غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

جرائم الاحتلال تحت جنح الظلام وبرودة الطقس

خالد صادق
كتب: خالد صادق

حي الشيخ جراح يعود ليتصدر المشهد من جديد, فالاحتلال الصهيوني يوزع جرائمه على شتى بقاع فلسطين، فمن النقب حيث انتفاضة أهلنا في أراضي “سعوة” و”الرويس” ومناطق أخرى, الى جريمة اعدام الشهيد الثمانيني عمر اسعد في جلجليا شمال رام الله, الى جريمة دهس جنود الاحتلال الصهيوني للشيخ المسن سليمان الهذالين 75 عاما, وصولا الى جريمة جديدة ارتكبها الاحتلال الصهيوني في حي الشيخ جراح بالقدس حيث اقدم الليلة الماضية على هدم منزل محمود صالحية تحت جنح الظلام مستغلا برودة الطقس وعدم وجود وفود تضامنية داخل الحي, حيث قام الجيش الصهيوني فجر الأربعاء، بهدم المنزل، بعد اقتحامه واعتقال أفراد العائلة والاعتداء عليهم بالضرب المبرح, وكانت وسائل اعلام عبرية زعمت قبل يومان ان الاحتلال قرر تأجيل هدم منزل عائلة صالحية في الشيخ جراح بالقدس المحتلة، بسبب تهديد العائلة بتفجير المنزل في حال هدم الاحتلال له, لكن الاحتلال طبعه الغدر ولا يؤمن جانبه, واستغل أجواء الطقس الباردة وحلكة الليل لينفذ مخططه الاجرامي بهدم منزل عائلة صالحية واعتقال اكثر من عشرين شخص في حي الشيخ جراح والاعتداء عليهم بالضرب والسحل ونقلهم الى المعتقلات الصهيونية, ويبدو ان الاحتلال الصهيوني لا زال يتوهم ان بإمكانه حسم الصراع حول القدس واعتبارها عاصمته الموحدة وتهويدها وتهجير سكانها منها باستخدامه للقوة والتهديد المباشر.

ما حدث في حي الشيخ جراح يعيد المشهد الى بداياته, ويدفع الفلسطينيين في القدس والأراضي المحتلة علام 48 واهلنا في الضفة ومقاومتنا في غزة الى الاستعداد للدفاع عن وجودنا في القدس, وما حدث هو جريمة تستهدف وجودنا فوق ارضنا, عبر عنها القيادي الشيخ خضر عدنان بالقول، أن ما حدث جريمة ومقدمة خطيرة لاستهداف أكبر للإنسان والحجر، مشيراً إلى أن الاحتلال قام بجريمته مستغلاً الليل والأجواء الباردة، في ظل ظروف عصيبة تمر بها القدس والضفة, وانه يجب استشعار حجم الجريمة النكراء، مطالباً بالوحدة والتحرك الفاعل والغضب في وجه الاحتلال في الأماكن المهددة بالهدم والمصادرة في القدس وحي الشيخ جراح, كما وطالب الجميع بالتضامن مع الأهالي المهددة بيوتهم، والوقوف معهم ولملمة جراحهم، مشدداً على رفع الصوت عالياً والتنادي والخروج من أجل نصرة أهلنا في الشيخ جراح، حتى لا يكون ما حدث تمهيداً لهدم أكبر", فمعركة اخلاء حي الشيخ جراح باتت قائمة ولن تتوقف عند هدم منزل عائلة صالحية, والاحتلال يسعى الى حسم ملف القدس تماما من خلال فرض سياسة الامر الواقع على الفلسطينيين, ومن خلال تضييق الخناق على أهلنا في القدس, ومن خلال طمس كل المعالم العربية والإسلامية التي تدل على انتماء القدس لعروبتها واسلامها, وقد باتت القدس اليوم هي العنوان الرئيس لاي معركة قادمة مع الاحتلال, فالقدس خط احمر لا يمكن تجاوزه.

ان عجز السلطة الفلسطينية عن مواجهة سياسات الاحتلال الصهيوني, واخفاقاتها المتتالية في كل القضايا السياسية العالقة مع الاحتلال الصهيوني, واصرارها على التمسك بخيار التسوية كخيار استراتيجي لا بديل عنه, هو الدافع الأكبر لشعبنا بأن ينتفض في وجه الاحتلال, حتى لا يظن الصهاينة ان شعبنا استسلم لهذا الواقع الذي يفرضه الاحتلال بالقوة, وان فلسطين وقضيتها اندثرت تماما ولم يعد لها وجود, متسلحا بالتطبيع والتحالفات والتواطؤ الأمريكي والعربي والدولي, فالواقع يقول ان شعبنا الذي فجر انتفاضة الأقصى في وجه الاحتلال سيفجر انتفاضة أخرى للدفاع عن وجوده في القدس, فالصراع مع الاحتلال هو صراع وجود, وصراع على الهوية وهو صراع ممتد عبر التاريخ له بعده الديني والواقعي والتاريخي, وليس سهلا على الاحتلال ان يمرر مخططاته العدوانية فوق ارضنا دون مواجهة من شعبنا ومقاومته, لذلك اعتبرت فصائل المقاومة الفلسطينية أن هدم قوات الاحتلال لمنزل عائلة صالحية عنصرية وإرهاب منظم، وجريمة حرب فاشية تكشف الوجه القبيح للكيان وقالت حركة (حماس) قالت إن المحتل الصهيوني يتوهم أن بإمكانه حسم الصراع مع شعبنا عبر العدوان المستمر، مؤكدة أن شعبنا سيحسم الصراع لصالحه عبر النضال المستمر، لأنه صاحب الحق والأرض, اما حركة الجهاد الإسلامي فقالت إن هذا يمثل عدوانًا خطيرًا يمس شعبنا، وحذرت من تصاعد عمليات الهدم والمصادرة وأن ما جرى هو جزء من مشروع الإرهاب والمخطط الاستيطاني الذي يستهدف الوجود الفلسطيني في المدينة.

 صحيح ان الاحتلال نفذ هذه الجريمة تحت جنح الظلام، وفي أجواء باردة لا يتواجد فيها متضامنون كثر، لكن أهالي الشيخ جراح واجهوا الاحتلال وقاوموا جرافاته وجنوده المدججين بالسلاح، وهددت عائلة صالحية بتفجير المنزل بالكامل، وهذا يعني ان الفلسطيني سيبقى يقاوم ولو وحيدا، وسيبقى فوق أنقاض منزله ليغيظ الاحتلال، وربما مثل هذه الجرائم التي يرتكبها الاحتلال الصهيوني تعجل بالانتفاضة العارمة في وجهه فاستعدوا للقادم.

"جميع المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي "شمس نيوز".