سنوات طوال تلك التي مرت على عروس العمليات الاستشهادية -كما أسماها د. رمضان شلح رحمه الله-، والتي أسرت الألباب وحيرت العقول وأتعبت من خلفها، وسبقت من قبلها، وما زالت الابصار شاخصة صوب ذلك الوهج الذي انبعث من الشهيدين السعيدين، أنور سكر وصلاح شاكر، انه الفعل المعجز الذي توكل أصحابه على الله، فكان حقاً على الله نصرهم.
في ذكرى بيت ليد نسترسل في الحديث عن جزءٍ مهم من فرسان تلك العملية وهما أنور وصلاح (رحمهما الله)، وهناك جزء آخر ما ينبغي أن نغفل عنه أو نتجاوزه، يقف على رأسهم الأمين العام المؤسس الدكتور فتحي الشقاقي، والذي مثّل حجر الزاوية في ذلك البناء الجهادي العظيم وذلك المركب الذي تسمى آنذاك بالقوى الإسلامية المجاهدة (قسم).
فبعد توفيق الله للأخوة المقاتلين في تنفيذ تلك العملية، اتخذ العدو قراراً باغتيال كل من له علاقة بتلك العملية، وبدأ التنفيذ باغتيال مؤسس الجهاز العسكري القائد الفريد والمخطط المبدع والملهم الموصول بالله محمود الخواجا "أبو عرفات"، ثم تم التثنية باغتيال الدكتور المؤسس فتحي الشقاقي "أبو ابراهيم"، ثم اعتقال الفارسين (عبد الحليم البلبيسي ونضال البرعي)، نسأل الله لهم الحرية ولكل أسرانا، وبعدها أغلق الملف بإغتيال سيدان من سادة المقاومة والجهاد وهما (أيمن الرزاينة و عمار الاعرج) على أيدي عملاء الصهاينة، فيما غيب المهندس محمود الزطمة "أبا الحسن" رحمه الله الذي أشرف على هندسة العبوات في سجون عملاء الصهاينة لمدة أربع سنوات ويزيد؛ ليستشهد بعد ذلك في انتفاضة الأقصى وبهذا يكون قد أستشهد وأسر كل من له علاقة بعروس العمليات الاستشهادية (بيت ليد).
ان الأمانة التاريخية والدينية والاخلاقية تحتم علينا ونحن نتغنى بفرسان النصر وصناعه -أنور سكر وصلاح شاكر- أن لا ننسى أولئك الأبطال الذين مهدوا الطريق، وكانوا سبباً من أسباب الله عز وجل في إنجاح ذلك العمل المبدع.
لا شك بأن من قدم دمه وروحه يُقدم، يتبعه من قدم عمره نازفاً خلف قضبان السجن، وكذلك كل من كانت له يدا في إنجاح العمل المقاوم ولم نعرف اسمه ويبقى مجهولاً بين الناس معلوماً عند الله مغموراً في الأرض مشهوراً في السماء.