قائمة الموقع

الاحتلال يواصل التصعيد في الضفة.. هل يصمد الهدوء؟

2022-01-23T12:55:00+02:00
صواريخ المقاومة
شمس نيوز - محمد أبو شريعة

تصاعدت الهجمة الإسرائيلية بحق الفلسطينيين في الضفة الغربية والقدس المحتلة؛ إذ شهدت الأسابيع الماضية سلسلة من الاعتداءات، والتي كان أبرزها ما تعرض له سكان النقب وحي الشيخ جراح.

وعلى إثر ذلك، تصاعدت عمليات الشباب الفلسطيني؛ إذ ارتفعت نسبة عمليات إطلاق النار من قبل المقاومين تجاه نقاط التماس مع جيش الاحتلال، والحواجز، وأماكن تجمع الجيش والمستوطنين؛ ردًا على ممارسات الاحتلال التي لا تشي بنية التهدئة لدى "إسرائيل".

ولأن المقاومة رسخت معادلة جديدة خلال معركة "سيف القدس" في مايو الماضي، مفادها أن ردهًا لن يقتصر على الاعتداءات الإسرائيلية بحق سكان غزة؛ إنما تشمل اعتداءات الاحتلال في مناطق الضفة والقدس والداخل، وصل مؤخرًا إلى "تل أبيب" وفد مصري، فيما وصل قطاع غزة السفير القطري محمد العمادي، وذلك في إطار جهود التوصل لتهدئة.

"إسرائيل" تعمل بحذر

وأمام ما تقدم، يرى كاتبان ومحللان سياسيان أن ما يجري في الضفة والقدس من تصعيد إسرائيلي هو استغلال للتغافل الدولي لهذه القضايا، ومحاولات إسرائيلية لاستغلال الانشغال الأمريكي والأوروبي في مفاوضات البرنامج النووي الإيراني، وأن "إسرائيل" تعمل بحذر، دون إثارة محفزات التصعيد مع المقاومة في قطاع غزة.

ويقول الكاتب والمحلل السياسي حسن عبدو: إن "ما يجري في الضفة الغربية، هو أن الاحتلال يرى في المرحلة الحالية مرحلة توسع استعماري، والبيئة الإقليمية والدولية تعطيه فرصة لذلك".

وأشار عبدو في حديث مع "شمس نيوز" إلى أن الاحتلال يعمل بشكل ديناميكي كبير لابتلاع الضفة وتهويد القدس، مبيِّنًا أن هذا هو مصدر التوتر في الضفة؛ حيث أن الأهالي هناك في حاجة للدفاع عن النفس.

ويتفق الكاتب والمحلل السياسي ذو الفقار سويرجو مع عبدو؛ إذ يرى أن ما تقوم به قوات الاحتلال في الضفة والقدس رغم فجاجة المظهر، إلا أنها تحاول عدم الوصول لتصعيد واسع، يجر المنطقة لمعركة مفتوحة مع المقاومة.

وقال: "إذا زادت الأمور عن حدها، أعتقد أن المقاومة لن تصمت إلى الأبد؛ لكن لديها حسابات متعلقة بذات الأسباب، خاصة فيما يتعلق بمباحثات فيينا".

ويعتقد سويرجو أن المقاومة تترقب نتائج الحوارات في فيينا، وإلى أين ستصل، حتى إذا ما كان هناك تفجير ألا يكون قطاع غزة وحيداً في هذه المعركة.

وأكمل حديثه "أي أنها تحاول كسب الوقت للوصول لمرحلة استيعاب المتغيرات في المنطقة، إذا ما ذهبت إيران لناحية التوقيع على اتفاق جديد مع الولايات المتحدة، أو الأمور ستذهب نحو التفجير".

الضفة ساحة مفتوحة

وفيما يتعلق بالضفة المحتلة، ذكر الكاتب والمحلل السياسي ذو الفقار سويرجو، أن الضفة تعد الساحة المفتوحة للمقاومة الفلسطينية، وتحاول اللعب فيها بشكل مفتوح؛ لتعطي نفسها استراحة المقاتل في قطاع غزة؛ لترقّب الأوضاع.

