غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

بيت ليد أول خطر وجودي على "إسرائيل"

د. القططي: لا نتوقع إنجاز المصالحة في الجزائر وجلسة "المركزي" لتعبئة الفراغات وتعزيز السيطرة على المنظمة

الدكتور وليد القططي.jpg
شمس نيوز -غزة

أكد عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين الدكتور وليد القططـي، اليوم السبت، أن عملية بيت ليد الاستشهادية المزدوجة كانت عملية نوعية فارقة في تاريخ الصراع مع الكيان الصهيوني، وتطور نوعي مهم في حركة الجهاد.

وقال د. القططي، في حوار عبر فضائية فلسطين اليوم، أن الحركة ترى في العمل الاستشهادي أرقى درجات المقاومة والجهاد ضد الاحتلال، وتقوم على أساس قوله تعالى: " إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَىٰ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ"، فالعمل الاستشهادي يحقق شرطي " يقتلُون ويُقتلون" ".

وأضاف د. القططي، أن عملية بيت ليد في قلب الكيان الصهيوني نقلت العمل المسلح من مرحلة الخطر الأمني الشخصي على جنود ومستوطني الكيان إلى مرحلة الخطر الوجودي على الأمن القومي للكيان من خلال ضرب جوهر المشروع الصهيوني القائم على الأمن فالهجرة فالاستيطان.

وتابع: يتضح مدى الأهمية الكبرى للعملية البطولية الاستشهادية التي نفذها الاستشهاديان أنور سكر من غزة وصلاح شاكر من رفح، التي استشهد بعدها وبسببها الأمين العام للحركة الدكتور المفكر فتحي الشقاقي، وقائد جناحها العسكري القوى الإسلامية المجاهدة (قسم) الشهيد القائد محمود الخواجا، ومهندس المتفجرات للعملية الشهيد البطل محمود الزطمة، هذه الدماء لن تذهب هدراً فقد أثمرت أبطالاً ومجاهدين وشهداء في كل فلسطين من بحرها إلى نهرها".

وفي رده على سؤال حول أسس فلسفة المقاومة في فكر الجهاد الإسلامي، قال د. القططي إن : "فلسفة المقاومة في رؤية الجهاد ترتكز على فكرة المقاومة قبل أن تكون عمل، فالفكرة بوصلة المقاومة التي تحدد اتجاه بندقيتها نحو الكيان الصهيوني، الفكرة التي جمعت بين الإسلام كمنطلق وفلسطين كهدف والجهاد والمقاومة كوسيلة، وعلى ثقافة المقاومة قبل أن تكون ممارسة، فبوجود ثقافة المقاومة يمكن الحفاظ على نهج المقاومة حتى في زمن الهزيمة، وهي إطار يحمي المقاومة ويجعلها مستمرة ودائمة ضد كل أنواع الظلم".

وأكمل :" المقاومة تقوم على فكرة الجهاد في سبيل الله باعتباره فرض عين على الفلسطينيين لتحرير الأرض المُحتلة، وعلى فكرة تحرير الأرض من المحتلين في إطار حركة التحرير الوطنية في مرحلة الكفاح الوطني لتحرير فلسطين، والمقاومة حق وواجب، حق للشعب الفلسطيني فوق قوة العدو المسلحة، وواجب على الشعب الفلسطيني فوق الإمكان، فالثورة ضد الاحتلال عمل غير مؤجل بالإمكانيات المتاحة للشعب الفلسطيني ابتداء من السكين وحتى الصاروخ".

وأردف" وتعتمد المقاومة عند الجهاد الإسلامي على استراتيجية المشاغلة بإبقاء جذوة الجهاد في فلسطين مشتعلة حتى تحرير فلسطين بجهود كل الأمة العربية والإسلامية، كما أنّ ذروة سنام الجهاد والمقاومة هو الكفاح المسلح الطريق الأقصر لتحرير فلسطين تناسب طبيعة الكيان الصهيوني القائم على العنف المسلح والإرهاب الدموي، وطبيعة الصراع الاستيطاني الإحلالي معه، وطبيعة تحالفه مع المشروع الاستعماري الغربي القائم على العنف وإدامة العنف".

