قائمة الموقع

غانتس _ عباس: الزيت الذي صار دما!

2021-12-29T16:26:00+02:00
لقاء عباس غانتس.jpg
شمس نيوز - غزة

على أطلال من هُجّروا من قرية مجدل يابا عام 1948، استلم رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ليلة أمس زجاجة زيت "إسرائيلي"، قدمها له بني غانتس، وزير جيش الاحتلال، الذي يتفادى زيارة أوروبا خشية اعتقاله، لأنه ملاحق على جرائم ارتكبها ضد قطاع غزة عام 2014، بوصفه رئيساً للأركان في حينه.

لا جديد على مستوى المضمون يذكر في تلك "الزيارة"، وإنما هو قديم استقرت عليه وظيفة السلطة منذ سنوات، تذكرها بها "إسرائيل" بين الحين والآخر، وجاء هذا التذكير على خلفية تصاعد المقاومة مؤخراً وسعي الاحتلال لقمعها، طبعاً بمشاركة النخبة الأمنية (الشيخ وفرج) التي تقود مثل تلك اللقاءات.

يتلخص المضمون بمثلث الدعم الاقتصادي والتنسيق الأمني وبعض "التسهيلات"، أي: نصرف لكم بعض المال (من مستحقات الضرائب مثلاً) ونضخ المزيد من العمال نحو سوقنا، وعليكم أداء "واجبكم" في ملاحقة المقاومين بتفانٍ أكبر، ولا مانع من قبول بعض طلبات لم الشمل نهديها لكم لتمنّوا بها على الناس.

وكما يفعل المدير بموظفيه بين الحين والآخر لضمان "انتاجيتهم"، يوزع غانتس عليهم بعض الامتيازات، خاصة أن لا مشروع تحرير يحملونه، ولا حتى مقاومة شعبية كما يدعي أبو مازن. وهكذا لا بأس بزيادة تصاريح الـ VIP للنخبة الفاسدة التي ترتدي البدلات وتنتقل في مواكب وتحرك شبكة مصالح وانتفاع شخصي.

وحتى يكون التذكير متكاملاً، يحضر في اللقاء الحاكم الفعليّ للضفّة الغربية؛ ضابط الإدارة المدنية المعروف بـ "المنسق". ثمّ تُبارك "إسرائيل" سقف فاعلية السلطة كشركة أمنية وبلدية تُدير عبء السكان عنها، بأقدس مقدسات الفلسطينيين: زيتهم المسروق الذي صار دماً فعلاً.

يحصل هذا بينما يصدّ الناس بصدورهم اعتداء المستوطنين على بيوتهم وأرواحهم، وبينما حرق وقطع وسرق المستوطنون الزيتون في أراضيهم، بحماية الجيش الذي يأتمر بأمر غانتس. بهذا المعنى، تكون زجاجة الزيت "الإسرائيلي" وقبولها كـ "هدية" ملخصاً مكثّفاً للتردي البالغ الذي وصلت إليه بُنية السلطة.

اخبار ذات صلة