غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

18 فردًا جلهم من الفتيات

بالصور عائلة تفترش شاطئ البحر شتاءً.. من يداريها من قسوة البشر والبرد؟

عائلة تسكن في خيمة على شاطئ البحر (1).jpeg
شمس نيوز -مطر الزق

الأجواء باردةٌ جدًا، وأمواجُ البحر المتلاطمة تتسلل إلى خيمة نصبت على شاطئ البحر، والرياح الشديدة تكاد تقتلع جذور الخيمة التي تستر 18 شخصًا، جُلهم من الفتيات، أوضاع مأساوية تعيشها عائلة المواطن أسامة اللداوي من قطاع غزة.

يجتهد أسامة (39 عامًا)، مع زوجتيه بربط الأغطية حول أحد أبراج الإنقاذ على شاطئ بحر الشيخ عجلين، ويحاول تثبيت أوتاد الخيمة بوضع أكوام من الرمال، وكلما نظر إلى السماء شعر بخوف كبير جدًا؛ فالسحب والغيوم بدأت تتراكم فوق رأسه.

عقارب الساعة كانت تُشير إلى الثامنة مساءً، وصوت الرعد والبرق يدوي في كل مكان، والأمطار الغزيرة بدأت تهطل؛ لكن أسامة وزوجتيه وأطفالهم لا زالوا داخل الخيمة، يحاولون مقاومة المياه التي تسللت داخلها.

"أسامة اللداوي" تكالبت عليه الهموم والغموم، وضاقت عليه الدنيا؛ فقادته قدماه إلى شاطئ البحر عله يأويه، إلى حين أن يجد من يقدم له المساعدة في استئجار بيت يداري أسرته من برد الشتاء وحر الصيف، أو من يقدم له بيتًا صغيرًا يملكه لإنهاء المشكلة التي يعانيها منذ 13 عامًا.

خيمة "اللداوي" على شاطئ البحر هي نفسها التي كان قد نصبها قبالة ساحة السرايا وسط مدينة غزة قبل نحو 5 سنوات، وأزيلت بعد تبرع كريم من جهات مختلفة باستئجار بيت يأويه وأسرته.

فبعد مرور 5 سنوات انتهت مدة إجار اللجنة القطرية والشؤون الاجتماعية؛ لكن اللداوي لم يتمكن من دفع إيجار آخر لصاحب البيت، الذي اضطره لافتراش البحر، والتحاف السماء في أجواء البرد القارص.

أطفال اللداوي

أوضاع "أسامة" خطفت فرحة أطفاله في الإجازة المدرسية، لا متنزهات، لا زيارات عائلية، لا ألعاب مع الأصدقاء، لا أماكن ترفيهية، سوى الركض حول الخيمة التي نصبها والدهم على شاطئ البحر، رغم البرد القارص.

تسعة أطفال من أبناء أسامة يدرسون في المرحلة الابتدائية والإعدادية،وآخران يدرسان في الثانوية العامة، والبقية لا يتلقون العلم؛ بسبب سوء الأوضاع التي يعيشها والدهم.

ويعمل أسامة منذ 21 عامًا سائقًا على "الخط"؛ لكن رخصة القيادة انتهت منذ زمن، وشروط أصحاب المركبات كانت سببًا في منعه من العمل، قائلًا: "بعض أصحاب المركبات يشترطون 50 شيكلًا يوميًا، وآخرون 40 شيكلًا والأوضاع صعبة جدًا، لا أستطيع أن أوفر هذا المبلغ يوميًا لصاحب المركبة؛ فأضطر لتسليم المفاتيح لصاحبها".