قائمة الموقع

المصالحة الفلسطينية في الجزائر.. "طَقْ حنك" أم "هناك مفاجآت"؟!

2022-01-18T17:14:00+02:00
المصالحة الفلسطينية
شمس نيوز - مطر الزق

يستقبل الفلسطينيون أخبار المحاولة الجزائرية لتحريك المياه الراكدة للمصالحة الفلسطينية بحالةٍ من اللامبالاة؛ لكونهم مروا بكثيرٍ من التجارب الفاشلة لحوارات المصالحة سواء داخليًا أو خارجيًا، التي لم ينتج عنها سوى صفر كبير منذ 17 عاماً.

الأسباب والعراقيل التي حالت بين اتمام المصالحة الفلسطينية في اللقاءات والحوارات السابقة لا زالت قائمة، فلم يعُد الفلسطيني يُعول كثيرًا على حوارات كُتب لها "الفشل قبل أن تبدأ"، حتى وإن كانت محاولة رأب الصدع من أقرب دولة عربية لقلوب الفلسطينيين؛ ألا وهي "الجزائر"، إذ أنْ نكسات الجولات المتعددة سحبت الأمل من قلوب الفلسطينيين بإنهاء الانقسام.

مراقبون وكتاب سياسيون عبروا عن عدم تفاؤلهم بتقدم المصالحة خطوة واحدة إلى الأمام؛ نظرًا لفشل قطبي الانقسام (حماس وفتح) في تطبيق ما اتفق عليه في اللقاءات والاتفاقات السابقة، متوقعين فشل المحاولة الجزائرية لذات الأسباب التي أدت لفشل المحاولات السابقة.

ووفقًا لمسؤول فلسطيني يشارك فصيله بحوارات المصالحة في الجزائر، فإن الجزائر بدلت نمط الدعوة الموجهة للفصائل، للحضور من أجل مناقشة ملف المصالحة، من خلال العودة إلى "نقطة الصفر"، وعدم البناء على التوافقات السابقة التي حدثت بين )فتح وحماس(، وإجراء “حوارات منفردة” بدلا من الحوار الشامل.

وأكد المسؤول "للقدس العربي" أن الوقائع على الأرض تظهر الخلاف الكبير في المواقف بين حركتي فتح وحماس، بشكل أساسي، تجاه تجاوز نقاط الخلاف الخاصة بملف المصالحة، هو ما دفع الجزائر لإرسال دعوات "منفردة" للقاء الفصائل، بدلا من المؤتمر العام الذي خطط له، خشية من تسجيل الفشل.

ويوضح أنه كان من المفترض حسب فهم صيغة الدعوة السابقة، أن تكون هناك دعوة شاملة للفصائل التي وقعت على اتفاق القاهرة للمصالحة عام 2011، قبل أن يجري تعديل الدعوة، من خلال الشروع بحوارات استكشافية، مشيرا إلى أن حجم الخلافات التي تفجرت مؤخرا بين فتح وحماس، كبيرة جدا، وتهدد بنسف أي حوار سواء شامل أو ثنائي.

الكاتب والمحلل السياسي مصطفى إبراهيم أكد أن الفلسطينيين ينظرون إلى دعوة الجزائر باحترام وتقدير كبيرين، بسبب مواقفها القومية الداعمة للقضية الفلسطينية وعلاقة الحب غير العادي بين الشعبين الجزائري وفلسطيني، مستذكرًا بالقول: "هذا لا يعني أن الجزائر قد تتمكن من احراز تقدم في ملف المصالحة الذي استفذ كل الوسائل لإتمامها من أجل اعادة الاعتبار للقضية الفلسطينية، وما تعيشه من بؤس الحال والأحوال".

ويرى الكاتب ابراهيم في حديث لـ"شمس نيوز"، أن الانقسام الفلسطيني قوًّض أسس العلاقات الفلسطينية - الفلسطينية، اجتماعيا واقتصاديا وسياسياً، في ظل اختلاف الرؤى والمواقف، وبات مع الزمن من الصعب جسرها بين الاطراف المتصارعة على السيطرة على ما يسمى النظام السياسي الفلسطيني.

وأشار إلى أنه خلال سنوات الانقسام عمل طرفي المعادلة –حماس وفتح- على تخليد الانقسام، ولم يستفيدوا من دروس الماضي البعيد والقريب، والغرق في السلطة والمصالح، وفقد طرفي السلطة خلال السنوات الماضية، مشروعيتهما، وفقدان الثقة بهما، وعداء الفلسطينيين في الخارج والداخل، الذين يعانون شظف الحياة وعبء مقاومة الاحتلال، ومواجهة سياساته العنصرية وجرائمه اليومية".

وقال: "إن فشل الطرفين في التوصل لقواسم مشتركة في ادارة شأن الناس وتعزيز صمودهم، والأخطر الاستفراد بمؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية، الني تعاني ضعف أشد من ضعف السلطتين، وانعكاس ذلك على القضية الفلسطينية، وتحاول القيادة الفلسطينية اعادة هندسة الاستمرار بالاستفراد بمؤسسات الشعب الفلسطيني وتخليد الاستفراد بها.

فقدان فرصة نجاح الجزائر

في السياق يرى الكاتب الفلسطيني هاني المصري أن الأسباب والعراقيل التي حالت دون نجاح الحوارات والاتفاقات السابقة بين الفصائل لا تزال قائمة، بل ازدادت تجذرًا وفقًا للكاتب المصري.

ويعتقد المصري أن فرصة نجاح المحاولة الجزائرية مفقودة حيث قال عبر مقال له بعنوان "هل يملك حوار الجزائر فرصة للنجاح؟": "يكفي للبرهنة على فقدان الفرصة للنجاح الإشارة إلى أن فريق رئيس السلطة محمود عباس وحركة فتح يطرح وجهة نظر تعكس التنكر لما توصلت إليه الحوارات الاتفاقات السابقة، والدليل أنه يطالب بالموافقة على تشكيل حكومة وحدة وطنية تلتزم بالشرعية الدولية، وبما يتضمن شروط اللجنة الرباعية، وهذا مستحيل قبوله".

وأشار إلى أن فريق عباس وحركة فتح دعا بشكل منفرد، لعقد جلسة للمجلس المركزي لمنظمة التحرير من دون دعوة حركتي حماس والجهاد الإسلامي على غرار ما كان يفعل سابقًا، مع أنه يعرف بأن جلسة المجلس الوطني السابقة، وما نتج عنها، خصوصًا تفويض المجلس المركزي بكل صلاحيات المجلس الوطني من دون تحديد موعد لنهاية هذا التفويض، مرفوض حتى من بعض فصائل المنظمة، فهي أدت إلى تعميق الانقسام، وتقزيم المنظمة وتهميشها بصورة أكبر، ولو عقدت الجلسة قبل الاتفاق فهي إشارة سلبية للغاية.

ولفت الكاتب المصري الانتباه إلى أن أحد أبرز أسباب فقدان فرصة النجاح هو انتعاش الأوهام والرهانات السابقة عن إمكانية استئناف المفاوضات وإحياء ما يسمي بـ "عملية السلام" بعد فوز جو بايدن، رغم الصدمات التي تلقتها قيادة السلطة طوال العام الماضي، والتي أثبتت أن المطروح حاليًا هو “السلام الاقتصادي” لا أكثر ولا أقل.

اخبار ذات صلة