كما أن العمود الفقري للمقاومة هو الشعب الفلسطيني حاضن المقاومة وركيزتها الأساسية، وأرقى درجات المقاومة هو العمل الاستشهادي، الذي يمنح الحياة الحقيقية للشهيد وللشعب وللأمة، والمقاومة تتم من خلال جبهة فلسطينية تجمع كل القوى المؤمنة بفلسطين الكاملة والمقاومة الشاملة، وجبهة عربية وإسلامية تجمع كل محور المقاومة وقبلته القدس وفلسطين، يكمل الدكتور القططي حديثه.

ديمومة النكبة والمقاومة

وفي اجابته على سؤال حول مقاله الأخير المعنون بعنوان "فلسطينيو النقب وديمومة النكبة والمقاومة"، والقصد من "ديمومة النكبة والمقاومة" أوضح الدكتور القططي، ان ديمومة النكبة هو استمرار حدث النكبة حاضراً في ذاكرة الشعب الفلسطيني وواقعة اليومي المعاش في كل أماكن تواجده في فلسطين الانتدابية من البحر إلى النهر وهذا ما كان واضحاً في النقب من خلال التشجير الاستيطاني الذي تقوم به جرافات الاحتلال الذي يموّله الصندوق القومي اليهودي المُسمّى (كيرن كيميت ليسرائيل) في أراضي فلسطينيي النقب، وهذا هو جوهر الصراع القائم على الأرض الفلسطينية وهو ما يحدث في النقب حالياً وكل فلسطين.

أما ديمومة المقاومة وفق د.القططي فهي استمرار دفاع الشعب الفلسطيني على أرضه كما يحدث في النقب والضفة وكل فلسطين، بكل الطرق المسلحة والشعبية وغيرها، فالأرض بالنسبة للفلسطيني ليست مجرد تراب من طمي ورمل، ولكنها دم الشهداء، وعرق الكادحين، ودمع المعذبين، فهي روح تسري في عروق الشعب، كما أنَّ روح الشعب تسري في عروق الأرض.

الوضع الداخلي

وفيما يتعلق بالسلطة وغيابها عن المشهد، أشار عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي، أن السلطة الفلسطينية بناء على اتفاقية أوسلو جوهرها حكم ذاتي مؤقت مدته خمس سنوات، وأقيمت على أساس برنامج سياسي لحركة فتح يؤمن بحل الدولتين، وبناء على المشروع الوطني المرحلي المفترض به أن ينتهي بإقامة دولة فلسطينية مستقلة في الضفة والقطاع.

وأضاف " هذا الأمر لم يحدث وانتهت المرحلة الانتقالية عام 1999 بدون الانتقال إلى الحل الدائم (الدولة الفلسطينية)، وقد مضى على ذلك أكثر من عشرين عاماً والسلطة الفلسطينية موجودة بدون مشروع سياسي وطني فقط وظيفتها المدنية وإدارة شؤون الفلسطينيين في الضفة والقطاع تحت الاحتلال. ووظيفتها الأمنية هو التنسيق الأمني مع الاحتلال في إطار الشراكة الأمنية مع الاحتلال".

وأردف بالقول:" ولذلك فالسلطة الفلسطينية بهذا الوضع وتلك الوظيفة لا تستطيع ممارسة أي دور وطني يخدم القضية الوطنية الفلسطينية".

وبشأن جولة المصالحة في الجزائر، أكد د .القططي أن دور الجزائر في دعم فلسطين والقضية مهم وتاريخي، ودعوة الجزائر للحوار الوطني الفلسطيني تأتي في هذا الإطار كمساهمة منها في محاولة تحقيق المصالحة الفلسطينية.

واستدرك في حديثه:" لكن إنجاز المصالحة في الجزائر احتمال غير متوقع وبعيد جداً لأسباب كثيرة لها علاقة بالوضع الفلسطيني الداخلي غير المتهيئ لإنجاز المصالحة".

