قائمة الموقع

سمفونية الجهاد ما بين جنين القسام وخليل الرحمن

2022-01-10T17:32:00+02:00
المقاومة في جنين.jpg
بقلم/ مجدي خالد

لطالما تميزت -وما زالت- منطقة جنين "وريثة مجد عز الدين القسام وتلامذة الشقاقي"، بحيوية حركة المقاومة فيها في مختلف المراحل منذ "معركة يعبد" ضد قوات الإنجليز عام ١٩٣٥ وصولاً إلى "عملية حومش" التي استهدفت المستوطنين الصهاينة خلال ديسمبر ٢٠٢١. لكن ثمة سمفونية رائعة ضبطت إيقاع ضربات أبطال الجهاد الإسلامي بين جنين الواقعة شمال الضفة الغربية والخليل في جنوبها.

ففي مطلع انتفاضة الأقصى كانت "خطة جهنم" التي أعدها رئيس الوزراء الصهيوني آنذاك "المجرم شارون" تحصد مزيداً من أرواح المواطنين، لاسيما في شمال الضفة التي كانت بعض مدنها تخضع للحصار. كان شهيدٌ فذٌ من سرايا القدس يُدعى حاتم يقين الشويكي من الخليل يوقع قتيلين صهيونيين ويصيب ٤٥ آخرين بجراح في عملية بطولية في التل الفرنسية بالقدس المحتلة في الرابع من تشرين الثاني عام ٢٠٠١، وذلك بعد أيام قليلة من هجوم استشهادي مزدوج نفذه شهيدا السرايا بجنين يوسف سويطات ونضال جبالي، أوقع ٥ قتلى من الصهاينة وأكثر من ٤٠ جريح في مدينة الخضيرة.

في التاسع من تشرين الثاني عام ٢٠٠٢ أقدم الاحتلال على اغتيال قائد السرايا في جنين شمالاً المجاهد الكبير "إياد صوالحة" في محاولة لإيقاف خطر عمليات سرايا القدس التفجيرية، ففاجئته ذات السرايا في الخليل جنوباً بعد أقل من أسبوع بكبرى هجماتها في الضفة، وأكثرها نوعية ودموية على جيش الاحتلال عملية "زقاق الموت" التي نفذها ثلاثة من استشهاديها، لتحصد خلالها أرواح ١٤ جندياً وضابطاً صهيونياً من بينهم قائد لواء الخليل في جيش الاحتلال، العميد "درور فاينبرغ" وتصيب العشرات، ثأراً لدماء القائد صوالحة في جنين.

وفي الشهر التالي نفذ الاحتلال اغتيالا جديداً بحق قائد آخر من السرايا بجنين الشهيد: يوسف أبو الرب، فردت السرايا في الخليل في اليوم التالي مباشرة لعملية الإغتيال بقتل ٤ من المستوطنين الصهاينة وإصابة ٥ آخرين في عملية نفذها الشهيدين أحمد الفقيه ومحمد شاهين بمستوطنة "عتنائيل".

لم يكن ميدان القنابل والبنادق وحده الذي يزف فيه رجال الجهاد الفرح والبشرى لشعبهم الفلسطيني و يؤازرون به بعضهم البعض في جنين والخليل وباقي محافظات الوطن، فثمة ميدان آخر وهو ميدان السجون أتقن داخله الأسيرَين المحررَين ثائر حلاحلة من الخليل وبلال ذياب من جنين، بشكل مشترك ومتزامن أساليب المواجهة مع العدو ذاته، وبَرعا في انتزاع حقوقهما من السجان بطريقة جعلت الصحافة العبرية آنذاك تخرج بعناوين "الرجل الذي هزم إسرائيل"، بعد إضراب عن الطعام استمر ٧٨ يوم خلال عام ٢٠١٢، وقد كان من نتائجه انتزاع حريتهما بكرامة أصاب بأسها زرد الاعتقال الإداري بحقهما. 

توقيت حاسم آخر تجسدت خلاله وحدة العمل الفلسطيني المقاوم ضد العدوان الصهيوني على غزة التي انتفضت للدفاع عن الشيخ جراح خلال معركة سيف القدس، لبى فيه الشهيد إسلام زاهدة من خليل الرحمن نداء رفيق دربه الشهيد جميل العموري الذي أطلقه من قلب مخيم جنين بالاشتباك مع العدو في كافة مواقع وخطوط التماس فارتقى شهيداً أثناء تأديته واجبه الجهادي في الثامن عشر من مايو ٢٠٢١.

محاولات بعث الأمل بمنع استقرار العدو ووضع حدٍ لعربدة مستوطنيه، لم تتوقف فقد استل أبطال حارثية جنين سيف المبادرة، وأثلجوا صدور جماهير شعبهم بإغراق المستوطنين في لعنة دمهم من جديد على أرض مستوطنة "حومش" في منتصف ديسمبر ٢٠٢١، لكن مطاردة الاحتلال لأبطالها واعتقالهم أصابت شيئ من الفرح الذي عّم القلوب، حتى جاء بشيرٌ آخر بعد أقل من شهر واحد يزف انتصار إرادة الأسير هشام أبو هواش من الخليل على صلف الاحتلال ويسقط كبريائه، لتبقى إرادة الفرح والانتصار الفلسطيني رغم قهر الاحتلال وتجبره، سيدة كل مشهد وميدان، وليبقى الجهاد يحطم غرور العدو ويصيبه في هيبته، تارة عبر فوهات بنادق مجاهديه وأخرى بأمعاء أسراه الأحرار.

اخبار ذات صلة