يتمسك قادة الاحتلال الإسرائيلي حتى يومنا هذا، بمقولة مؤسس "إسرائيل" دافيد بن غوريون "الكبار يموتون، والصغار ينسون"؛ إذ باتت هذه المقولة عنوان استراتيجية يتبعها الاحتلال لسلب الأراضي الفلسطينية، وقتل روح المقاومة لدى أبناء شعبنا؛ إلا أن الفلسطينيين يُثبتون بشكل يومي، أن الكبار يقاتلون حتى الرمق الأخير، والصغار يحملون راية آبائهم وأجدادهم لمواصلة الطريق حتى التحرير.
وشهدت السنوات الماضية مقاومة شرسة من كبار السن والصغار، وكان أبرزها مقاومة الشيخ سليمان الهذالين، أحد رموز المقاومة الشعبية في الخليل، والذي تعرض لعملية دهس من شاحنة تتبع لجيش الاحتلال؛ ما تسبب بإصابته بجراح عميقة أدت لاستشهاده بعد أسبوعين من الجراح.
وسبق استشهد الشيخ الهذالين، استشهاد المسن الفلسطيني عمر عبد الجليل أسعد (80 عامًا)؛ جراء احتجازه وتكبيله والاعتداء عليه من قبل قوات جيش الاحتلال في مدينة رام الله بالضفة الغربية المحتلة.
"الفضاء الأزرق" يرثي
وخيمت على منصات التواصل الاجتماعي حالة من الحزن والألم، وتحولت إلى ساحة لنشر مقاطع فيديو وصور الشهداء كبار السن، الذين رووا بدمائهم الزكية أرض فلسطين؛ لتصبح ذكراهم محفورة في ذاكرة الصغار؛ للانتقام لدمائهم الطاهرة، والسير تجاه الهدف المنشود المتمثل بتحرير كامل تراب فلسطين.
الصحفي جهاد بركات، كتب على حسابه في منصة فيسبوك للتواصل الاجتماعي: "كان كل ما يفعله الشيخ سليمان الهذالين، الصمود في بيته في خربة أم الخير في يطا في الخليل، يلاحقه جيش الاحتلال والمستوطنون في كل تفاصيل حياته؛ لإخراجه من هناك، وبقي مدافعا عن مكان سكنه إلى أن دهسته شاحنة ترافق قوات الاحتلال قبل ١٢ يوما، واستشهد اليوم".
وأضاف بركات: "دافع عن وطنه الصغير أم الخير، ووطنه الكبير، كما لم يدافع عنه كثير من قادته".
أما الصحفي سامي حرارة، فقد نشر صورة للشيخ الهذالين على حسابه في منصة فيسبوك، وكتب عليها: "المقاتل حتى اللحظات الأخيرة، شيخ مسافر يطا "سليمان الهذالين" شهيداً".
في حين كتب الصحفي عبد الناصر أبو عون: "رحم الله الشهيد الشيخ سليمان الهذالين، أيقونة المقاومة الشعبية في مسافر يطا في الخليل، الذي ارتقى اليوم متأثراً بجراحه الخطرة بعد دهسه بمركبة تابعة لقوات الاحتلال، رحل الهذالين وبقى إرهاب الاحتلال والمستوطنين".
فيما كتب جمال مضية: "ونفس الشريف لها غايتان، ورود المنايا ونيل المـُنى، وما العيش لا عشت إن لم أكن، مخوف الجناب حرام الحمى، رحم الله الشيخ الهذالين".
مواصلة الطريق
في ذات السياق، نعت فصائل المقاومة الفلسطينية الشهيد الهذالين، مؤكدة أنها ستواصل طريق الجهاد والمقاومة ومواجهة الإرهاب الإسرائيلي؛ حتى تحرير كامل تراب فلسطين.
وأكدت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين أن الاحتلال الإسرائيلي وقطعان المستوطنين لا زالوا يُمارسون عربدتهم وإرهابهم، بحق أبناء شعبنا الأعزل، والذي يدافع عن حقه ووجوده على أرضه وأرض أجداده".
وقالت الحركة في بيان لها: "نتوجه بالتحية والإجلال والإكبار، وموفور العزاء لعشيرة الهذالين باستشهاد الشيخ سليمان، والذي نحتسبه شهيد الدفاع عن الأرض الفلسطينية المباركة، داعين الله أن يتقبله في عليين".
ودعت الجهاد، جماهير شعبنا للعمل على تصعيد المواجهة مع هذا الاحتلال في كل بقعة من أرضنا، واستمرار الهبات الشعبية، ومساندة أهلنا ودعم صمودهم للجم الاحتلال وصد أطماعه الاستيطانية، وذلك في ظل الهجمة المسعورة لاستهداف الوجود الفلسطيني في القدس ويطا والأغوار وبيتا والنقب المحتل.
من جهتها، شددت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" على أن دماء الشهيد سليمان الهذالين لن تذهب هدرًا وستكون وقودًا يعاظم قوة المقاومة الشعبية في الضفة.
يُشار إلى أن وزارة الصحة في رام الله أعلنت اليوم الاثنين، استشهاد المسن سليمان الهذالين (75 عاما)؛ متأثراً بجروحه الخطرة التي أصيب بها عند مدخل قرية أم الخير بمسافر يطا جنوب الخليل، بعد أن دهسته مركبة تابعة لقوات الاحتلال، في الخامس من الشهر الجاري.
وكان المسن الهذالين قد أصيب بالرأس والصدر والبطن والحوض، وأدخل إلى مستشفى الميزان في الخليل لتلقي العلاج، إلى حين استشهاده صباح اليوم الاثنين.