غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

صور قاسية جداً

بالصور "رسالة من تحت الماء".. أهالي طلبة يصرخون: أبناؤنا غرقوا!

المنخفض في غزة (6).jpeg
شمس نيوز - محمد أبو شريعة

"علمونا بالمدارس أنَّ العقل السليم في الجسم السليم، فإذا كان الجسم يغرق بالماءِ، وينهشه البرد، معنى ذلك أَنَّ العقل ليس سليماً بهذا الوقت.. إذاً ما الفائدة التي تنتظرها المؤسسات المعنية من طلبة المدارس الغَرقى في مياه الأمطار، أيُ عقلٍ يمكن أنْ يتصور أن هذا الطالب سيستوعب الدرس في المدرسة"، هذا كان تعليق الصحفي باسل خير الدين بعدما شاهد كماً من الصور ومقاطع الفيديو التي توثق معاناة الطلبة لدى مغادرتهم مدارسهم أثناء الإياب إلى البيت.

لم يكنْ تعليق خير الدين هو الأول، وبالتأكيد لن يكون الأخير؛ إزاء المشاهد المروعة للأطفال، وهم يعومون في مياه الأمطار التي غطت منتصف أجسادهم النحيلة، وألجمت بعضهم عندما لامست المياه شحمة آذانهم.

وبالتزامن مع قرع جرس انتهاء الدوام المدرسي، اليوم السبت، في مدارس قطاع غزة، كان طلبة المدارس على موعدٍ مع هطول كمية هائلة من الأمطار في معظم المناطق.

كميات الأمطار تلك نتج عنها العديد من التجمعات المائية الكبيرة؛ نتيجة الارتفاع الكبير لمنسوب المياه، في ظل اهتراء البنية التحتية، وضعف الاستعدادات البلدية، وهو ما أدى إلى تذمر أولياء الأمور، من سلوك إدارات المدارس، التي يرى مختصون أنها كان يفترض عليها تعطيل الدوام المدرسي.

ذوو الطلبة اعتبروا ما حصل بأنه تصرف غير مسؤول، بإخراج الطلبة في نهاية يومهم الدراسي في أجواء المطر الشديد.

الصحفي علاء الحلو وصفَ الأمر بأنه (كارثة حقيقية) لما قامت به الحكومة، والوزارة، والأهالي من خلال تعريض أبنائهم لخطر الأجواء الشتوية.

وأعرب عن استغرابه من مجازفة الأهالي والمدارس، بالطلبة في ظل معرفة الإمكانيات البسيطة للشوارع والشبكات.

ووصف الحلو المشهد الذي رآه بأن الأطفال في الشوارع "بيعيطواش وخايفين وغرقانين"، مشيرًا إلى أن هذا المشهد كان بالقرب من تجمع مدارس الوكالة بالقرب من الجامعة الإسلامية، غرب مدينة غزة.

وأنهى الحلو تدوينته على فيس بوك "انتبهوا لأولادكم وبالناقص من يوم دراسة".

فيما طالب أهالي الطلبة من إدارات المدارس، بالعمل على إيجاد حل لهذه المعضلة، وإن كان على حساب تأخير قرع جرس نهاية الدوام، إلى أن تنتهي الأمطار، أو تجف الشوارع من تجمعات المياه.

المواطن حاتم زهدي، والد لـثلاثة طلاب، اثنان منهم في الفترة الصباحية، وطالب آخر في الفترة المسائية، قال: "عند بدء هطول الأمطار، تمنيت بألا تقدم إدارة المدرسة على السماح للطلبة بالخروج، في الموعد المتعارف عليه، للحفاظ على صحتهم، وعلى قرطاسيتهم".

وأعرب زهدي عن ندمه الشديد لإرساله أبنائه المسجلين بالفترة الصباحية إلى المدارس، فيما قرر عدم إرسال أبنه الثالث إلى الفترة المسائية للمدرسة؛ للحفاظ عليهم من خطورة الأجواء.

