تعرض وكالة "شمس نيوز" عند الساعة السادسة من مساء يوم غد الأحد، أولى الحلقات المصورة التي تكشف خلالها قصة عائلة "روتشيلد الصهيونية"، وهي عائلة يهودية تمتلك نصف ثروة العالم ولعبت دورًا حاسما في احتلال فلسطين وتمويل البنية التحتية لقيام "إسرائيل".
وتستكمل "شمس نيوز" عرض سلسلة الحلقات على مدار ستة أسابيع، إذ ستبث الحلقات يومي الأحد والخميس من كل أسبوع، عبر الموقع الالكتروني ومنصات التواصل الاجتماعي للوكالة.
وتسلط سلسلة الحلقات المصورة الضوء على حكاية عائلة "جاكوب روتشيلد"، وهو رجل أعمال بريطاني من أصل يهودي، ينتمي لإمبراطورية روتشيلد اليهودية النافذة، إحدى أغنى العائلات في العالم، ويتولى منصب الرئيس الشرفي لما يسمى بمعهد بحوث السياسة اليهودية في العاصمة البريطانية لندن، وهو صاحب ثروة مالية صافية تقدر بخمسة مليارات دولار.
لمحة عن العائلة
لجاكوب روتشيلد وعائلته اليهودية - التي يصنف بعض أبنائها في لائحة أغنياء العالم- تاريخ طويل في دعم ومساندة "إسرائيل" حتى قبل قيامها، فقد قام جيمس أرماند روتشيلد (1878-1957) بجمع متطوعي الفليق اليهودي داخل الجيش البريطاني إبان الحرب العالمية الأولى، ثم تولى رئاسة هيئة الهجرة إلى فلسطين.
وبعد احتلال فلسطين وقيام "إسرائيل"، ركزت العائلة -وعلى رأسهم جاكوب- على الدفاع عن المصالح الإسرائيلية، وبالإضافة إلى ذلك تولى جاكوب -الذي يهتم بالتراث الآثار الفنية خاصة اليهودية منها- منصب الرئيس الشرفي لمعهد بحوث السياسة اليهودية بلندن.
أظهر روتشيلد، الذي لا يتحدث في العادة لوسائل الإعلام، انتماءه اليهودي القوي في دفاعه عن وعد بلفور، ففي مقابلة تلفزيونية وصفت بـ"النادرة" أجراها معه السفير الإسرائيلي السابق دانيال طوب ونشرتها صحيفة "جويش نيوز" في 8 فبراير/شباط 2017، وصف جاكوب إعلان بلفور بـ"المعجزة".
وقال "كان هذا الحدث الأكبر في الحياة اليهودية منذ آلاف السنين، معجزة.. استغرق الأمر ثلاثة آلاف سنة للوصول إلى هذا".
واعتبر أن الطريقة التي تحقق بها "وطن" لليهود "كانت فرصة لا تصدق، وحاييم وايزمان (رئيس منظمة الصهيونية العالمية) كان يتردد كثيرا على إنجلترا، ويلتقي بعدد قليل من الناس، بما في ذلك أفراد عائلتي، لإغوائهم بفكرته.
لديه هذا السحر والاقتناع، للحصول على وعد بلفور، وبشكل لا يصدق، أقنع جيمس بلفور، ولويد جورج، رئيس الوزراء، ومعظم الوزراء، أنه ينبغي السماح لفكرة خلق وطن لليهود أن ترى النور".
وكشف لأول مرة عن دور ابنة عمه دوروتي روتشيلد خلال هذه الفترة، وقال إن ما فعلته وهي في سن المراهقة "كان غاية في الأهمية حيث ربطت بين حاييم وايزمان والمؤسسة البريطانية، وساعدته بشكل مذهل في الاندماج في حياة المؤسسة البريطانية، وهو ما تعلمه بسرعة".
مع ذلك، كشف أن موقف العائلة بشأن اختيار فلسطين موطنا قوميا لليهود لم يكن موقفا موحدا، وقال إن بعض أفرادها "لم يقتنعوا بأن من الجيد أن يكون هذا الوطن (إسرائيل) هناك في أرض فلسطين".
وتعتبر الرسالة التي بعث بها وزير الخارجية البريطاني عام 1917 إلى اللورد روتشيلد أحد زعماء الحركة الصهيونية في تلك الفترة، والتي عرفت فيما بعد باسم وعد بلفور، أول خطوة يتخذها الغرب لإقامة كيان لليهود على أرض فلسطين، وقد تعهدت الحكومة البريطانية حينها بإقامة دولة لليهود في فلسطين.
وفي مقابلة صحفية أخرى نادرة، أجمل جاكوب روتشيلد لصحيفة تايمز الإسرائيلية مساهمة عائلته في تأسيس إسرائيل بأنها "كانت حاسمة"، مضيفا "عائلتنا أسست لإسرائيل".
تولى جاكوب روتشيلد منذ عام 1989 رئاسة مؤسسة "ياد هنديف" الخيرية التابعة لعائلة روتشيلد، والتي مولت عدة مشاريع لإسرائيل منها بناء الكنيست (البرلمان الإسرائيلي) والمحكمة العليا.