قائمة الموقع

"هبة النقب".. إدراك لمخططات الاحتلال وتصميم على المواجهة

2022-01-20T13:57:00+02:00
هبة النقب.jpeg
شمس نيوز - (الحياة الجديدة)

يواصل أهالي النقب هبتهم في وجه سلطات الاحتلال التي تعمل وفق مخطط يهدف للسيطرة على أراضيهم بحجة تشجير النقب، بعد أن فشلت بتهجيرهم من أراضيهم بطرق مختلفة، بفعل صمود الأهالي في مواجهة الاحتلال وإدراكهم لنوايا الاحتلال الخبيثة، مؤكدين استمرارهم في المواجهة لإفشال هذا المخطط كما أفشلوا غيره من المخططات.

وتتخذ دولة الاحتلال من شعار "تشجير صحراء النقب"، ستاراً لتهجير الفلسطينيين وتجريف أراضيهم وهدم قراهم وبيوتهم، ومن ثم طمس هويتهم، وإقامة مستوطنات ومدن يهودية على أنقاض مدنهم، بدعم من حكومة نفتالي بينيت الائتلافية التي يشارك فيها النائب الفلسطيني عباس منصور، والذي إذا لوح بانسحابه من الحكومة قد يضع حداً لعنجهية اليمين الإسرائيلي القائم على توسيع الاستيطان وإطلاق يد المستوطنين وجرائمهم ضد الفلسطينيين.

وتبلغ مساحة النقب 14 ألف كيلو متر مربع ما يعادل 52% من مساحة فلسطين، وتعد صحراء النقب الممر الطبيعي بين آسيا وإفريقيا ونقطة العبور الجنوبية من فلسطين بين المشرق والمغرب العربيين.

وقال جمعة زبارقة رئيس لجنة التوجيه الخاصة بمتابعة قضايا النقب خلال كلمة في ورشة نظمها مركز الدراسات السياسية والتنموية عبر تقنية الزوم: "نتحدث اليوم عن 320 ألف نسمة من أهالي النقب نسبتهم 32% من سكان النقب ويعيشون على 5% من أراضي النقب، لم يبقَ لنا الكثير من الأراضي، غالبيتها مصادرة خلال الصراع على الأرض مع الاحتلال".

وأضاف، يريدون منا العيش في مدن عبارة عن علب سردين بدون مقومات حياة عصرية أو اقتصادية وبدون بني تحتية، ويريدون منا التخلي عن علاقتنا بالأرض، مؤكداً أن أهالي النقب يعيشون قصة صمود مع الاحتلال منذ العام 1973 تهدم البيوت وتقام بدلاً منها خيام ونرفض المغادرة ومستمرون في العيش لأن علاقتنا مع الأرض وليس المنزل.

وأوضح أن حكومة الاحتلال تقوم بالعديد من المشاريع الكبيرة والهائلة في النقب والتي تستثني الفلسطينيين، مثل مشروع مصانع الفوسفات يقوم على قربة الفرعة والقطامات الزعروة وقرية غزة، وكذلك مخطط الضغط العالي الذي يقام على قرية وادي النعم ووادي المشاش أبو التلول وقرية قصر السر، ومخطط شارع 6 على حساب قرية الصوويل وخشم زنة وأم بطين ومخططات كثيرة، كالثكنة العسكرية التي تقام على قري ام بطين واللقية.

وأكد جمعة أن الانتهاكات والحرمان من الحقوق لا يستهدف القرى غير المعترف فيها فحسب، بل إن هناك قرى معترف بها ولكن تعيش في حالة مأساوية، حيث كل 5-7 عائلات تعيش على قسيمة واحدة.

ولفت إلى أن ما فجر الأحداث وخروج أهالي النقب في مواجهة شرطة الاحتلال الإسرائيلي، هو موضوع خلع البشر وزرع الشجر حتى تكون احتياط أرضي لليهود، الأمر الذي يرفضه الكل الفلسطيني نصاً وروحاً، موضحاً أن كل المخططات وبرامج التطوير هي قرار سياسي وسيبقي هذا القرار نافذا حتى إلغائه بقرار سياسي آخر إذا توفرت الإرادة، مشيراً إلى أن الاحتلال لديه مخطط جاهز لإقامة 12 مدينة يهودية على حساب الأراضي الفلسطينية في النقب، وكل هذه التصرفات مرفوضة.

أزمة النقب بدأت مع نكبة الـ 48

وقالت هدى أبو عبيّد مركزة مرافعة محلية في مؤسسة منتدى التعايش في النقب: قصتنا مع الاحتلال بدأت منذ النكبة عام 1948 وعمليات التهجير التي تعرض لها أهلنا في النقب حيث تم تهجير قرابة 200 ألف نسمة من أهل النقب تبقى منهم قرابة 18 ألف نسمة في النقب الغربي.

