كشفت دراسة جديدة للمعلومات الجينية والبيئية، من أكبر قاعدة بيانات في العالم عن التوائم، أن مستويات الهرمونات في الرحم قبل الولادة قد تكون مرتبطة بخطر الإصابة بالصداع النصفي في مرحلة لاحقة من العمر، بعد البلوغ.
وأشارت الدراسة إلى أن العوامل الجينية المتعلقة بخطر الإصابة بالصداع النصفي قد تختلف بين الرجال والنساء. وفقاً للنتائج التي توصل إليها فريق بحثي في "جامعة كاليفورنيا سان دييغو"، ونشرت في 16 ديسمبر/كانون الأول الحالي في دورية "فرونتيرز إن بين ريسرتش" Frontiers in Pain Research، فإن خطر الإصابة بالصداع النصفي في وقت لاحق من الحياة لا يُفسر بالكامل من خلال العوامل الوراثية.
وسجل الفريق أيضاً اختلافات في المخاطر الجينية للصداع النصفي التي تعتمد على الجنس، مع وجود أدلة على وجود جينات مختلفة تؤثر بالمخاطر لدى النساء والرجال. الصداع النصفي حالة عصبية شائعة تؤثر بأكثر من 12 في المائة من سكان العالم، وتسبب آلاماً شديدة. يعاني المصابون من صداع حاد غالباً، وتزيد احتمالية إصابة النساء بهذه الحالة سبع مرات تقريباً مقارنة بالرجال. أوضح المشرف الرئيسي في الدراسة، مورغان سي. فيتزجيرالد، وهو باحث في كلية الطب في "جامعة كاليفورنيا سان دييغو"، أن الدراسة الحالية تعد أول مساهمة علمية مدعّمة بالأدلة على أن العوامل الوراثية المتعلقة بخطر الصداع النصفي قد تختلف بين الرجال والنساء.
وتظهر الدراسة أيضاً - للمرة الأولى - أن بيئة هرمون ما قبل الولادة قد تسهم في خطر الإصابة بالصداع النصفي. وعلى الرغم من انتشار مرض الصداع النصفي، فإن العوامل التي تسهم في حدوث الإصابة به لم تكن مفهومة جيداً. لكن مع البيانات المتاحة في أكبر سجل للتوائم في العالم، كانت هناك فرصة فريدة للتحقيق في العوامل التي تسهم في الاختلافات بين الإناث والذكور، في مستويات الإصابة بالصداع النصفي.
وأضاف فيتزجيرالد لـ"العربي الجديد": استخدمنا بيانات من سجل التوأم السويدي (STR)، أحد أكبر السجلات المزدوجة القائمة على السكان في العالم. تضمنت عيّنتنا 51872 توأماً. قيّمنا حالة الصداع النصفي بناءً على المعايير التي حددها تصنيف جمعية الصداع الدولية، ثم استخدمنا حالة الصداع النصفي المحددة في نموذجنا التحليلي".
علوم وآثار
دراسة تكشف ارتفاع مرضى الخرف في العالم... و3 دول خليجية في المقدّمة
للتحقيق في الفروق المحتملة بين الجنسين في انتشار الصداع النصفي، استخدم الفريق نموذجاً إحصائياً، لتقييم ما إذا كان الصداع النصفي قابلاً للتوريث على نحو متساوٍ بين الرجال والنساء، وأيضاً فيما إذا كانت الجينات المختلفة مرتبطة بالصداع النصفي عند الرجال والنساء. أظهرت النتائج أن النساء لديهن معدل أعلى من احتمالات الإصابة بالصداع النصفي مقارنة بالرجال (17.6 في المائة مقابل 5.5 في المائة على التوالي).
وفيما لم تُستكشَف الجينات بالتفصيل، باستخدام علاقة التوائم كمقياس، وجد الباحثون أن الصداع النصفي يمكن توريثه بالتساوي بين النساء والرجال. وكشفت الدراسة عن وجود زيادة ملحوظة، تصل نسبتها إلى 51 في المائة، في خطر الإصابة بالصداع النصفي لدى النساء في حالة كون التوائم من الذكور، مقارنة بأولئك اللواتي لديهن توائم من الإناث. يأمل الباحثون أن تساعد النتائج التي توصلوا إليها، الباحثين والأطباء على فهم هذه الحالة الشائعة بشكل أفضل، وتحسين الخيارات العلاجية بشكل مثالي.
ويقول الباحث الرئيسي: "نتائج دراستنا مهمة، لأنه كلما زاد فهمنا للعوامل التي تسهم في الإصابة بالصداع النصفي، وخاصة الفروق بين الذكور والإناث، زادت الفرص لتحسين الرعاية السريرية والقدرات التشخيصية والتدخلات العلاجية لكل المصابين من الرجال والنساء". قد يسبب الصداع النصفي (الشقيقة) ألماً نابضاً أو إحساساً نابضاً، وعادةً ما يقتصر على أحد جانبي الرأس.
وغالباً ما يصحبه غثيان وقيء وحساسية مفرطة للضوء والصوت. يمكن نوبات الصداع النصفي أن تسبب ألماً شديداً لساعات، أو لأيام، ويمكن أن تصل شدتها إلى التعارض مع ممارسة الأنشطة اليومية. قد تحدث أعراض تحذيرية تُعرف بالأورة قبل الصداع أو معه. يمكن أن تشتمل الأورة على اضطرابات بصرية، مثل ومضات ضوئية، أو بُقع عمياء، أو اضطرابات أخرى، مثل الشعور بتنميل في أحد جانبي الوجه أو في الذراع أو الساق وصعوبة في التحدث.