غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

التلازم السلطوي الصهيوني يأخذ مداه

خالد صادق.jfif
بقلم/ خالد صادق

محاذير كبيرة يخشاها الاحتلال الصهيوني جراء فعاليات الارباك الليلي الذي تشهده بلدة بيتا قضاء نابلس، فرغم المحاولات الصهيونية المتكررة لوقف هذا الحرك الشعبي السلمي، الا ان كل محاولات الاحتلال باءت بالفشل، فلا قتل المتظاهرين او اصابتهم او اعتقالهم اثناهم عن مواصلة حراكهم في بلدة بيتا, ولا محاولات الاحتلال الشكلية بالانسحاب من بعض المناطق والتلال التي احتلها المستوطنين الصهاينة اقنع المنتفضين بوقف الحراك، الذي تحول الى ثقافة للمنتفضين وفعل وطني لا يمكن وقفه مهما كان حجم الضغط الا بزوال أسبابه, والذي يعني جلاء الجنود الصهاينة وقطعان المستوطنين عن البلدة بأكملها, وإزالة كل البؤر الاستيطانية التي زرعوها بالبلدة, وعندما ايقنت الحكومة الصهيونية انها غير قادرة على وقف فعاليات الارباك الليلي, قررت ان تلجأ الى البديل وهو السلطة الفلسطينية بأجهزتها الأمنية, فكان لقاء وزير الحرب الصهيوني بيني غانتس برئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس وبحضور وزير الشؤون المدنية حسين الشيخ, والذي اطلق على هذا اللقاء "المخزي" اسم "لقاء الابطال", ثم تبعه لقاء اخر جمع بين مدير المخابرات الفلسطينية ماجد فرج مع ما يسمى بوزير الخارجية الصهيوني المجرم يائير لابيد, واعلن وزير الحرب بيني غانتس ان لقاءه بعباس هو لقاء امني صرف يهدف لمنع انتفاضة في الضفة وافشال أي عمليات فدائية ينفذها الفلسطينيون ضد الاحتلال الصهيوني.

لقد تم التوافق على الخطوات لإفشال أي حراك في الضفة الهدف منه النيل من الاحتلال الصهيوني ومن هذه الخطوات التي اجمع عليها الطرفان خلال لقاء الابطال الذي جمع البطل محمود عباس بالبطل بيني غانتس.

أولا: زيادة وتيرة التنسيق الأمني بين السلطة الفلسطينية والاحتلال الصهيوني بحيث يتواصل الطرفان بشكل دائم ومستمر ومكثف ويتبادلا المعلومات أولا بأول، وينسقا التحركات فيما بينهما بشكل دائم لضمان احباط أي حراك شعبي او أي فعل فدائي ضد الاحتلال، وتسخير المزيد من القدرات التكنولوجية والبشرية والرقابية بكثافة.

ثانيا: ملاحقة واعتقال كل من يشتبه بانه يقوم بنشاط شعبي سلمي او فدائي حيث شرع الاحتلال الصهيوني بحملة اعتقالات في الضفة والقدس، وتزامن ذلك مع حملة اعتقالات تقوم بها أجهزة امن السلطة الفلسطينية ضد فلسطينيين تابعين لفصائل المقاومة خاصة من أنصار حركتي حماس والجهاد الإسلامي.

ثالثا: وقف حراك الشباب الفلسطيني الثائر في بلدة بيتا ووقف فعاليات الارباك الليلي في البلدة، فأقدمت إسرائيل بفعل اجرامي على قتل فلسطينيين سلميين مشاركين في فعاليات الحراك الشعبي والارباك الليلي في بيتا وقتل فلسطينيين على الحواجز العسكرية لمجرد الشبهة، بينما أقدمت أجهزة امن السلطة على اعتقال رموز حراك بلدة بيتا ومنهم القيادي المحرر الشيخ عبد الرؤوف الجاغوب وعدد من الشبان في بيتا، والهدف هو افشال الحراك ومنع الشارع الفلسطيني في الضفة من الانفجار.

رابعا: التغاضي عن جرائم المستوطنين بالقتل والدهس للفلسطينيين بهدف بث الرعب والخوف بين الفلسطينيين في المناطق المحيطة بالمستوطنات، فما حدث مع الشهيد الثمانيني عمر اسعد الذي اغتاله الجيش النازي الصهيوني، وما حدث مع المسن سليمان الهذالين الذي دهسه مستوطن صهيوني، لم تقف عنده السلطة ومر مرور الكرام وهو يحمل رسالة باستباحة دماء الفلسطينيين وازهاق ارواحهم دون حسيب او رقيب.

خامسا: التشويه الدائم لفصائل المقاومة الفلسطينية وتحديدا حركة حماس، وإظهار معاناة الفلسطينيين في قطاع غزة على ان حماس هي الراعية الرسمية للمعاناة، وكأن السلطة لا تمارس أي عقوبات على قطاع غزة، ولا تحرض على غزة داخليا وخارجيا، وهي تدين باستمرار أي فعل مقاوم لأجل إرضاء الاحتلال الصهيوني.

إصرار السلطة على المضي تلازما مع "إسرائيل" لتضييق الخناق على الشعب الفلسطيني لا مبرر له, ولا يمكن تفسيره الا بانه تلاقي للمصالح المشتركة بينهما, وهى مصالح غير مرتبطة بمصلحة الشعب الفلسطيني, انما هي مرابطة بمصالح شخصية وحسابات خاصة, فهناك من ينتظر ان يخلف رئيس السلطة في منصبه, وهناك من ينتظر ان بصبح عضو للجنة المركزية لمنظمة التحرير الفلسطينية, وهناك من ينتظر ان يصبح رئيسا للمجلس الوطني الفلسطيني خلفا لسليم الزعنون وهناك من يرغب بتعزيز ثقته في عضوية اللجنة المركزية للمنظمة بعد ان نافسه البعض على عضويتها, لقد أصبحت المصالح الخاصة والمكاسب الشخصية هي الهدف لهؤلاء, وبات الشعب الفلسطيني في أواخر اهتماماتهم, انهم يصفون اللقاءات الخيانية والتنسيقية بانها "لقاءات ابطال" لأنها تحقق لهم مكاسب ذاتية, انها لا تعمى الابصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور.

"جميع المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي "شمس نيوز".