في اعقاب التحذير شديد اللهجة الذي وجهه أبو حمزة المتحدث باسم سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين للاحتلال الصهيوني من استمرار تجاهل الإفراج عن الأسير المضرب عن الطعام هشام أبو هواش والذي دخل يومه ال 133 , استجاب الاحتلال فورا وتعاطى مع تهديدات سرايا القدس وفصائل المقاومة الفلسطينية بجدية، خاصة ان الرسالة جاءت صريحة ومباشرة حيث قال أبو حمزة " إن " استمرار العدو في تجاهل الإفراج عن الأسير المضرب هشام أبو هواش في ظل مصارعته للموت، سيأخذ الميدان لوضع مختلف عما هو عليه الآن". وقد اظهرت الصور الملتقطة للأسير البطل هشام أبو هواش وهو راقد في مشفى "اساف هروفيه" مدى الحالة الصحية المتردية التي وصل اليها، ومدى اجرام الاحتلال في تعامله مع الاسرى الفلسطينيين، الامر الذي اذهل الفلسطينيين الذين هددوا الاحتلال بالرد في حال استشهاد الأسير أبو هواش لا سمح الله, فقد حذر عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي خالد البطش، الاحتلال من استشهاد الأسير أبو هواش، وحمله المسؤولية الكاملة عن التداعيات المترتبة على استشهاده, مؤكدًا أن العدو سيدفع الثمن غاليًا, ومع تصاعد تهديدات المقاومة للاحتلال الصهيوني بدأ الاحتلال يتحدث عن تسهيلات جديدة لقطاع غزة, حيث اشارت صحيفة "هآرتس" العبرية، إن حكومة الاحتلال الإسرائيلي تعتزم تقديم تسهيلات جديدة لقطاع غزة، بما في ذلك زيادة عدد تصاريح العمل في إسرائيل، وإتاحة الوصول إلى المسجد الأقصى المبارك لأداء الصلاة، وأن الهدف الأساسي من وراء التسهيلات، ضمان المحافظة على استمرار الهدوء, وهذه محاولات يناور بها الاحتلال ليمنع او يؤجل اندلاع مواجهة عسكرية مع الفصائل الفلسطينية في هذه المرحلة تحديدا.
لكن دائما تبقى خطوات الاحتلال منقوصة وغير مكتملة لأنه اعتاد على المراوغة والتسويف واللعب على عامل الوقت, وابتزاز الطرف الاخر لتحقيق المزيد من المكاسب لصالحة, وهو يعمل وفق نظرية رئيس الوزراء الصهيوني المقبور اسحق شامير الذي قال ان" إسرائيل ستبقى تفاوض الفلسطينيين الى ما لا نهاية دون ان تقدم لهم شيئا", وعبر عنها كبير المفاوضين الراحل صائب عريقات رحمه الله في كتابه الذي حمل عنوان "الحياة مفاوضات" لأنه كان يدرك تماما ان "إسرائيل" ليس لديها شيء تعطيه للفلسطينيين, وانها تخدع العالم بزعمها انها تؤمن بالسلام والتعايش وحل الدولتين وكل هذه الأمور داستها إسرائيل بقدميها وتنكرت لكل الحقوق الفلسطينية, لان هذا ديدنها وطريقتها التي تمارسها دائما وابدا, الم تسمعوا قول الله عز وجل في كتابه العزيز وهو اصدق القائلين "كلما عاهدوا عهدا نبذه فريق منهم" فنبذ العهود والتنصل منها جزء من تفاصيل حياتهم وهو في فطرتهم ولن يتركوا هذه العادة لا امام الاستجداء والرجاء, ولا امام الضغط الناعم والقوانين الهشة, والحقيقة ان الاحتلال مارس هذا الفعل في قراره الذي أعلن عنه المحامي جواد بولس، اول امس بأن الاحتلال أصدر قرارًا يقضي بتجميد أمر الاعتقال الاداري بحق الأسير هشام ابو هواش, وقال نادي الأسير الفلسطيني، أنه تم نقل الأسير من سجن "الرملة" حيث يقبع، إلى مستشفى "أساف هروفيه" الإسرائيلي ، حيث يواجه وضعًا صحيًا حرجًا, وهو لا زال يخوض اضرابه المفتوح عن الطعام, ويخشى الاحتلال من تحمل تبعات وفاته لا سمح الله بعد تدهور وضعه الصحي الى حد خطير, فقرر الاحتلال تجميد اعتقاله الإداري ونقله للمشفى.
لكن قرار تجميد الاعتقال الإداري لا يعني إلغاء الاعتقال الإداري لكنه يعني إخلاء مسؤولية إدارة سجون الاحتلال، والمخابرات (الشاباك) عن مصير وحياة المعتقل، وتحويله إلى "معتقل" غير رسمي في المستشفى، وسيبقى تحت حراسة "أمن" المستشفى بدلًا من حراسة السّجانين، وفعليًا يُبقي عائلته غير قادرة على نقله إلى أيّ مكان، علمًا أن أفراد العائلة والأقارب يستطيعون زيارته كأي مريض وفقًا لقوانين المستشفى, وهذا يعني ان الاحتلال يمكن ان يعيد اعتقاله في أي لحظة اذا ما تحسنت أوضاعه الصحية, واستجاب لعلاج إدارة المشفى, ومن المرجح ان يستمر الأسير البطل أبو هواش في اضرابه المفتوح عن الطعام حتى ينتزع قرارا واضحا لا يقبل الشك او التأويل بالإفراج عنه دون قيد او شرط, وفصائل المقاومة الفلسطينية تدرك أساليب الاحتلال الخبيثة في التنصل من التزاماته حول الأسير أبو هواش وتحمل تبعات استشهاده لا سمح الله, لذلك يبقى تهديد الفصائل الفلسطينية للاحتلال قائما, فهو وحده الذي يتحمل المسؤولية عن حياة الأسير, اذا ما استمر في اضرابه المفتوح عن الطعام, واذا ما استمر وضعه الصحي في التدهور, وبما ان الاحتلال يأخذ تهديدات الناطق باسم سرايا القدس أبو حمزة وتهديدات فصائل المقاومة الفلسطينية على محمل الجد, فانه من المتوقع ان يستجيب الاحتلال لمطالب الأسير أبو هواش ويحدد موعدا للإفراج عنه, كما فعل مع من سبقوه من الاسرى الإداريين الذين خاضوا إضرابات مفتوحة عن الطعام, وانتزعوا حريتهم بالقوة, والا فان الاحتلال سيدفع ثمن حماقاته, والمقاومة جاهزة للرد.