قائمة الموقع

خبر في غزة المحاصرة.. رغيف الخبز من "المزابل"!!

2015-02-25T09:33:40+02:00

شمس نيوز/عمر اللوح

لم يكن أمام المواطن خليل النزلي خيار آخر إلا العمل في مهنة جمع البلاستيك من النفايات، لعله يتحصل على بعض الشواكل يسد بها رمق أسرته، في ظل حالة فقر أتت على الأخضر واليابس في قطاع غزة، وخلفت عشرات الآلاف في طابور البطالة، يشتكون ظلم القريب وفظاظة البعيد.

يقول النزلي لـ" شمس نيوز": أخرج من بزوغ الفجر على عربة يجرها حمار متنقلا من نفاية إلى أخرى وسط شوارع مدينة غزة".

ويتابع: أعمل بهذه المهنة بسبب انسداد آفاق التحصل على عمل في أي مكان آخر، بعد تخرجي من الجامعة، لا أجد خيارا إلا جمع البلاستيك حتى أوفر قوت يومي".

ويكمل النزلي (32 عاماً) قائلاً: بعد الانتهاء من جمع البلاستيك أقوم بتصنيف أنواعها كل نوع على حدا، ثم أتوجه بعدها إلى من يرغب في شرائها من أصحاب مصانع البلاستيك، وأبيعها لمن يعطيني سعرا مناسبا، لأحصل آخر النهار عشرين أو ثلاثين شيكلا، وأوفر لقمة العيش لأسرتي دون أن أمد يدي لأي أحد من الناس".

ويمتهن مئات الفلسطينيين من سكان قطاع غزة، جمع البلاستيك، فيخرجون مع بزوغ فجر كل يوم، يتنقلون بين الشوارع والطرقات، ويقتحمون حاويات القمامة، بسبب الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يمرون بها رغم حصول العديد منهم على شهادات علمية.

أفتخر وأعتز بمهنتي

ولكن محمود وشاح الذي يفضل العمل بجمع البلاستيك من الساعة التاسعة صباحا حتى الرابعة عصرا فبين لــ" شمس نيوز" أنه يعمل على الملأ وأمام أعين الناس في هذه المهنة ولا يخاف كلام أحد عنه؛ لأنه ينزل في قلب حاوية القمامة، معربا عن فخره واعتزازه بهذا العمل.

وقال: افتخر بالعمل بدلا من الجلوس بالبيت وأعتز أنني أرفض أخذ المساعدة من أحد وأنا في ريعان شبابي".

ويردف بالقول: كثير من الناس عندما يرون حالي يقدمون لي النقود كمساعدة، ولكنني أرفض، فأنا لا أحب العيش إلا من عرق جبيني وتعبي ولا احتاج الصدقة من أحد".

ويوضح وشاح أنه عندما يشعر بأن أحدا يريد أن يعايره أو ينظر له نظرات غريبة، يخرج من جيبه شهادة البكالوريوس التي حصل عليها من الجامعة الإسلامية "تخصص إدارة أعمال"، فيندهش من يراها خاصة أنه حاصل على معدل تراكمي 84 %.

وأشار وشاح إلى أن البعض ينظر لمن يعمل في هذه المهنة نظرة احتقار وذل "وأنا أقول لهم إن العمل ليس عيبا، والحياة تتطلب من الإنسان أن يعمل حتى يعيش بكرامة وحرية بدلا من الذل والإهانة، وكل إنسان ينظر للآخرين نظرة احتقار ما عليه إلا أن ينتظر دوره" بحسب تعبيره.

أعمل بالخفاء

أما الحاج خالد (41 عاماً ) فبيّن لـ"شمس نيوز" أنه يخرج من بيته عند الساعة الثالثة فجرا، ويتوجه إلى مناطق بعيدة ويبدأ في نبش الأكياس داخل النفايات لجمع البلاستيك، وعند بزوغ ضوء الشمس يبدأ بجمع أكياس والتوجه لبيعها له، ثم يعود لبيته دون علم أحد".

ولدى سؤال مراسل "شمس نيوز" عن سبب تخفيه حتى لا يراه أحد ممن يعرفونه، أجاب: لأن لسان الناس المحيطة بي لا يرحم أحدا من القيل والقال، وبناتي في الجامعة ويتحسسن من هذا العمل وأنا لا أريد إحراج بناتي".

واستدرك بالقول: يعتقد البعض أن العمل في مهنة جمع البلاستيك سهلة ويسيرة، ولكن لا يجب أن ينسى أنه سوف ينزل في قلب حاوية القمامة مقابل لقمة العيش في ظل الأوضاع الصعبة والقاسية التي نحياها" مشيرا إلى أنه يعاني من عدة أمراض نتيجة التفتيش في نفايات القمامة.

لقمة عيش للمواطن

وليد القصاص الذي يشتري البلاستيك من الذين يجمعونه، أوضح انه بعدما يشتريها من المواطنين يضعها في مخازن له ثم بعد ذلك يقوم العمال الموجودون عنده بفرزها وتنظيف القطع الصالحة للاستخدام ثم يتم بيعها للمصانع الكبيرة بغزة.

وعن الثمن الذي يشتري به كيلو البلاستيك، قال لـ"شمس نيوز": حسب نوع القطع ونظافتها، ولكن في أغلب الأحيان أشتري الكيلو بأقل من شيكل واحد، وأنا أقوم ببيع الطن الواحد من الصنف الرديء لمصانع البلاستيك بسعر من 500 إلى 600 شيكل".

ولفت القصاص إلى أن عدد المواطنين الذين يعملون في جمع البلاستيك يزداد يوما بعد يوم "وكثير منهم يحملون الشهادات الجامعية وتخصصاتهم مميزة ولكن يبدو أن الحصار لم يترك أحدا في حاله" بحسب تعبيره.

ويرزح قطاع غزة تحت حصار تفرضه إسرائيل منذ ثمانية أعوام، تخللها ثلاثة حروب على القطاع، كان آخرها في صيف 2014، وانتهت بعد 52 يوما باتفاق تهدئة في القاهرة لم تلتزم إسرائيل بأي من بنوده.

اخبار ذات صلة