد واضحة للاحتلال، بأن الاستمرار في اعتداءاته وانتهاكاته بحق الأسرى والأسيرات وضد أبناء شعبنا في كل المدن، سيكون له ثمن، وأنها لن تصبر طويلًا على ذلك.