وشدد د. القططي، ان الجهاد مع المصالحة الفلسطينية، ولكن على أسس سليمة، وليس مصالحة بالمفهوم العشائري، أو المصالحة القائمة على تقاسم السلطة في الضفة وغزة تحت الاحتلال، أو إدارة السلطة تحت الاحتلال فالمصالحة يجب أن تتم على أساس مفهوم الوحدة الوطنية الفلسطينية المرتكزة على المشروع الوطني الفلسطيني، مشروع التحرير والعودة والاستقلال، ونهج المقاومة الشاملة وفي مقدمتها الكفاح المسلح.

وعن محددات حركة الجهاد الإسلامي للمشاركة في الانتخابات، قال د. القططي :"نحن في مرحلة الكفاح الوطني لتحرير فلسطين، لأن فلسطين كلها محتلة من الكيان الصهيوني من البحر إلى النهر، واستراتيجية التحرير تقوم على الجهاد والمقاومة، وخلق أولويات بديلة عن ذلك، كإقامة سلطة تحت الاحتلال والتنافس عليها من خلال الانتخابات هو ملهاة فلسطينية وانحراف لبوصلة الجهاد والمقاومة، ومخالفة لسنن حركات التحرير الوطني".

وتابع :" لذلك فالحركة تعتبر نفسها خارج هذه المنافسة والصراع على السلطة، هذا فيما يتعلق بانتخابات الرئاسة والتشريعي، أما انتخابات المجلس الوطني أو دخول المجلس الوطني الفلسطيني أو أي إطار آخر لمنظمة التحرير الفلسطينية فالأمر مرتبط بعودة المنظمة لتكون إطاراً وطنياً قائداً للمشروع الوطني الفلسطيني، مشروع التحرير والعودة والاستقلال، وهذا غير موجود في المنظمة بوضعها الحالي الذي يسيطر فيه فريق أوسلو على فتح والمنظمة والسلطة، ويحرف مسار النضال الوطني الفلسطيني".

وحول رؤية الجهاد الإسلامي لتكون المنظمة أكثر فعالية في ظل الحديث عن عقد دورة جديدة للمجلس المركزي الفلسطيني، أجاب د. القططي بالقول :" أين هي منظمة التحرير الفلسطينية اليوم؟ ما الذي تبقى من المنظمة بعد أن ابتلعتها السلطة؟، الفريق الذي يسيطر على المنظمة لا يريد أحداً معه، أو يريده ليكون شاهد زور معه يشارك في ضياع فلسطين وموت القضية".

وشدد على منظمة التحرير بوضعها الحالي لن تدخلها حركة الجهاد، مضيفًا " عندما تعود المنظمة قائدة للمشروع الوطني الحقيقي سندخلها، المجلس المركزي الفلسطيني يخضع لهذه المحددات التي وضعتها الحركة لنفسها".

وتابع :" ولا ننسى أنه هو الذي أنشأ السلطة الفلسطينية وأعطاها الغطاء الوطني لممارسة التنسيق الأمني، والقيام بدور مدني وأمني يجعل الاحتلال مُريحاً للكيان الصهيوني، فلا فائدة وطنية من المشاركة في الدورة القادمة للمجلس المركزي، التي ستُعقد لتعبئة فراغات وظيفية فيه ولتعزيز سيطرة فريق محمود عباس على المنظمة وفتح والسلطة".

التهدئة والاعمار

وعن موقف حركة الجهاد الإسلامي من عدم تحرك عجلة الاعمار وعدم احراز تقدم في ملف التهدئة رغم مرور ثمانية أشهر على معركة سيف القدس، قال عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي الدكتور وليد القطيي، إن سيف القدس معركة على طريق تحرير فلسطين، حققت فيها المقاومة الفلسطينية بعض النقاط لصالح فلسطين، وبالطبع كل معركة تخلّف آلاف الوحدات السكنية والعامة مُهدّمة جزئياً أو كُلياً، وهذا يعني ملف إعمار جديد، يُستخدم لابتزاز الشعب والمقاومة، فالمعركة ضد الشعب الفلسطيني ومقاومته تستمر من خلال ملف الإعمار الذي يحاول فيه العدو من خلاله تحقيق إنجازات سياسية لم يستطع تحقيقها في ميدان المعركة، وهذا يُخلّف مزيداً من المعاناة للشعب الفلسطيني تحتاج إلى حكمة وصبر حتى تجاوزه.

