كتب: خالد صادق
سريعا نقلتنا عصابة دايتون من أجهزة امن السلطة الفلسطينية من حالة الفرح والبهجة بانتصار الأسير البطل هشام أبو هواش في معركة الأمعاء الخاوية التي خاضها بإرادة حديدية وصلبة ضد السجان الصهيوني, حيث انتزع موعداً لحريته من بين انياب السجان وسطر ملحمة بطولية في التضحية والفداء, ويبدو ان هذا لم يرق للبعض من عصابة دايتون في أجهزة امن السلطة الفلسطينية, التي اعتدت بوحشية على محمد زكريا الزبيدي ابن الأسير البطل زكريا الزبيدي قائد حركة فتح في جنين وعضو المجلس الثوري للحركة, ورفيق ابطال عملية انتزاع الحرية في سجن جلبوع المحصن, لقد اختطفوا محمد وهو يسير في الشارع ووضعوه داخل السيارة وانهالوا عليه ضربا وشتما ولعنا, هكذا علمهم دايتون كيف يكونون أوفياء لأعداء شعبهم وامتهم من الصهاينة المجرمين, وكيف يسحقون ويمحقون أبناء شعبهم بلا هوادة وبلا رحمة, لم تشفع صرخات محمد له, وانهالوا عليه بالشتائم القذرة التي تعبر عن اخلاقهم وتربيتهم في معسكرات دايتون في الأردن, وكيف استطاع دايتون الضابط الأمريكي المتصهين ان يمسح عقولهم «بالفرمات» ويشحن ادمغتهم بكل هذا الكره والحقد والحنق والعداء لشعبهم, فهم ذراع بيني غانتس الضارب, والذي يلاحق المقاومة في كل الشوارع والازقة والمخيمات التي طالما احتضنتهم وعلمتهم كيف يحبون الوطن وينتمون الى الشعب الاصيل, لكنهم اشرار باعوا انفسهم بالمال وارتضوا ان يكونوا «لحديين» عاشوا في مستنقع دايتون القذر ليخرجوا كل احقادهم عل شعبهم, وارتضوا بان يكونوا مع الخوالف الذين طبع الله على قلوبهم, وما عادوا يفرقون بين العدو والشقيق والغث والسمين والصالح والطالح.
كل اناء بما فيه ينضح, والرجال تظهر معادنهم في الشدائد, فهل يمكن ان نقارن هؤلاء ب هشام أبو هواش مثلا, أو بناصر الحميد الذي يحتضر في سجون الاحتلال الان, ولو خرجت مسيرة لنصرته فسيقومون بقمعها والاعتداء على المشاركين فيها, ليرضوا اسيادهم الصهاينة والامريكان, فهم يفعلون كل هذه المحرمات لأجل بطاقة (VIP) تعطيهم الفرصة لدخول «تل ابيب» و»ايلات» و «طبريا» و السياحة في باريس ولندن وواشنطن وابرام الصفقات التجارية, وليس مهما ان يموت محمد زكريا الزبيدي, او ان يلحق بوالده في السجن, المهم رضا غانتس وبينت وشاكيد, يعني مهو نزار بنات قتلوه ولم يحاسبهم احد على جريمة قتله, فمن الذي سيحاسبهم على قتل غيره وغيره وغيره, هؤلاء صنعوا على ايدي دايتون النجسة والملطخة بالدماء, وقد طالهم العار, وباتوا اليوم مفتونين بالقتل والضرب والسحل, كان المارة يحاولون اثناءهم عن ضرب محمد الزبيدي ويقولون لهم هذا ابن زكريا الزبيدي فيردون بالقول ما تدخلوا «انتوا بدنا نلعنه ونلعن ابوه» بدهم يلعنوا زكريا اللي عايش في زنازين انفرادية داخل سجون الاحتلال, زكريا الذي احيا كتائب شهداء الأقصى في جنين, وسطر وشارك اخوانه في الجهاد الإسلامي في ملحمة سجن جلبوع, وجابه السجان وهو داخل قفص السجن, وجابهه وهو في زنزانته الانفرادية, وجابهه وهو في مخيم جنين, ولم يلق سلاحه يوما لأنه يدرك ان سلاحه هو شرفه, وان هذا السلاح مسخر للدفاع عن شعبه الفلسطيني, ومقاومة الاحتلال الصهيوني, لقد رفعوا الغطاء عن زكريا الزبيدي واخوانه في كتائب شهداء الأقصى, ولم يكتفوا بذلك بل لاحقوا أبناءهم واسرهم لأجل مرضاة الاحتلال الصهيوني .
عذرا يا محمد فماذا يمكن ان نقول وماذا نفعل، اننا نحافظ على وجه البندقية نحو الاحتلال الصهيوني والاحتلال فقط، ولا يمكن ان ننشغل عنه لحظة واحدة لأنه ساعتها سينقض علينا ويفترسنا جميعا بلا هوادة او رحمة، عذرا يا محمد وانت تصرخ فيهم وهم ينهالون عليك بالضرب بالهراوات (يمه مذبوحين.. اه مذبوحين.. يمه منفيين.. اه منفيين... مذبوحين والحسرة تكوينا,, منفيين على أراضينا.. شلنا الحزن وما تجدي الاحزان.. شفنا المر وما تنفع الاماني) ماذا نقول لابيك يا محمد وهو يقبع بين جدران الزنازين يناجي ربه ويعد اللحظات والسنين، ماذا نقول لامك التي تودعك كل يوم باحزانها ودموعها كما كانت تودع أباك, ماذا نقول لها عن هؤلاء الشياطين, لكن عزاءنا يا محمد انك عدت لتقف على اقدامك شامخا وتمسح دمعة امك التي لا تغيب, لكننا سنبقى نتساءل من سيحاسب هؤلاء, قتلة نزار بنات, والذين اعتدوا على محمد الزبيدي, واعتدوا من قبل على قيادات وعناصر حماس والجهاد الإسلامي والمقاومة, من سيحاسب هؤلاء, ومن سيحاسب الفسده الذين يحمونهم ويتاجرون بفلسطين وبدماء أبناء شعبهم ويقامرون بالثوابت الوطنية لتحقيق مكاسب شخصية لصالحهم, الفساد في السلطة هو الذي يسود ويحكم, وهو الذي يتحكم في المشهد الهزلي الذي تدير به السلطة شؤون الناس, لقد غيروا المزاج العام للشعب الفلسطيني, وبات الفلسطيني ينظر الى السلطة وأجهزتها الأمنية نظرة الريبة والشك, بعد ان تخطت السلطة بسياستها وممارستها كل الخطوط الحمراء, وبالتأكيد كما قلنا من قبل ان نزار بنات لن يكون اخر الضحايا, نؤكد ان محمد الزبيدي لن يكون اخر الضحايا طالما ان أحدا لا يحاسب هؤلاء المجرمين على جرائمهم.