وأضافت، نتحدث اليوم عن 35 قرية غير معترف بها من قبل الحكومة الاسرائيلية، حيث يقوم الاحتلال بمسحها من الخريطة وحرمانها من الحقوق الحياتية والمضايقة والملاحقة ويطلبون من سكانها الأصليين مغادرتها والانتقال إلى قرى معترف بها، موضحة أن هناك 290 ألف نسمة يعيشون في قرى معترف فيها، وقرابة 100 ألف نسمة يعيشون في قرى غير معترف بها.

وأشارت إلى أن هناك مشكلة أخرى مع الاحتلال تتمثل في ملكية الأرض التي لا يعترف الاحتلال بملكية البدو على هذه الأرض ويتصرف الاحتلال فيها على هواه؛ مؤكدة أن عمليات تشجير النقب هي فكرة إسرائيلية تهدف إلى مصادرة الأراضي من الفلسطينيين، مشددة على رفض خلع البشر وزرع الشجر بدلاً من البشر ومصادرة الأراضي.

الوعي الفلسطيني والتكاثف الاجتماعي في النقب يشكل تهديداً للاحتلال

وأوضح الناشط الشبابي والحقوقي رأفت أبو عايش، أن الممارسات الإسرائيلية ضد أهل النقب الذين يرفضون مخطط تشجير النقب على حساب أراضي الفلسطينيين، تهدف لفرض الهيمنة ومحاولة لكي الوعي وأسرلة الشباب الفلسطيني في النقب ودمجه بالمجتمع الإسرائيلي، لأن حالة الوعي والوطنية لدى الشباب الفلسطيني والتكاتف الاجتماعي لديهم يشكل خطرا وتهديدا في العقلية الصهيونية يخاف منها الاحتلال لذلك يتعامل مع أهالي النقب على أنهم خطر أمني.

وشدد الناشط الشبابي أبو عايش، على أن دولة الاحتلال الإسرائيلي التي تحاول تصوير نفسها ديمقراطية فهي بعيدة كل البعد عن الديمقراطية، وما يجري في النقب هو تثبيت للحكم العسكري، والتعامل مع الفلسطينيين مملوء بالحقد والكراهية.

وأشار إلى أن عدد المعتقلين من شباب النقب الذين يشاركون في الهبة ضد سياسة تشجير النقب من قبل الاحتلال، إلى 200 معتقل، إضافة إلى أن معظم تصويب الجنود بالرصاص المطاطي خلال الظاهرات كان في المناطق العليا من الجسم.

ولفت إلى أن سياسية الاحتلال تجاه الأهالي في النقب وحملات الاعتقال هي لتخويف الأجيال الصاعدة والشباب مما دفع الأهالي للتكاتف للخروج في مظاهرات عفوية في كل المدن، والاشتباك مع الاحتلال لرفض سياسية التهجير وطمس الهوية.

مخطط لإقامة مستوطنة على أراضي قرية صواوين

وأوضح خالد الأصلع، رئيس لجنة محلية عن قرية صواوين المهددة بالترحيل والدمج مع قرية خشم زنة أن "قرية الصواوين أكبر قرية من حيث المساحة في النقب قوامها 3000 نسمة موجودة من قبل قيام دولة الاحتلال وأهلها لم يغادروا منازلهم لكن الاحتلال يزعم أن أهلها رُحل، إضافة إلى أن هناك ما يقارب 350 طالبا يقطعون عشرات الكيلو مترات للوصول للمدرسة لأن القرية لا يوجد بها مدرسة ولا مستشفى ولا روضة للأطفال، ويعتمد أهل القرية على الزراعة التقليدية ورعاية المواشي وتنقل الماء بالصهاريج، ويحاول الاحتلال إزالة القرية والتي تقع ضمن تجمع سكان ضمن منطقة خشم زنة".

وتابع أن الاحتلال يخطط لإقامة مستوطنة "جفعات نفاتيم" مكانها على مساحة 8 آلاف دونم، خاصة أن هناك قراراً من الداخلية الاسرائيلية باعتبار كل من يتواجد ضمن مخطط المستوطنة يعتبر مخالفاً للقانون ويرغم على مغادرة المنطقة إلي منطقة أخرى معترف فيها.

المرأة شريكة الرجل في مواجهة الاحتلال

وأكدت الناشطة الفلسطينية عدن حجوج، أن المرأة الفلسطينية منذ بداية الصراع وهي شريكة مع الرجل في مواجهة الاحتلال، فهي التي تصور وتوثق وتكشف انتهاكات الاحتلال عبر مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام.

اخبار ذات صلة