تتوالى وتزداد يومًا بعد يوم اعتداءات قطعان المستوطنين على أهلنا في قرى وبلدات الضفة الغربية المحاذية للمستوطنات، وهذا بمرأى ومباركة حكومة الاحتلال، التي تدعم توجهات المستوطنين وتشد على أيديهم بمزيد من التطرف والارهاب تجاه المواطنين والأهالي العزل ، وخير شاهد ودليل ما حدث وما يحدث في قرية " برقة" الواقعة شمال محافظة نابلس ، وأيضا ازدياد عمليات الدهس المتعمد من قبل قطعان المستوطنين بحق أطفال ونساء شعبنا الأعزل، وهذا يأتي بالتأكيد ضمن خطة استيطانية احتلالية يهدف لها المستعمر "الاسرائيلي" لترويع أبناء شعبنا وتفريغ السكان الفلسطينيين من مناطق سكناهم ، بهدف زيادة رقعة وفكرة الاستيطان، التي تقوم على التهجير والتطهير العرقي.
استشهاد المسنة " غدير مسالمة" ،إثر دهسها من قبل أحد قطعان المستوطنين على مدخل بلدة " سنجل" الواقعة شمال مدينة رام الله ، دليل اضافي وجديد أن هناك خطة استيطانية يقوم بتنفيذها الرعاع من الحاقدين قطعان المستوطنين وبمباركة الاحتلال وحكومته التي من الواضح أنها تعطي مساحات واسعة واطلاق العنان الأرعن للعصابات الاستيطانية بترويع وقتل الفلسطينيين بدم بارد ، وهذا ما شهدته العديد من بلدات وقرى الضفة الغربية من عمليات دهس للأطفال والنساء والمسنين الفلسطينيين العزل الأبرياء في الآونة الأخيرة.
بات وما لا شك فيه أن حكومة الاحتلال الجديدة بزعامة "بينيت ولابيد" الأكثر تطرفًا والأكثر ارهابًا والأكثر رؤية وهدفًا في انجاز صفقة "ترامب" بطريقتها الخاصة عبر القتل والتشريد والترويع والتطهير العرقي على مسمع ومرأى العالم بأسره.
استمرار الحملات الاستيطانية الممنهجة والمخطط لها من قبل حكومة الاحتلال ومن يديرون الواقع الاستيطاني في دولة الاحتلال ، لا بد أن يواجه وبكل قوة وحزم منا كفلسطينيين على كافة الصعد والمستويات ، وهذا بدءاً من المؤسسة الرسمية وانتهاءً بكافة الفعاليات الوطنية والجماهيرية والفصائلية ، من أجل تشكيل أداة ضغط ومواجهة فعلية حقيقية تواجه مخططات حكومة الاحتلال القمعية وقطعان مستوطنيه .
هناك مسؤولية وطنية تقع على كاهل كافة الفصائل والمؤسسات الرسمية والفعاليات الجماهيرية والأحزاب والشخصيات أن يكونوا على قلب رجل واحد ، وينتصروا لصرخات وعذابات أبناء شعبنا جراء ما يلحق بهم من قمع وتنكيل وقتل مستمر للأطفال والمسنين والنساء على أيدي قطعان المستوطنين.
من الضرورة الوطنية العاجلة العمل من كافة المؤسسات والهيئات الرسمية الدبلوماسية والحقوقية الفلسطينية على نقل صورة الواقع المرير لكافة المحافل العربية والعالمية ، ونقل معاناة المواطنين الفلسطينيين العزل ، وما يلحق بهم بشكل يومي على أيدي قطعان المستوطنين.
قبل الختام : الصمت مرفوض والتحرك الغاية والهدف المنشود ، من أجل ايقاف حكومة الاحتلال ومستوطنيها لممارسات القمع والتنكيل والقتل المستمرة للفلسطينيين الأبرياء العزل.
في الختام : وللذكرى الوطنية النضالية المكانة والحضور، ذكريات البطل الشهيد " رائد الكرمي" الذي كان يفرض حظر التجوال ليلاً على قطعان المستوطنين ومواجهتهم برصاصة الثائر الحق، الباحث عن العدل و الحرية والسلام ،عندما كان يعتدي قطعان المستوطنين والاحتلال على أبناء شعبنا الأعزل ، فلهذا كان لا بد أن يكون المقال بعنوان : مَنْ يُوْقِفُ حِقْدًا أسود؟!