بقلم/ د. محمد مشتهى
التصريح:
إذا استشهد الأسير هشام أبو هواش فإننا سنعتبر ذلك عملية إغتيال قام بها العدو مع سبق الاصرار، وسنتعامل مع الأمر وفقا لمقتضيات التزامنا بالرد على أي عملية اغتيال.
ولله الأمر من قبل ومن بعد ،،،
إنتهى التصريح....
برأيي أن الهدف من هذا التصريح المقتضب هو الضغط على العدو الصهيوني للافراج عن الأسير هواش كون أن حياته اصبحت في دائرة الخطر الشديد.
العدو الصهيوني يستطيع أن يفتعل حرب بأي ذريعة يختلقها وهو ليس بحاجة الى مبررات، فمحاولة اغتيال سفير "اسرائيل" في لندن في عام 1982، وبالرغم من فشل المحاولة إلا أن العدو استخدمها كذريعة لاجتياح لبنان في نفس العام، لذلك لو أرادت "اسرائيل" الحرب فلن تعدم الوسيلة لافتعالها.
التصريح كان له أثر كبير ومريح في نفوس الناس عامة خصوصا في الضفة وعند الأسرى وعوائلهم.
التصريح كان موفق جداً وجاء بوقته، وعندما نقول بوقته يعني أن الأسير هواش وضعه الصّحي الآن بين الحياة والموت، فتخيّلوا أن الأسير هواش أستشهد ثم لم تكن هناك تصريحات قوية مثل هذا التصريح ثم قامت المقاومة بالرد نتيجة لاستشهاده، فإن كل ردود المقاومة حينها لن يكون لها صدى، لكن في وجود تصريح قوي فإنه عند الرد على استشهاده سيكون له صدى إيجابي لدى حاضنة المقاومة عموما، والسبب هنا أنه تم بذل جهد في السياسة وتم ممارسة ضغط في التصريحات.
إن أبعاد هكذا تصريحات من مستويات متقدمة في المقاومة والتي تقف من خلالها بجانب الأسرى وتساندهم بالذات عند استشعار الخطر على حياتهم هي أبعاد مهمة تبعث في نفوس الاسرى عموما وخصوصا الإداريين منهم تحدٍ إضافي وإصرار على مقاومة هذا الاعتقال الاداري، لذلك كان مهما أن يصدر هكذا تصريح من هكذا مستوى صاحب قرار، فالتصريح له وزن بوزن من صرَّح به، لذلك جاء التصريح صحيح شكلا وموضوعا وتوقيتاً.
الأسير هواش وما يعانيه من تدهور خطير على حياته برأيي هو الذي استدعى تدخل الأمين العام، وهو رسالة واضحة للشعب الفلسطيني وللسّجان الصهيوني أن حياة الأسرى غالية جدا عند المقاومة.
أما بخصوص رد المقاومة في حال استشهاد الأسير هواش، فشكل الرد وحجم الرد واختيار الوقت المناسب، هذا موضوع مختلف لأنه بيد القيادة العسكرية للمقاومة.
وندعو الله تعالى بأن يحفظ الأسير هواش وأن يرد له عافيته وأن يخرج منتصرا من هذه المعركة ليعود إلى أسرته عزيزا كريما وسليما، كما ندعو الله بأن يفك بالعز قيد جميع الاسرى...اللهم آمين