غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

لم ولن يتغيروا فلا تجالسوهم في "المركزي"

د. الزهار في حوارٍ مع "شمس نيوز": اسألوا "بيروت" وما قبلها لماذا فشلت المصالحة؟!

عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) د. محمود الزهار
شمس نيوز - مطر الزق

لا يتوقع عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) د. محمود الزهار، نجاح مباحثات المصالحة المنويّ عقْدها في الجزائر؛ لأمرٍ واحدٍ يتمثل في إصرار حركة فتح وقادة السلطة على ذات النهج في العلاقة مع العدو الإسرائيلي؛ إذ يرى أنَّ ذلك السبب هو من فجّرَ كثيرًا من لقاءات المصالحة؛ مستشهداً بالفشل الذريع لمخرجات بيروت 2020.

ويؤكد الزهار خلال حوارٍ مطول مع وكالة "شمس نيوز" الإخبارية أنَّ حركة (فتح)، وقادة السلطة يصرونَ على العلاقة مع الاحتلال الإسرائيلي، المتمثلة بالتمسك بـ"نهج التسوية"، ومواصلة "التنسيق الأمني " الذي وصفه بـ"المدنس".

ويستدرك الزهار في حديثه عن إمكانية فشل مباحثات الجزائر، قائلاً: "حركة فتح، والسلطة في رام الله مرتبطة مع الكيان الصهيوني عضوياً، وهو أحد الأسباب التي أدت إلى فشل كثير من جولات الحوار، ومنها لقاء المصالحة في العاصمة اللبنانية (بيروت)".

وأوضح د. الزهار أنَّ نجاح الحوار الفلسطيني الداخلي غير مرتبط مطلقاً بالدول المستضيفة أو الراعية للمصالحة، وإنما مرتبط بنهج حركة (فتح) الإقصائي، قائلاً: "قادة السلطة وحركة فتح يريدون أن يتمسكوا بسياساتهم الفاشلة مثل مفاوضة العدو، وحل الدولتين، والإصرار على التنسيق الأمني، بل ويريدون أن يجروا الفصائل كافةً إلى مربعهم".

واستذكر الزهار التجارب السابقة المتعلقة بجولات ومباحثات المصالحة الفلسطينية الفاشلة، مستدركاً: "لن يحدث أي انفراجة في ملف المصالحة؛ طالما أصرَّت السلطة على سياساتها المتعلقة بالقضية الفلسطينية".

لا تجالسوهم!

ومن ضمن الانتقادات الحادة التي وجهها الزهار لقادة السلطة وحركة فتح لم ينسَ ما جرى أخيراً من تعيينات جديدةٍ داخل المنظمة، فقال "لا فرق بين ماجد فرج، ولا حسين الشيخ، فقادة السلطة وحركة فتح المتنفذون -من وجهة نظر الزهار- أصحاب مدرسة واحدة وفكر واحد".

ويشير الزهار إلى أنَّ التعيينات الجديدة في المنظمة ستكون على شاكلة القديمة، ما يتطلب من الفصائل الفلسطينية التي تشاركهم في جلسات المركزي عدم المشاركة في مثل تلك اللقاءات، التي لن تسمن ولن تغني من جوعٍ، وفق الزهار.

وبيَّن أنَّ الخلاف بين قادة فتح والسلطة لا يعدو كونه خلافاً على المناصب والمواقع، وليس خلافاً على المواقف من العدو الإسرائيلي، مستدركاً "إنهم أبناء قبيلة وفصيلة واحدة، والخلاف بينهم على المواقع، وليس على المواقف من الاحتلال الإسرائيلي".

وذكر أنَّ تغيير قيادات من المنظمة لن يُغير سياستها ومواقفها من القضايا الفلسطينية؛ فلنْ تغير تلك التعيينات – حسبما يرى الزهار -من مواقف المنظمة تجاه القدس، والمدن المحتلة عام 1948، والمقاومة المسلحة، وغيرها من القضايا المصيرية.

الضفة لن تصبر طويلاً!

وجددَ تأكيداته بأنَّ نهج المقاومة هو السبيل الوحيد للخلاص من الكيان الإسرائيلي، وهو الوجهة الصحيحة لتحرير البلاد والعباد من دنس الإسرائيليين، قائلاً: "الذي أخرج الكيان من قطاع غزة ليس المفاوضات العبثية، ولا الاتفاقيات المخزية، ولا التعاون الأمني المدنس؛ إنما المقاومة، ولا شيء غير المقاومة".

وأضاف: "المقاومة استطاعت أنْ تمنع العدو الإسرائيلي من الشعور بالطمأنينة والسكينة والرخاء في الضفة الغربية المحتلة"، مستشهدًا بالتجربة السابقة التي كان يقودها القائد يحيى عياش وأبو الهنود.

واستدرك خلال استذكاره لمآثر القيادين في كتائب القسام أبو الهنود والعياش: "غياب أمثال هؤلاء المقاومين الأشداء منح الفرصة للمتعاونين ليتمدّدوا في الشارع الفلسطيني؛ لا سيما في الضفة الغربية المحتلة والقدس"، متسائلًا: هل سيقبل الشارع المقدسي والضفاوي باستمرار تمدد السرطان الأمني؟.

