مرحلة الشيخوخة، هي الأكثر خطورة في حياة الإنسان، لارتباطها بكثير من العوامل المسببة للاضطرابات الصحية المزمنة، بما في ذلك أمراض القلب والأوعية الدموية، بالإضافة إلى الاضطرابات الأيضية، وأمراض التنكس العصبي والأورام الخبيثة المتنوعة، المرتبطة بالوفيات بشكل مباشر، لأن الجهاز المناعي في هذه الفترة العمرية يمر بحالة وهن وضعف كبيرين، ما يجعله غير قادر على مواجهة الكثير من الاخطار التي تهدد صحة الانسان ، بحيث يكون عرضة للعديد من الامراض الخطيرة المهددة للصحة .
ومؤخراً حقق العلماء تقدماً كبيراً في مجال تطوير عوامل محددة لعلاج الحالات الفردية المرتبطة بالتقدم بالعمر، مثل مرض السكري من النوع الثاني، وهشاشة العظام، واختلال الأوعية الدموية. وعلى الرغم من التطور الكبير لكن التأثير المشترك للأدوية المبتكرة كانت نتائجها متواضعة. وحدد العلماء وفق وكالة "سبوتنيك" العديد من العوامل الرئيسية التي تؤثر على فترة الصحة المرتبطة بالعمر من خلال الدراسات، وتمَّ تعريفها على أنها آليات الشيخوخة التي يمكن تصنيفها إلى تسع علامات مميزة. وبحسب العلماء، فإنّ استئصال الخلايا الشائخة الموجبة لعلامة الشيخوخة يخفف من تنكس الأنسجة ويطيل فترة صحة المخلوقات، مما يدعم الزعم بأن الخلايا الشائخة تلعب دوراً مسبباً في شيخوخة الكائن الحي.
بذور العنب تحارب الشيخوخة
وبحسب المقال العلمي المنشور في مجلة "Nature Metabolism" وجد العلماء في دراسة جديدة أن مادة "procyanidin C1 -PCC1"، وهو مكوّن البوليفينول لمستخلص بذور العنب، يزيد من فترة الصحة للفئران من خلال تأثيره على الخلايا الشائخة. وبينت نتائج الفحوص أن مستخلص بذور العنب أو "PCC1" كان له تأثيرات محددة على الخلايا الشائخة، خصوصاً عند التركيزات المنخفضة، حيث وجد أن مركّب "PCC1" يثبط حدوث الشيخوخة الخلوية حيث يقتل بشكل انقائي الخلايا الشائخة بتركيزات أعلى، "ربما عن طريق تعزيز إنتاج أنواع الأكسجين التفاعلية والخلل الوظيفي في الميتوكوندريا". وأثبت العلماء دقة نتائجهم من خلال التجارب المطبقة على الفئران، حيث أدى منح الفئران مركّب "PCC1" إلى التخفيف من الخلل الوظيفي الجسدي وإطالة فترة الصحة. وقال العلماء في نتائج دراستهم أنهم حددوا مركّب "PCC1" كعامل علاجي طبيعي له نشاط فعّال لدى الجسم الحي وإمكانية عالية لمزيد من التطوير لجعله كنوع من التدخل السريري بهدف تأخير أو تخفيف أو منع الأمراض المرتبطة بالعمر. وحظيت الشيخوخة الخلوية باهتمام كبير جداً، لأنها تمثل عملية تمنع أو تؤخر الأمراض المصاحبة للشيخوخة. وهي تشير إلى حالة خلوية تتضمن توقفاً لا رجوع فيه بشكل أساسي، وتشمل تغيرات عميقة في الكروماتين، ومقاومة موت الخلايا المبرمج وزيادة تخليق البروتين، والتي غالبًا ما تبلغ ذروتها في الإفراط في إنتاج السيتوكينات المؤيدة للالتهابات، وهي ميزة تسمى "SASP"، والتي يُعتقد أنها سبب الأمراض المختلفة المرتبطة بالعمر.
فوائد مذهلة لبذور فاكهة العنب
بالرغم من أن طعمها قد يكون لاذعًا وغير لذيذ، إلا أن فوائد بذور العنب تفوق المتوقع، وتنبع أهمية تناولها من احتوائها على العديد من العناصر الغذائية والفيتامينات الهامة للجسم والتي تتمثل في الأحماض الدهنية والأحماض الأمينية، ومضادات الأكسدة المعروفة باسم الفلافونويد (Flavonoid).
ومن أبرز فوائد بذور العنب:
- التقليل من خطر الإصابة بأمراض القلب
يسهم تناول بذور العنب في تقليل خطر الإصابة بالنوبات القلبية واضطراب نبضات القلب والتقليل من مستويات الكوليسترول المرتفعة.
- علاج الدوالي وتورم الساقين
مضادات الأكسدة الموجودة في بذور العنب تساهم في تحسين الدورة الدموية، وبالتالي التقليل من احتمال الإصابة بالدوالي. تساعد النساء، خصوصًا اللواتي يجلسن مطولًا، في التخفيف من تورم الساقين.
- محاربة السرطان
إن النتائج الأولية لعدد من الدراسات أشارت بأنّ خلاصة بذور العنب تحتوي خصائص مضادّة للسرطان مرتبطة بشكل أساسي بمضادات الأكسدة.
- المساهمة في فقدان الوزن
تساعد خلاصة بذور العنب في تسريع عمليات الأيض والتخلص من الدهون في الجسم، إلا أن هناك حاجة للقيام بمزيد من الأبحاث العلمية حول الموضوع.
- التخلص من الاكتئاب
مضادات الأكسدة التي تدعى برونتوتسيونات (Proanthocyanidins) المتواجدة في العنب قادرة على التأثير على الدماغ وتخليص الإنسان من الاكتئاب، حيث ساهمت هذه المضادات في زيادة مستوى السيروتونين في الدماغ، بالإضافة إلى مواد كيميائية أخرى مسؤولة عن الإصابة بالاكتئاب.
- شفاء الجروح
وجدت دراسة نشرت في المجلة العلمية لطب وأحياء الجذور الحرة (Free Radical Biology and Medicine) أن وضع مضاد الأكسدة المستخلص من بذور العنب المعروف ببرونتوتسيونات على الجروح ساعد في علاجها بشكل أسرع، إلا أن النتائج لا تزال أولية وهناك حاجة إلى دراسات أعمق.
- علاج تسوس الأسنان.
- تحسين الرؤية الليلية.
- تحسين مستوى السكر في الدم.