وأكمل د. القططي، :"أما ملف التهدئة فهو مفهوم نشأ بعد حروب غزة ويُشير إلى فترات الاستراحة بين المعارك، فطبيعة الصراع بين المقاومة الفلسطينية في غزة والاحتلال الصهيوني فرضت المصطلح ومضمونه في إطار قواعد الاشتباك وتوازن الرعب النسبي مع العدو، وهي تهدئة مؤقتة لا يمكن أن تستمر إلى ما لا نهاية بسبب وجود الاحتلال والكيان القائم على الحرب والعنف والارهاب والمغتصب للحقوق الوطنية الفلسطينية".

العدوان على اليمن والتطبيع

أكد د. وليد القططي، أن حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين رفضت منذ البداية التدخل السعودي في اليمن ودعت إلى إنهاء الخلاف اليمني بين الأشقاء اليمنيين بالحوار والوفاق الوطني بناء على القواسم المشتركة اليمنية والعربية والإسلامية التي تجمع الشعب اليمني العربي الأصيل.

وقال د. القططي، أن الشعب اليمني المظلوم يدافع عن أرضه ووطنه ضد الغزاة العرب المدعومين صهيونياً، فنحن مع اليمن ضد العدوان السعودي والإماراتي المدعوم أمريكياً وإسرائيلياً، ونرى في جماعة (أنصار الله) جزء من محور المقاومة المُعادي للاستعمار الأمريكي والكيان الصهيوني، ونرى في النظامين السعودي والإماراتي جزء من محور التطبيع المتحالف مع الكيان الصهيوني، والمجازر اليومية التي تنفذها طائرات العدوان السعودي والإماراتي سترتد عليهم وتهدم عروشهم".

أما عن التطبيع، فيرى الدكتور القططي أن التطبيع كلمة مخففة عن العمالة للعدو الصهيوني، والوصف الحقيقي للتطبيع هو التحالف مع الكيان الصهيوني برعاية أمريكية.

وقال :” فهناك المحور الصهيوأمريكي يقابله محور المقاومة أو محور فلسطين، ولا يوجد وسط بينهما، فأما أن يكون العرب مع المحور الصهيوأمريكي أو مع محور فلسطين والأمة الذي بوصلته القدس وسلاحه موّجه ضد الكيان الصهيوني، ومحور العدو بوصلته تل أبيب وسلاحه موّجه ضد فلسطين والأمة".

وأضاف :" تبعات محور التطبيع على المنطقة العربية كارثية على الأنظمة الحاكمة المطبعة وشعوبها، وعلى القضية الفلسطينية والتضامن معها، ولكن التطبيع لا مستقبل له لأنه خيار أنظمة فاشلة وليس خيار الشعوب العربية التي ستلفظ هذه الأنظمة الحاكمة المُطبّعة ونخبها الفاسدة الموالية للعدو".

الملحمة الفلسطينية

وفيما يتعلق بالملحمة الفلسطينية الممتدة على طول فلسطين التاريخية دفاعاً عن الأرض والإنسان وكل القضايا الوطنية و المطلوب لاستمرارها حتى النصر، شدد د .القططي، أن الملحمة الفلسطينية الممتدة تثبت أن فلسطين من البحر إلى النهر واحدة بأرضها وشعبها وقضيتها.

وذكر أن هذه الوحدة تجلّت في معركة سيف القدس وكل الملاحم الوطنية، فالشعب الفلسطيني يتوّحد خلف القضايا الوطنية الكبرى الأرض والقدس والأسرى وغيرها".

وختم : الشعب الفلسطيني الصامد والمقاوم يستحق قيادة وطنية بحجم تضحياته الكبيرة، قيادة وطنية تقود الشعب الفلسطيني في كل فلسطين وخارجها، تتبنى طموحات وأهداف الشعب الفلسطيني، وتجسّد المشروع الوطني الفلسطيني وتفجّر طاقاته الكامنة وتصوّب بوصلته، قيادة وطنية تأخذ بيد الشعب الفلسطيني إلى بر الأمان وطريق الخلاص من الانقسام والاحتلال واللجوء".