يقول المثل الشعبي الفلسطيني إن "ابن الفار حفار، وابن الوز عوام"، هذا المثل يُضرب لمن يشابه أباه في إتقان عمل ما؛ لكنه يبقى مجرد مثل شعبي، يصلح أحيانًا ولا يصلح أحيان أخرى، فهو ليس قاعدة في علم الإدارة أو السياسة أو الدبلوماسية.
يبدو أن هذا المثل تردد في كواليس تعيين سلام الزواوي، في منصب سفير فلسطين لدى طهران، حين أقنعوا الرئيس عباس بتعيينها خلفًا لأبيها صلاح الزواوي، الذي شغل منصب السفير لدى إيران لأكثر من 41 عامًا.
إذا كان المثل ينطبق فعلًا على سلام، وكانت شبيهة أبيها فعلًا، فعلى الدبلوماسية الفلسطينية في طهران السلام، فهل ستجلس كأبيها على الكرسي 40 عامًا ؟، وهل ستدير السفارة كأبيها دون "حس ولا خبر"؟، فإنجازات الرجل في طهران لم يرها أحد.
وأمس السبت، أدت سلام صلاح الزواوي، اليمين القانونية أمام الرئيس محمود عباس، سفيرة لفلسطين لدى الجمهورية الإسلامية الإيرانية؛ ما أثار موجة من الغضب رافقتها تعليقات التهكم على مواقع التواصل الاجتماعي.
وكتب الناشط محمد سلمان، على حائطه في فيسبوك:" هي قيادة وسلطة مسروقة بعد أن أنهى سفير فلسطين مهامه بسفارتنا في إيران بعد 38 عاما، ابنته تتسلم المنصب، وتؤدي اليمين القانونية أمام رئيس السلطة محمود عباس..
صمت الشارع أمام هذه التجاوزات سيشجع من زيادتها والتغول على حقوقنا".
أما الناشط أكرم رضوان فكتب معلقًأ على الأمر:" بيارة الوالد، ملف فساد السفارات والتعيينات على مزاج السيد الرئيس زاد عن حده وأصبح لا يطاق.
وأكمل:" حسبنا الله في الفاسدين والساكتين على هذا الفساد من سلطة ومنظمة وحركة فتح؛ فهي التي أعطت عباس هذه التفويض الكامل ليتصرف كأنها بيارة الوالد" !
وكتب الناشط عزيز المصري عبر فيسبوك قائلا: "شيخ السفراء صلاح الزواوي سفيرنا السابق في إيران تعب يعطيه الصحة وطولة العمر.. شو بنعمل؟ بنحط بنته سلام الزواوي سفيرة مكانه في طهران"
وقال الصحفي أمين البياري تعقيبًا على تعيين الزواوي خلفا لوالدها: إن وجود سفير فلسطيني لدى إيران أمر ملحّ، ولكن لم يحدث أن صادفنا لسفير فلسطين في طهران حضورا ونشاطا وفاعلية ودورًا؛ لكن المفاجأة أن هذا السفير، واسمه صلاح الزواوي، في منصبه منذ 40 عاما، وهذا غريب ومستنكر ومستهجن وعجيب، أما المفاجأة الأكثر إدهاشا أن السفيرة التي أدّت اليمين الليلة هي ابنته، واسمها سلام الزواوي".
وكتب الناشط عرابي الرنتاوي، إن "ما جرى لا يحدث إلا في السلطة، أن تتسلم سلام الزواوي منصب سفيرة لفلسطين في طهران، بعد مغادرة والدها صلاح الزواوي له، بعد أن شغله لأربعين عاماً متتالية، ويقولون لك إصلاح وتجديد"
أما الناشط معين محمود فعلق على الموضوع قائلًا:" هنا جمهورية الموز فعلًا، يمكن الآن ان نصف السلطة بهذا المصطلح الذي يطلق على أي دولة يسيطر عليها الفساد".