واشنطن - شمس نيوز
حذر الوزير الأمريكي جون كيري مجلس "الشيوخ" من إطلاق أحكام بخصوص اتفاقية مع إيران حول ملفها النووي، قائلا "إنها لم تعقد بعد".
وقال الوزير الأمريكي أثناء شهادته أمام لجنة التخصيصات المالية في مجلس الشيوخ الأمريكي فجر اليوم الأربعاء بخصوص الميزانية المخصصة لوزارته "أدعو الناس إلى الانتظار وأن يروا ما ستتمخض عنه المفاوضات، فمنذ عام 2013 ونحن ندرس إذا ما كنا نستطيع تحقيق هدفنا (نزع قدرة إيران على التسلح النووي) عن طريق الدبلوماسية، لا أعلم ذلك بعد لكنها أكثر الطرق فعالية لحل المشكلة وسوف نثبت هذا خلال الأسابيع والأشهر المقبلة".
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قال في وقت سابق من يوم الثلاثاء إن "هنالك صفقة أبرمتها مجموعة 5+1 مع إيران يُسمح بموجبها إنتاج أسلحة نووية في المستقبل".
إلا أن وزير الخارجية الأمريكي شدد في شهادته أمام المجلس اليوم على عدم صحة الشائعات التي تتداولها وسائل الإعلام في اليومين الأخيرين، قائلا "ليس بإمكاني التأكيد أكثر مما فعلت، سياستنا هي أن إيران لن تحصل على سلاح نووي"، مشيراً إلى أن كل من يتحدث عن صفقة مع إيران "لا يعلم شيئاً عن الصفقة لأنه ليست هنالك واحدة بعد".
واستطرد متحدثاً عما استطاعت مجموعة 5+1 إنجازه بقوله "أوقفنا تقدم البرنامج النووي لطهران، أطلعنا على مجرياته بشكل غير مسبوق، ونتوقع أن نعرف قريباً إذا ما كانت إيران ترغب في وضع خطة مقبولة وقابلة للمتابعة".
إلا أن المسؤول الأمريكي رفيع المستوى أكد أن لإيران نفوذ في العراق وسوريا ولبنان والبحرين وحتى اليمن إلا أنه وصف تنفذها داخل الأخيرة قائلاً "شديد الفعالية" بينما اعتبر الأسد "دمية" في يدها وحزب الله "مقاولين" يعملون لصالحها، بينما قال عن علاقتها بالأوضاع في البحرين "لديهم تأثير، لست متأكداً إلى أي حد لكننا نعلم أن لديهم علاقة مع الشيعة هناك".
وأكد كيري لأعضاء لجنة التخصيصات المالية أن "الدول العربية لا تريد أن تدع سوريا تسقط في يد إيران وأن هذه الدول قلقة من تدخل إيران في المنطقة"، بحسب المحضر المنشور لجلسة الاستماع.
ورفض كيري الحديث عن قدرة إيران على إنتاج صواريخ عابرة للقارات، مؤجلاً ذلك لجلسة سرية.
وأشار الوزير إلى أن قوات التحالف الدولي لمحاربة داعش تمكنت من "إخراج (القتل أو الأسر) آلاف من قيادات داعش من ميادين القتال، ونحن نبذل جهوداً لتقييد عوائدهم (المالية) وإيقاف تجنيد المقاتلين الأجانب ونحن مشتركون في تفنيد الرسائل الإرهابية على وسائل التواصل الإجتماعي وغيرها من القنوات".
كيري أشار إلى أن بلاده "ساعدت العراقيين على استعادة 30% من الأراضي التي استحوذت عليها داعش تقريباً وأصبحت في أيدي العراقيين الآن، ونحن ندرب العراقيين ونهيؤهم من أجل اللحظة التي يستطيعون فيها فعل المزيد".
وأضاف كيري مدافعاً عن السياسة التي تتبعها الإدارة الأمريكية ضد داعش قائلاً "الخط الاساس لتجهيزهم قد تم قطعه، ومسلحو داعش لم يعودوا قاردين على المناورة في العراء كما كانوا يفعلون سابقاً، مواكبهم لم تعد قادرة على الحركة ولايستطيعون التواصل مع بعضهم البعض كما تعودوا".
الوزير الذي ينتمي إلى الحزب الديمقراطي أشار إلى أن بلاده تبحث في العراق عن "مصادر تساعدهم في الاستمرار في إشراك زعماء القبائل السنية بشكل كامل في هذه العملية (محاربة داعش)"، موضحاً أنه من الأهمية بمكان أن يتحدث العراقيين ضد داعش بصوت واحد، وأنه من الحيوي أن يفعل ذلك الأمريكيين وباقي شركائنا كذلك، على قيادات داعش أن تفهم أنهم لن يفرقونا وأنهم لن يهزمونا".
واستعرض الدبلوماسي الأمريكي وضع داعش في سوريا قائلاً "هنالك ازدياد طفيف في تواجد داعش في سوريا، ولاستطيع أن اصف ما يحدث هناك (ازدياد عددهم) على أنه تقدم كبير لهم، لقد تم إيقافهم"، معتبراً ما حدث في كوباني دلالة على ذلك "عملنا بشكل دبلوماسي مع الأتراك والكرد ومكنّا البيشمركة من العبور خلال ممرٍ إلى كوباني والانتشار هناك، وبفضل استمرار الضربات الجوية والجهود المشتركة اضطرت داعش إلى الاعتراف بأنها خسرت (كوباني)، لقد هزموا، وقد خسروا 1000 مقاتل هناك".
وأردف كيري قائلاً "حسب اعتقادي فإن الأشهر القادمة، بحسب تقييمي، سيمكن زيادة الضغط على نظام الأسد بشكل كبير"، متوقعاً أن يكون لبرنامج وتدريب المعارضة السورية التي من المفترض بدئه في الربيع أثر كبير في تغير موازين القتال في سوريا إلا أنه أكد أن زيادة أعداد داعش في سوريا ناتج عن "بدء التدريب في العراق وبناء الثقة (في القوات الأمنية)، فهم (داعش) يُدفعون باتجاه سوريا"، والحديث لكيري.