لم يتوقع أحد أن تتحول ملاعب كرة القدم ببطولة الدوري الممتاز في قطاع غزة من ساحات ممتعة لمشاهدة المباريات، إلى ساحات تسودها الفوضى ونشر الرذيلة وهتك الأعراض، عبر جماهير تفتقد لأدنى الأخلاق والمسؤولية.
لا تمر مباراة في الدوري الغزيَّ حتى تسمع كلامًا بذيئًا يصف البعض بـ (+18) ما يعكس مدى تغلغل ثقافة الغابة بين الجماهير التي تسب وتشتم وتهتك الأعراض، حسب مزاجهم من "مدربين ولاعبين وحكام".
انتشار هذه المشاهد الخادشة للحياء بين الجماهير الفلسطينية دفعت العديد من متابعي كرة القدم في قطاع غزة للمطالبة بوقف كل من يشارك أو يفتعل هذه الكلمات الرذيلة بين الجماهير، مؤكدين أن الأشخاص الذين يفتعلون تلك الأزمة معروفين تمامًا ويقودون الجماهير بألسنتهم الرذيلة.
المواطن الغزَّي مصطفى جبر أكد أن جولات عدة من مباريات كرة القدم في الدوري الممتاز كانت كفيلة بكشف الجانب المظلم والوجه القبيح لبعض الجماهير المراهقة، التي تبث سمومها نحو ملاعبنا النقية، قائلًا: "هذه الجماهير حولت مساحة المتعة والمنافسة الراقية إلى غابة تسودها الفوضى، وصداها هتك الأعراض ونعت كل ما يقع تحت مزاجهم من مدربين ولاعبين وحكام ومناطق بأٌقصى عبارات السب والشتم الدخيلة على مجتمعنا، المخالفة لديننا الإسلامي".
وأضاف جبر: "+18 هو العنوان الأنسب لوصف الظاهرة المتصاعدة في ملاعبنا الغزية، فما يُسمع من الجماهير يتخطى مستوى الشتم العابر، إنه نعت إباحي محترف يعكس أفكار ملوثة لكثير من المراهقين الموتورين المسيطرين على مدرجات الفرق الغزية، دون حسيب أو رقيب، دون مراجعة أو محاسبة أو معاقبة".
ودعا جبر جميع الجهات المسؤولين من اتحاد كرة القدم وشرطة ومسؤولي الأندية ولاعبين للوقوف بحزم لإيجاد حل جذري جماعي لوقف "سرطان ينهش جسم الدوري" وفقًا لوصفه.
وأضاف: "من أجل الأعراض، والأخلاق، والدين، والعادات والتقاليد، والمجتمع، لأجل الأجيال الناشئة ومستقبل الدوري، يجب الوقوف وقفة جادة لمحاسبة هذه الفئة من الجماهير ومعاقبتها لمنع استمرار الكارثة الأخلاقية.
يُشار إلى أن عدد كبير جدًا من اللاعبين في أندية قطاع غزة عبروا عن استهجانهم الشديد لمهاجمتهم من قبل الجماهير بألفاظ بذيئة كلما أضاعوا فرص حقيقية للفوز أو تسببوا بخسارة فريقهم أمام الخصم، وهذا الأمر قد يُسبب أزمة نفسية وانسانية للاعبين.