وقال سويرجو في حديث مع "شمس نيوز": "هناك تصعيد في الضفة ردًا على كل التجاوزات الإسرائيلية، إلى جانب تقوية البنية التحتية للمقاومة لناحية أننا في انتظار متغيرات هناك؛ نتيجة الضعف الكبير الذي تعاني منه السلطة، والنقمة الشديدة لدى الشارع الفلسطيني على أدائها، وتماهيها مع السياسة الإسرائيلية".

وأبدى الكاتب السياسي اعتقاده بأن ازدياد معدل العمليات الفدائية في الضفة الغربية مؤشر جيد في صالح المقاومة والقضية الفلسطينية، موضحًا أنه إذا ما غابت السلطة بشكل كامل عن المشهد، سيكون البديل هناك هو قوة المقاومة لا الفوضى.

المستوطنون أولا

وذهب سويرجو في قراءته للمعطيات الجديدة إلى أبعد من ذلك، معزيًا ارتفاع وتيرة الهجمة الشرسة للاحتلال في الضفة لعدة أسباب: أولها أن حكومة الاحتلال تسعى لإظهار نفسها في مشهد اليمين المتطرف، الذي يمارس ما يمليه عليه المستوطنون في الضفة الغربية، في محاولة لإرضائهم.

وأشار الكاتب السياسي إلى، أن السبب الثاني هو التخوفات من انهيار الحكومة سيما بعد إبعاد نتنياهو عن المشهد، وقبوله بما يسمى بصفقة العار التي من خلالها يستطيع فتح النار عليها، في إطار توحيد قوى اليمين في حكومة يمينية خالصة، تستبعد قوى الوسط واليسار والعرب.

وأضاف "لذلك هي تحاول أن تكون أكثر تطرفًا من نتنياهو، ولا تدع لأعضاء الليكود في الكنيست لاستغلال هذه النقطة والتحريض عليها".

أما السبب الثالث برأي سويرجو هو الضوء الأخضر الأمريكي للتستر على هذه الممارسات من خلال صفقة لإسكات "إسرائيل" عن قيامها بأي تصرفات خارجة عن التنسيق بما يتعلق بالملف النووي الإيراني، في ظل استمرار مباحثات فيينا، وعدم التوصل لنتائج واضحة حتى اللحظة.

صواعق التفجير

وعن احتمالات التصعيد، ذكر الكاتب سويرجو أن المقاومة تعطي نفسها مزيدًا من الوقت، رغم أن صواعق التفجير أصبحت واضحة، خاصة فيما يتعلق باستمرار الحصار وزيادته على قطاع غزة وملف الأسرى والقدس والاعتداءات المستمرة ضد الضفة الغربية.

وبالعودة إلى الكاتب عبدو، فتوقع تصاعد الرد الفلسطيني عبر المقاومة بشكل أوسع، مشيرًا إلى، أن الهدوء والعودة إلى التوتر مرتبط ارتباطًا جذريًا في حركة الاعمار بعد العدوان الأخير على قطاع غزة، في مايو الماضي.

وتابع عبدو "حتى الآن لا يوجد مسار قوي لإدخال المواد الأساسية للإعمار، هناك تعثر واضح في هذا المسار، وهو ما يدفع للتوتر على المستوى الشعبي، بالإضافة إلى أن الهدوء هو مطلب إقليمي وإسرائيلي، والمقاومة لا يمكن أن تقدم الهدوء في ظل الحصار والمماطلة في برنامج الاعمار، خاصة وأن الاحتلال يربط ما يجري في الضفة بهذا المسار".

وبيَّن أن ما سبق يضع المسؤولية كبيرة على الفصائل، وممكن أن يدفع للعودة إلى التوتر مجددًا؛ لذلك الهدوء واستمراره مرتبط ارتباطًا كبيرًا في الحصار، والدفع في برنامج فك الحصار بشكل أكبر.

اخبار ذات صلة