في الزيارة الاماراتية الأخيرة لايران تعهدت الامارات بألا يتم ضرب إيران من خلال أجواءها، فهل هذا ممكن؟
الامارات التي تنكب على "الاسرائيلي" وتموت في هواه، هم لا يحكمون على أجوائهم عند وقوع الحرب، و"الاسرائيلي" والأمريكي لن يشاورهم عند ضرب إيران ولن يستأذنهم، فهو لا يعير لمثل تلك الانظمة أي اعتبار في هكذا مسائل، ثم النظام الاماراتي يُتقن الكذب على الدّول، فمن هو لخبوط إبن لخبوط أو طحنون إبن طحنون كي يحكم على أجواءه ويمنع الأمريكان التي أصلا نظام الإمارات يُعتبر محمية من المحميات الأمريكية، كما النظام القطري والسعودي والبحريني وغيرهم من الأنظمة التي لا تملك من أمرها شيئا، وإن ما يسمى بالقلق "الاسرائيلي" من التقارب الاماراتي الايراني الذي ينشره "الاسرائيلي" تباعا عبر صحفه ومواقعه الالكترونية ما هو الا سخافة إعلامية لأنه غير موجود أصلا، النظام الاماراتي يلعب لعبة التكاذب السياسي في مرحلة صعبة محاولا طمأنة إيران، لكن القواعد الامريكية الموجودة في الامارات هي أكبر رسالة وباعث للقلق الايراني، والتعاون الأمني الكبير جدا بين الإمارات و"اسرائيل" ثم فتح عشرات الخطوط بكافة المجالات بين "اسرائيل" والإمارات هو أكبر رسالة وباعث للقلق الايراني، وفي الحروب الكبيرة لا يتم مشاورة الانظمة التابعة والضعيفة.
القصة تكمن في أن "اسرائيل" غير مرتاحة في اتخاذ قرار الحرب بسبب وجود عدو لها مثل ايران ليس بالسهل، وهذا العدو ممكن أن يُلحق به خسائر كبيرة، والايرانيون يصرّحون بأن الطائرات التي ستخرج لضرب إيران لن تستطيع العودة لأنها لن تجد مطارات تهبط عليها، ولو حدثت حرب الكل يدرك بأن وجه المنطقة سيتغير لأنها ستكون حرب طاحنة وليست بسيطة.
واضح أن انسحاب أمريكا من الشرق الأوسط يقابله تعزيز لوجودها في مناطق قريبة من روسيا والصين، وأمريكا تفسح الطريق ل "اسرائيل" كي تقود الشرق الأوسط، وهذا ما تسعى له "إسرائيل" وهي دوما تقدم نفسها على أنها الاقدر لقيادة الشرق الأوسط، و"اسرائيل" هي الضامن لأمن امريكا في الشرق الاوسط، وهي دائما تقول للولايات المتحدة بأنني الضامن الوحيد لأمنك، وامريكا تراهن على "اسرائيل" لكن هل "إسرائيل" على مستوى هذا الرهان الكبير؟ الدلائل على الأرض تقول عكس ذلك وهي رهانٌ خاسر، حتى الانظمة المطبعة التي باتت تراهن عليها سيجدون أنفسهم في أول حرب حقيقية أنهم سيداسون تحت الأقدام.