قائمة الموقع

الشهيد الريفي يثأر من العدو بعملية طعن بطولية في يافا عام 1992م

2022-01-12T10:37:00+02:00
الشهيد رائد الريفي.jpg
بقلم/ أ. ياسر صالح

ولد شهيدنا المجاهد رائد محمد الريفي في حي الدرج بمدينة غزة عام 1970م، ودرس الابتدائية ولم يكمل مسيرته التعليمية نتيجة ضيق الحال الذي مرت به عائلته حيث توجه لمساعدة والده وإخوانه آنذاك في بيع الفواكه والخضار، وكان مواظبًا على الصلاة ويؤذن في مسجد التوبة المجاور لمنزلهم، ومحافظًا على تلاوة القرآن الكريم، وكان من نشطاء انتفاضة الحجارة عام 1987م.

تميز الشهيد الفارس رائد الريفي عن أقرانه بعدد من المهارات الرياضية المختلفة مثل اللعب بالسيف والعصا والعقلة، ونتيجة نشاطها الميداني الفاعل خلال انتفاضة الحجارة، وجد شهيدنا ضالته لمجابهة الاحتلال في حركة الجهاد الإسلامي فالتحق بركبها عام 1988م، وعمل ضمن لجانها بمنطقة الدرج، فأحبه الناس لتواضعه وكرمه حيث كان داعيًا للحق وناهيًا عن الباطل.

تزوج شهيدنا المجاهد رائد وأنجب 3 بنات وولدًا واحدًا أسماه صالح، وبحسب مقربون منه فإنه عندما رزق الولد قال "الآن نويت الشهادة"، وكان قد اعتقل أكثر من مرة على خلفية نشاطه ومقاومته للاحتلال وانتمائه للجهاد الإسلامي، كما أن والده ارتقى شهيدًا في الأسر نتيجة الإهمال الطبي في معتقل النقب.

في 17/03/1992م الموافق 13 رمضان 1412هـ توجه الشهيد البطل رائد للداخل المحتل بالتحديد لمدينة يافا لتنفيذ عملية طعن أدخلت الرعب في قلوب الصهاينة، ووفق ما ذكرت صحيفة حدشوت العبرية بتاريخ 18/03/1992م فإن "رائد الريفي أحد سكان غزة صاحب بنية جسدية قوية 22 عامًا وصل بالأمس صباحًا إلى يافا واستل سيفًا طويلًا وسكينًا وبدأ يضرب المارة في تقاطع شارع إيلات المكتظ بالمحال التجارية والمتسوقين، موقعًا قتيلين و18 إصابة".

وتضيف الصحيفة: "الساعة 9:06 صباحًا وقفت شاحنة على محطة البنزين ونزل منها الريفي يلبس ملابس عمل وعلى رأسه لفة بيضاء، وفي جيبه منشور للجهاد الإسلامي وفيه أنه (يسير على خطى الجهاد المقدس.. طريق قتل 3 جنود بمعسكر جلعاد وقتل يهود آخرين)، إضافة لهوية وبطاقة ممغنطة، ولم يكن يحمل تصريح عمل للداخل، كما أنه يحمل سيفًا وسكينًا، المهاجم قفز قرب منجرة في تقاطع إيلات وبدأ عملية الطعن بالسيف، عشرات المارة وقفوا مدهوشين ولم يفهموا ما يحدث، العملية استمرت نحو 4 دقائق، بعد ذلك جرى المهاجم باتجاه صهيونية وطعنها فهربت لداخل كراج فوقف صاحب الكراج بطريق رائد وأراد أن يمسكه ويأخذ منه السكين، فأخرج رائد السيف وضربه على رأسه فسقط صاحب الكراج ورأسه محطم، واستمر رائد بطعن الصهيونية حتى ماتت، وهو يكبر".

وتورد أيضًا: "في الشارع كان المئات في المحلات ومحطة البنزين وفي مدخل ملهى ليلي ومكاتب البنايات المجاورة، اقتحم المهاجم بسيفه المكان وبصعوبة استطاع العشرات الهروب منه".

وبحسب أحد شهود العيان: "في البداية ظننت أن هذا متخفي يلعب ويجري بالشارع مع سيف وغطاء رأس عربي تزامنًا مع ما يعرف بـ (عيد المساخر)، وكنت داخل ورشتي، وشريكي مسك زاوية حديد كبيرة وجرى باتجاه المهاجم ولكنه طعن شريكي واستمر في طريقه إليّ، جريت نحو المكتب وصعدت على السطح لأنقذ حياتي ومن الأعلى رأيت أناس يسبحون في دمائهم بالشارع".

خلال سيره في الشارع ومواصلة طعنه العشرات من الصهاينة أطلق شرطيًا مما يسمى (حرس الحدود) النار على رأسه وبذلك أوقف تقدم المجاهد رائد، ليرتقي إلى العلا شهيدًا مقبلًا غير مدبر، لتبقى سيرته العطرة تروي للأجيال بطولته وشجاعته وقوة إيمانه.

حديثنا في المرة القادمة عن عملية طعن في القدس نفّذها المجاهد عدنان الأفندي عام 1992م.

اخبار ذات صلة