قائمة الموقع

الاستيطان والتهويد.. ولتصنع على عيني

2022-01-19T14:28:00+02:00
خالد صادق.jfif
بقلم/ خالد صادق

جماعات من قطعان المستوطنين الصهاينة دعت امس لمسيرات في شوارع الضفة الغربية المحتلة، تنطلق من حاجز زعترة وصولا الى حاجز حوارة العسكري جنوب نابلس؛ وتحمل عنوان «اسرائيل في خطر نريد دولة يهودية», وقد سمح جيش الاحتلال لـ 1200 مستوطن بالالتفاف على الحواجز العسكرية، والدخول الى مستوطنة «حومش» ومنع الفلسطينيين من المرور, وهذه المسيرة تأتي في اطار شرعنة الحكومة الصهيونية لمسيرات الاعلام في الضفة الغربية, وتأتي في اعقاب جريمة قتل الشيخ سليمان الهذالين, والذي شيعته جماهير كبيرة من أبناء شعبنا في مدينة الخليل امس, ومن الواضح ان الحكومة الصهيونية بزعامة المجرم المتطرف نفتالي بينت اخذت على عاتقها تحقيق مخططاتها العدوانية في الضفة والتي اعلن عنها بينت فور تشكيله لائتلافه الحكومي المتطرف, والقاضي بتعزيز الاستيطان وتجاوز كل العقبات لجعل هذا الاستيطان أمراً واقعا, والتمرد على كل الاتفاقيات السابقة المعلنة مع السلطة الفلسطينية, والواضح ان السلطة سهلت على «إسرائيل» هذا الامر من خلال القبول بسياسة الامر الواقع, والتعامل مع ما يجري من تغول استيطاني في الضفة المحتلة عبر طاولة المفاوضات وفي اطار الاستغاثة بالإدارة الامريكية أحيانا ودول التطبيع تارة أخرى والاستغاثة بالمجتمع الدولي والأمم المتحدة, وهذا يرضي إسرائيل تماما لأنها تسيطر على هذه الجهات وتتحكم في توجهاتهم نحوها .

الأخطر في دعوة المستوطنين لهذه الحملة هو الشعار المرفوع بأن «إسرائيل في خطر نريد دولة يهودية» وهذا الشعار بكل ما فيه من عنصرية وانكار للآخر الذي هو السلطة الفلسطينية، لم نجد رد فعل رسمياً تجاهه، لا من السلطة ولا من الدول العربية ولا العالم، وكأن الامر مباح للصهاينة محرم على الفلسطينيين، فعندما تطرح الفصائل الفلسطينية المقاومة شعار تحرير فلسطين بكل الوسائل المقاومة واستخدام كل الخيارات المتاحة لانتزاع الحقوق الفلسطينية توصم بالإرهاب وتحارب وتوضع على اللوائح السوداء, ويحظر تحرك قياداتها وكوادرها وعناصرها في كل دول العالم, ويوضع المواطن الفلسطيني على حواسيب الترقب والانتظار, اما الصهيوني الذي يرفع كل هذه الشعارات العنصرية ويجاهر بها, ويتحدى العالم والمؤسسات الحقوقية والدولية, فلا يجرؤ احد على تصنيفه انه إرهابي, ويدخل كل عواصم العالم دون الحصول على تأشيرة مرور, ويأمن من الملاحقة القانونية والدولية, حتى انه يمارس القتل في العواصم العالمية التي يدخلها دون ان يحاسب على جريمة انتهاكه لأراضي الغير وارتكابه جريمة قتل فيها, ولا تساءل «إسرائيل» ولا يلاحق قتلتها ولا يوضع اسمه على اللوائح السوداء انما يكرم ويرقى وينال مكافأة مالية على جريمته, وتوجه له حكومته الشكر, وتؤمن له ولأسرته حياة كريمة, فشاهدوا عملاء الموساد الذين اغتالوا قادتنا وزعماءنا كيف يعيشون اليوم, وما هي المكانة التي وصلوا اليها.

«إسرائيل» كيان عنصري بامتياز قائم على القتل وازهاق الأرواح, وهو يكبر وينمو على معاناة شعبنا وامتنا, والرسالة الواضحة التي تعمل بها «إسرائيل» اليوم, لم تعد تخفيها على احد, لا سلام, ولا تعايش, ولا لحل الدولتين, ولا للقدس عاصمة للفلسطينيين, ولا لحق العودة, ولا لإطلاق سراح الاسرى, وتصريحات نفتالي بينت ووزير خارجيته يائير لابيد كانت واضحة وضوح الشمس فبينت قال « إن إقامة دولة فلسطينية يعني جلب دولة إرهابية على بعد 7 دقائق من بيتي, وحتما فان إسرائيل لن تسمح بإقامة دولة فلسطينية» اما من سيخلفه وهو وزير الخارجية الصهيوني يائير لابيد فقال « إن حكومة بلاده لن تبرم اتفاقا لحل الدولتين لإنهاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، خلال فترة رئاسة نفتالي بينيت للحكومة» وأضاف «حل الدولتين لن يحدث ضمن هذا التناوب على الحكومة لا يوجد اتفاق على ذلك» وهذا الوضوح تبصق به «إسرائيل» في وجه السلام الموهوم والتطبيع والتحالفات, وتبصق به في وجه أمريكا والمجتمع الدولي الذي لا يستطيع ان يواجه سياسة الاحتلال, فما الذي تبقى للسلطة الفلسطينية لمواجهة مخطط تهويد الضفة والذي يكبر ويتمدد كل يوم ويصنع على عينها دون ان تصده او تدفع الفلسطينيين لإحباطه, من خلال تفجير انتفاضة عارمة في وجه الاحتلال, فحالة الانكار الصهيوني لوجود السلطة باتت واضحة تماما, فكيف ستتخلص السلطة من «جبنها» وتنتفض ضد الاحتلال.

فصائل المقاومة الفلسطينية دعت إلى تصعيد كل أدوات الكفاح من أجل حماية الهوية العربية الفلسطينية لأرضنا المحتلة عام ١٩٤٨م وللضفة والتصدي لكل مشاريع الاحتلال الاستيطانية والتهويدية, وبدلا من تشتيت السلطة للجهد في توجيه الاتهامات لحماس وغيرها عن المأساة التي يعيشها الشعب الفلسطيني, عليها ألا تتغافل عن مأساة التهويد في الضفة والذي يصنع على عين السلطة دون ان تحرك ساكنا, والا فان السلطة ستستفيق على كارثة تهويد الضفة بالكامل, وهي تغط في نوم عميق, وعليها ان تنظر بالعين الأخرى الى ما يرتكبه الاحتلال من جرائم بشعة بحق شعبنا وأن تتخذ موقفاً ولو لمرة واحدة تنحاز فيه لخيارات شعبنا.

اخبار ذات صلة