التقى وفدٌ من حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين بقيادة عضو المكتب السياسي الشيخ نافذ عزام، مساء اليوم الأحد، بالعالِم السوري مصطفى البُغا، الحاصل على درجة الأستاذية في الفقه الإسلامي، وذلك بمنزله بالعاصمة السورية دمشق.
وحضر اللقاء ممثل حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين بالساحة السورية إسماعيل السنداوي، ومسؤول العلاقات إبراهيم موعد، والإعلامي عوض أبو دقة.
وبيَّن الأستاذ الدكتور البُغا، أنه أخذ عن شيخه العالِم محمد خير ياسين (خيرو ياسين) قاعدة تقول: "كن في أمور الدنيا مطلوباً، ولا تكن طالباً".
وأوصى هذا العالِم الجليل، جماهير الأمة بإعمال الحِكمة التي أمر الله بها في تعاملاتهم وفي شتى أمور حياتهم، حيث قال تبارك وتعالى: "ادعُ إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة".
وقال الأستاذ الدكتور البُغا: "باعتقادي أنه لو التزم 50% من المسلمين؛ بنسبة 50% في أمور دينهم لأنصلح حال الأمة".
وأضاف "علينا أن نُلقي 99% من المشاكل التي نواجهها خلف ظهورنا، إذا ما أردنا أن نُنتج، ونَشعر بالسكينة، وننال رضا خالقنا".
وتابع العالِم البُغا يقول :"الدين اليوم بخير، رغم كل الأزمات التي تعيشها الأمة".
وأعرب العلامة السوري الثمانيني عن أمله الكبير بالله أن يشهد تحرير القدس، مشيراً إلى أنه زار المدينة المباركة عام 1964، ومكث فيها 10 أيام.
ونوه الاستاذ الدكتور البُغا، إلى أن عنده إحساس بأن "إسرائيل" في طريقها إلى الزوال.
وأثنى هذا العالم على رؤية حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، التي تنادي بتجاوز البُعد المذهبي والطائفي في التعامل بين مكونات الأمة الإسلامية، على قاعدة الالتقاء على ما اتفقنا عليه، ويعذر بعضنا بعضاً فيما اختلفنا عليه، مؤكداً أنه يتبنى هذا المنطق في أحاديثه.
وأعرب العالم البُغا، عن أسفه الشديد لكون الأمة الإسلامية تعتمد في صناعاتها حتى البسيطة -كالقلم- على غيرها من الأمم، وهي التي كانت دوماً سباقةً في المعارف والعلوم المختلفة، موضحاً أن الخليفة هارون الرشيد بعث لملك فرنسا ساعةً، وظن الأخير بأنها جِنيٌ فقام بكسرها، وأن أول من فكر بالطيران كان مسلماً .. الخ.
ويعتز العلامة السوري بأنه والد لستة أبناء، 4 منهن إناث، وجميعهم يحملون درجة الدكتوراه في العلوم الدينية، لدرجة أن أحد زملائه ممن يدرسون بكلية الشريعة في جامعة دمشق، قال له ممازحاً: ما رأيك أن نُبدل اسم الكلية، لكلية البُغا؟، فرد عليه: أحببتُ أن استدرك تقصيرَ غيري.
ويرى العالِم البُغا أن كل التخصصات، التي تخدم الأمة وتُفيدها، هي علوم شرعية، لافتاً إلى أن هناك خطأً شائعاً عندنا كمسلمين، وهو أننا نَحصُر العلوم الشرعية في الفقه والحديث.
بدوره، قال الشيخ عزام، :"لنا الشرف أن نُجالس عالماً جليلاً، وللعلماء دورٌ كبير في مسيرة الأمة، فالعلماء ورثةُ الأنبياء، ولطالما كانوا في طليعة من يدافع عن حِياض الأمة".
وأضاف "بلاشك أنكم تتابعون ما يجري في المنطقة العربية، والإسلام جاء ليصنع هذه الأمة المباركة، وإذا ما تحولت أحوالنا فالمشكلة فينا نحن، وليست في الإسلام".
وتابع الشيخ عزام "بصراحة، دور العلماء تراجع، وتركوا الأمور لمن يُطبعون ويتحالفون مع أعدائها، ويديرون الظهر لأهل فلسطين، ونحن نحاول أن ندفع هذه الهجمة إلى الوراء مستظلين بالإسلام وبهدي النبي محمد (صلى الله عليه وسلم)، لكن السند لنا قليل، وعلى صعيد الأمة، فإن العالِم إذا نطق بكلمة الحق، فإنه يُصوب المسار".
وعن الأوضاع داخل فلسطين، اختزل الشيخ عزام الصورة بأن المعاناة والمأساة كبيرة، لكن إيماننا بالله، ومن ثَمَّ بحقنا، وعزيمتنا التي لا تعرف للمستحيل طريقاً تجعلنا نمضي في طريق التحرير، مستدركاً بالقول "لكننا نحتاج إلى دعائكم".
وأهدى العالِم البُغا، الشيخ نافذ عزام، عدداً من مؤلفاته في عالم الفقه، ومنها الفقه المنهجي، الفقه الحنفي بأدلته، الفقه الشافعي.