ويستذكر الزهار كيف أنَّه "في حين انتشرت المقاومة في الضفة الغربية تراجع الاحتلال، وعندما تمدّد التعاون الأمني المدنس تراجعت إنجازات المقاومة، ومع ذلك أعتقد جازمًا أن المقاومة لن تسمح لهذا السرطان أن يتمدد في الضفة الغربية".

فقأنا عيون العدو !

ولم يغفل الزهار عن المقارنة بين توفير الحاضنة للمقاومة وما يقابلها من تضادٍ في الضفة المحتلة، وهو ما قاد دفة الحديث مع القيادي في حماس إلى إعلان وزارة الداخلية والأمن الوطني في غزة، توقيف أحد المتورطين باغتيال الشهيد فادي البطش في ماليزيا عام 2018، فيرى الزهار أنَّ رسالة الأجهزة الأمنية وصلت إلى الكيان وعملائه، مفادها أنَّ هناك ملاحقات وتعقب مستمر للعملاء، مع إشارته إلى أنَّ "قضية الملاحقة ليست جديدة، وليست مرتبطة باغتيال الشهيد البطش في ماليزيا أو غيرها، وإنما مرتبطة بنهج مقاومة العدو، وقد استطعنا فقْء عين العدو في غزة عبر ضرب أدواته خلال السنوات الماضية".

واستكمل الزهار تعليقه على محاربة العملاء قائلاً "عندما جاءت السلطة، وتبنت التعاون مع الاحتلال الإسرائيلي، تراجعت المقاومة، وعندما هربت السلطة من غزة، تمت متابعة ومراقبة وتقليم أظافر العملاء المتعاونين مع الاحتلال الإسرائيلي، حتى استطاعت غزة أن تصل إلى ما وصلت اليه في معركة سيف القدس".

لن نترك النقب!

وعن العدوان الإسرائيلي المتواصل بحق الفلسطينيين في النقب، قال د. الزهار: "المقاومة في قطاع غزة لا يمكنها أن تترك أهالي النقب وحدهم (..) المقاومة ستستخدم كل الوسائل المتاحة للحفاظ على أرض النقب".

وعدَّ د. الزهار مساس الاحتلال الإسرائيلي بأهالي النقب مساسًا بالعقيدة والمقدسات الإسلامية، قائلًا: "سندافع عن إخواننا وأرضنا في النقب، وهذه الهجمة يجب أن يتصدى لها كل أبناء شعبنا من شمال فلسطين إلى جنوبها؛ لحفظ حقوق هؤلاء الناس في أرضهم".

وشدد الزهار أنَّ الفلسطينيين هم أصحاب الأرض؛ لن يتركوا أرضهم، قراهم، ومزارعهم لشخص قدِمَ من روسيا مثل ليبرمان، أو شخص جاء من أمريكيا مثل نتنياهو وبنيت ليحتلوا أرضنا، قائلاً: "لا يوجد أي مبرر ديني أو أخلاقي يسمح لنا أن نترك أهلنا في النقب وحدهم".

وعدّدَ القيادي في حماس مآثر وصفات أهل النقب، فقال: "هم أهل الكرم، والأرض التي يعيشون عليها ورثوها عن آبائهم وأجدادهم وأجداد أجدادهم، وقد جاؤوها فاتحين، ونشروا فيها الإسلام؛ لذلك لا يمكن أن نسمح أو نفرط في حق هؤلاء، لهم ما لنا، وعليهم ما علينا".

في سياق آخر، كشفت وسائل إعلام الاحتلال الإسرائيلي عن زيارة وفد أمني إسرائيلي إلى السودان تزامنًا مع زيارة وفد أمريكي، فعلَّق د. الزهار على تلك الزيارة قائلًا: "المطبعون يحاولون بكل قدراتهم دفع الدول العربية كافة نحو التطبيع؛ لا سيما الدول التي تقف مع المقاومة"، واصفاً التطبيع بـ"اللعبة المكشوفة".

سيفشلون!

وبين أن الجيش السوداني الذي يُمسك بمقاليد الحكم في السودان يُطبع علاقاته مع الكيان الإسرائيلي، ويتلقى أوامره من الولايات المتحدة، ويتمسك بالتعاون، والولاء، والحب، والنصر والتأييد للاحتلال الإسرائيلي، مستدركاً "مصيرهم ومصير كل من طبع مع الاحتلال الفشل".

ولم يستغرب الزهار كثيراً من هرولة الأنظمة المطبعة وتهافتها إلى أحضان العدو، قائلاً: "الدول التي طبعت مع الاحتلال في عهد ترامب موقفها واضح من المقاومة، هم الذين يضربون الآن في اليمن، وهم ضد الاستقلال والديمقراطية في اليمن والوطن العربي بشكل عام".

وعلى الرغم من قتامة مشهد التطبيع؛ إلا أنَّ الزهار -زار الخرطوم آخر مرةٍ في عام 2012- يرى أنَّها أرضٌ مقدسة، وشعبها يؤمن بالحرية والديمقراطية التي تمنحه الحق في ممارسة عقيدته؛ كما مارسها على مدار السنوات والعقود الماضية، لافتًا إلى أن الاحتلال وأعوانه لن ينجحوا في التغلب على إرادة الشارع السوداني الحر.