قراءة جيدة للموقف

المختص في شؤون التعليم الأستاذ محمد الحطاب، يرى أنَ ما حصل اليوم يحتم على الجهات ذات العلاقة دراسة الطقس بشكلٍ دقيق؛ لتحديد إن كان يناسب مجيء الطلبة أم لا، مع إشارته إلى أنه يميل إلى تعطيل الدوام المدرسي في الأيام شديدة الأمطار؛ كونها قد تعرض الطلبة لمشاكل صحية هم بغنى عنها.

ويقول الحطاب في تصريحات لـ"شمس نيوز": "إننا في المجمل ضد تعطيل لأيام الدراسة، ولكن الضرورة تقدر بقدرها، فمثلاً: اليوم الأجواء باردة، وماطرة، والرياح شديدة؛ لذلك كان من المفترض تعطيل الدراسة".

وأوضح أنَّ الجهات التعليمية ذات العلاقة يتطلب منها قراءة الأرصاد الجوية بشكلٍ دقيقٍ ومناسبٍ، واتخاذ قرارات سريعة، بعيدا عن البيروقراطية -تعني النظم الإدارية المعقدة-، وأن يكون القرار وفق تقدير مدير المنطقة، أو مدير المدرسة، بما يخدم العملية التعليمية، ويراعي الأحوال الجوية، والصحة العامة للطلبة.

ويميل الحطاب إلى ضرورة التعطيل في الأيام شديدة البرودة والأمطار؛ كونها تؤثر سلباً على صحة الطلبة، بينما لن يكون الأثر الإيجابي أكبر من الضرر السلبي على صحة الطلبة.

ودعا الحطاب أولياء الأمور إلى ضرورة تقدير الموقف من قبلهم بشكلٍ سريعٍ وحاسم، بشأن ذهاب أولادهم إلى مقاعد الدراسة، مع ضرورة تحمل المسؤولية تجاههم.

البلدية تعقب

من ناحيتها أرجعت بلدية غزة، السبب الرئيس في ارتفاع منسوب المياه في الشوارع إلى كثافة الأمطار التي تساقطت في وقت قصير على المدينة.

وأشار مسئول الإعلام في البلدية حسني مهنا، إلى أن شارع المدارس المقابل للجامعة الإسلامية من أكثر المناطق المنخفضة في تلك المنطقة.

ولفت مهنا إلى أن تلك المنطقة ساخنة، وتعرضت خطوط تصريف مياه الأمطار فيها للتدمير بفعل قصف الشارعين الجنوبي والشمالي لمدينة عرفات للشرطة وشارع الجامعات.

وقال "بسبب تأخر الإعمار أصلحت البلدية خطوط التصريف في تلك المنطقة، وفق الإمكانيات والموارد المتاحة لدى البلدية".

وأوضح أنه بمجرد توقف الأمطار انخفض منسوب المياه في الشارع، مضيفًا "هذا الأمر منطقي لأن كمية المياه كانت تفوق القدرة الاستيعابية لخطوط التصريف، وكان من المفترض تأخير عملية إخراج الطلبة من المدارس حتى انتهاء الأمطار".

وقال "كانت لجنة الطوارئ في بلدية غزة قد حذرت من ارتفاع منسوب المياه في هذا الشارع، إضافة إلى ٦ مناطق أخرى اعتبرتهم أكثر المناطق تحديًا بفعل تداعيات العدوان، وتم إطلاع لجنة الطوارئ الحكومية على هذا الأمر، والتأكيد على ضرورة تعليق الدراسة في المدارس الموجودة في المناطق الساخنة أثناء وجود منخفضات جوية".

وختم مهنا حديثه "لمعالجة المشكلة هناك مشروع لإعادة تأهيل خط التصريف الموجود في المنطقة؛ لكنه يحتاج إلى ما يزيد عن 500,000 دولار ضمن مشاريع إعادة إعمار قطاع غزة".