قائمة الموقع

سيدنا الزهار أبا خالد إذ ينطق

2022-01-07T22:42:00+02:00
القيادي في حركة حماس محمود الزهار...jpg
بقلم/ محمود هنية
لم ولن أنسى ما أخبرني الاستاذ الحبيب اللواء مصباح صقر، وهو لمن لا يعرفه مؤسس جهاز الأمن الوقائي وسماه الراحل ياسر عرفات ب"رأفت الهجان" الفلسطيني، حين زاره القائد الكبير ابو خالد الزهار في بيته ، وعلى جسده آثار التعذيب الوحشي في سجون السلطة.. قال لي صقر" وجدت فيه صدقا لم أجده في كثيرين".. هذا الصدق جعل أبا خالد محط استهداف دائم..
واضح وصريح وجريء لا يواري ولا يوارب ولا يختبيء خلف الكلمات مع أنه روائي وكاتب ولديه ملكة عالية وقدرة كبيرة باللعب في الكلمات لو أراد .. لكنه قال لكثيرين وانا واحد ممن استمع إليه " بعد ما مضى من عمر وقدمت من اولاد لله .. لن أقابلهم وفي قلبي نقطة نفاق"..
قال ايضا مرة في كلمة سجلتها له "يدي التي دفنت بها أبنائي لن أجعلها تشهد علي بموقف لا يرضي ضميري"..
أبا خالد لا يأبه أن يواجه العواصف مهما كانت حدتها ، وشعاره .. كل ما يريده المرء يدركه ونحن الرياح والسفن..
صريحا وواضحا.. في الأزمة السورية عبر بوضوح لا ناقة لنا في هذه الحرب ولا جمل، ولن نكون جزء منها ولن نشرع سيوفنا في وجه الشعب السوري، كما أنه لا ينبغي بنا أن نقيم في أي مكان له موقف سلبي من النظام، والأولى أن نجعل موضع اقامتنا في لبنان هناك شعب نقيم معه برنامج وطني ونؤسس معه للتحرير.. رؤية خطها الرجل عام ٢٠١١ وحطتها حماس بعد ذلك.. ولسان حالها تقول صدقت يا أبا خالد..
وفيّ وأمين وصادق في خياراته ولسان حاله لست بالخب ولا الخب يخدعني .. ولديه ملكة قوية في فهم السياسة كعلم فرز الألوان فيحسن كيف يفرق بين الحليف والصديق والخصم والعدو..
وليس سرا يذاع أن ثمة عتب إيراني كبير رافق مسيرة العلاقة مع حماس في السنوات الأخيرة .. لكن مع خروج الزهار ولقائه المباشر مع أعلى سلم قيادي في إيران ثم لقاء خاص مع السيد حسن نصر الله في الجنوب .. قالوا له "مرحبا بك ودونك أي ملف من الماضي"
قال لي عليم في العلاقة بين حماس ومحور المقاومة.. زيارتان لرجلين يحملان ذات الكنية أبا خالد .. حين كانت تنفس الجنوب في لبنان بمقاوميه ورجاله .. روحية عالية وفرحة عارمة .. لأنهم باختصار يدركون أنهم في طيافة رجل الشهادة مدرسته وحياته ..
يستعصي على البعض أن يتقبل هذا الرجل العظيم بفعله الكبير بقوله العزيز بوجوده .. يستعصي عليهم أن يتقبلوا صدقه وصراحته .. وهؤلاء الذين يخشون بكل وضوح أن ينتصروا لفلسطين ولو بكلمة ..
أخيرا .. بعضهم ينبري قلمه وتطق عروقه حين يجري الحديث عن ايران .. ابحثوا في تاريخه .. هل انتصر لفلسطين ومقاومتها حين تعرضت لعدوان عربي واضح وضوح الشمس في آفلة السماء .. الإجابة .. "خرس تاام"
أخيرا .. زهارنا يعبر عن خلجات قلوب المجاهدين المؤمنين بعدالة قضيتهم الأوفياء لكل من يحالفهم في قضيتهم .. المعادون لكل من يستشرس وجودهم .. ولسان حال المؤمنين به .
كفاك الله يا رجل العزائم .. وقول الامام العز ابن عبد السلام .."نحورنا بدمائنا تتخضب"
.. أخيرا .. لم ولن يسمع أحد لأبي خالد أي ثناء على أي معركة خارج فلسطين .. فهو دائما يؤمن أن أي صراع لا يخدم فلسطين .. لكن الخلاف بينه وبين كثيرين .. أنه يدرك تماما ويؤمن بأنه لن يكون حطبا في معركة طائفية تغذيها طفيليات الاستعمار في المنطقة .. فلن نكفر إيران ولن نكون وقودا في معركة طائفية تصنعها دول أصبحت إسرائيل واحدة من سادتها في المنطقة.
اخبار ذات صلة