"تطبيق كلوب هاوس"، قالوا عنه "تيك توك" النسخة الصوتية، ووصفوه بنادي الأثرياء السِّري، وهناك من قال إنه "إذاعة الناس"، و"صوت الشعب"، و"منبر الجمهور".. أياً كان، فقط استطاع فريقٌ شبابيٌ مثقف أن يطوعه لخدمة القضية الفلسطينية، وتشكيل رأي عامٍ عالمي وعربي داعمٍ ومناصر للشعب الفلسطيني.
هكذا هم الشباب الفلسطيني المُثقف، لا يقيلون ولا يستقيلون إذا ما تعلَّق الأمر بـ"السَّردية الفلسطينية"؛ فهنا مثلاً -نقصد في كلوب هاوس- فتح الفريق نادياً للحوار النخبوي مع المجتمع العربي تتعلق بالقضية الفلسطينية، بل وفتحوا نقاشاً هادئاً مع مجموعات ضغط أجنبية مساندة للحق الفلسطيني؛ وذلك بهدف دحض الأكاذيب الصهيونية، والافتراءات التي تعجُ بها مواقع التواصل الاجتماعي على الفلسطيني، وتاريخ نضاله، وقضية شعبه.
ووجدت تلك المجموعة الشبابية المُثقفة في تطبيق (كلوب هاوس) منبراً لإيصال صوت فلسطين للعالم، ومكانًا بديلاً للرواية الفلسطينية بعيدًا عن سلطة الرقيب، خاصة بعدما صادرت معظم مواقع الفضاء الأزرق الصوت الفلسطيني، وحددت وجوده، وأجبرته على الهجرة من فيسبوك وتويتر ويوتيوب.
منتصف العام الماضي -إبان هبة حي الشيخ جراح- فتحَ الفريق الشبابي ناديًا بعنوان (عاجل يحدث الآن) في كلوب هاوس، وحاز النادي النخبوي على متابعة الملايين من الناس، بل وأصبحَ مصدراً دقيقاً للمعلومات للفلسطينيين وغير الفلسطينيين؛ لنقله الحقيقة الميدانية كاملة دون تحريف أو تزييف.
نادي نخبوي
أسامة حميد، واحد من أعضاء إدارة نادي (عاجل يحدث الآن) أشار إلى أنَّ الغرف تهدف للحديث عن قضية فلسطين، وما يتعلق بها من أحداث ميدانية، مع إشارته إلى أنَّ تلك الغرف تنتهج المسار المهني في نقل المعلومات، بعيداً عن التضخيم، أو التبهيت، أو التحريف، أو التزييف.
وتأسست تلك الغرف -وفق حميد- إبان هبة حي الشيخ جراح في القدس المحتلة العام الماضي؛ لرغبة الفريق في نقل الأحداث أولاً بأولٍ، غير أن تلك الغرفة وهذا الفريق استمر في متابعة تطورات الأحداث التي تلت الهبة؛ وصولاً إلى معركة سيف القدس، وما تلاها من أحداثٍ ميدانية.
ويذكر حميد، أنَّ الهدف الأساسي من النادي هو نصرة قضية فلسطين، وحشد الرأي العام العالمي والعربي والمحلي خلفها، مع الإشارة إلى أنَّ الفريق ينأى بنفسه عن أي تجاذبات داخلية فلسطينية؛ كون الرابح فيها هو الخسران؛ لأن قضية بحجم فلسطين بحاجة إلى التعاضد والوحدة والتماسك.
وأضحى نادي (عاجل يحدث الآن) مصدراً مهماً لكثير من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، والإعلاميين والمراسلين عرباً أو عجماً؛ فمثلاً كان ينقل عن النادي "المراسل يُسري"، والمذيع أحمد سعيد، وغيرهم من المراسلين، وذلك بعد أن ثبت صدق معلوماته، وقوة مصادره في نقل الأحداث المختلفة.
ويتابع -وفق حميد- حوالي 2000 شخص لغرفة (عاجل يحدث الآن)، في وقتٍ قياسي من فتح الغرفة، مع الإشارة إلى أنَّ الغرفة لم تُغلق مطلقًا في الأحداث الساخنة، مثلاً في أحداث معركة سيف القدس، تواصل التدوين الصوتي، والتفاعل مع المستمعين داخل الغرفة على مدار الوقت.
ماذا يفعل الفريق؟
الصحفي عَلَم صبَّاح، هو الآخر واحد من أعضاء إدارة صفحة (عاجل يحدث الآن)، يشير إلى أنَّ الغرف التي يُشرف عليها الفريق تميزتْ بالأَثر الذي تركته في نفوس كثيرٍ من المستمعين من جمهور (كلوب هاوس)، ويرى في ذلك تحقيقاً للهدف الذي أنشئت من أجله الغرف؛ فمثلاً صححت كثيراً من المفاهيم المغلوطة بشأن القضية الفلسطينية، وواجهت دعاية مضادة ضد الفلسطينيين.
وأكد أن الهدف من الغرفة هو إيجاد مساحة للصوت الفلسطيني والرواية الفلسطينية؛ لتصبح حاضرة من جديد في معركة الوعي، لاسيما في ظل محاولة الاحتلال الإسرائيلي تزييفه، وقلب الحقائق.
وذكر عَلَم صبَّاح أنَّ الغرف كشفت عن ضعف الثقافة لدى الشباب العربي بكثيرٍ من القضايا المتعلقة بالقضية الفلسطينية؛ إذ كان يعتقد كثيرون أن الفلسطينيين باعوا أرضهم، بل وكانوا يعتقدون أنَّ فلسطينيي 48 هم إسرائيليون، لافتاً إلى وجود أثرٍ كبيرٍ للغرفة على صعيد تثقيف الشباب العربي في هذا الجانب.
ودعا صبَّاح الفلسطينيين المتواجدين على التطبيق لدعوة أكبر عدد ممكن من أصدقائهم ومعارفهم الفلسطينيين للانضمام للتطبيق، وفتح غرف الدردشة تتعلق بالقضية الفلسطينية؛ لتصحيح المفاهيم حولها، والتصدي عبرها إلى زيف الدعاية الإسرائيلية.
الهمَّ الأكبر!
م. ابراهيم شقورة، هو الآخر عضو في غرفة (عاجل يحدث الآن)، يشير إلى أنَّ الهمَّ الأكبر للفريق المتطوع هو إيصال صوت القضية الفلسطينية للرأي العام العربي والعالمي، وهو ما دفع الفريق لتوسيع نطاقات استهداف الجمهور من خلال آليات الربط والتتبع والبث عبر المنصات المختلفة، إلى جانب نشر التدوين الصوتي على مواقع التواصل المتعددة، وتطبيقات التراسل الفوري.
وفي سياق التوسع واستقطاب جمهور أكبر، يذكر شقورة أنَّ الفريق يحفزُ الناس على المشاركة، والتفاعل على حساباتهم الشخصية في مواقع التواصل الاجتماعي، مشيراً إلى أهمية استثمار التدوين الصوتي في دعم القضية الفلسطينية، التي تواجه حملات دعائية إسرائيلية خبيثة، في سياق محاربة الرواية الفلسطينية.
وبيَّنَ شقورة أنّ النقاشات الهادئة في النادي نتج عنها العديد من الحملات التضامنية التي صبَّت في مصلحة الرواية الفلسطينية.
وتطبيق (كلوب هاوس) Club House: هو تطبيق صوتي يعتمد على المحادثات الصوتية المباشرة، أُطلق في مارس 2020م، تزامنًا مع الإغلاق الكلي في عدد من دول العالم الذي تسببت فيه جائحة كورونا، ولم يشهد رواجًا إلا مع بدايات فبراير 2021م.