أكد القيادي في حركة الجهاد الإسلامي الدكتور أحمد المدلل أن عملية بيت ليد جاءت في لحظة حرجة مرت بها القضية الفلسطينية، حيثُ كانت ستضيع فلسطين بعد اتفاقية أوسلو التي اعترفت من خلالها منظمة التحرير بالاحتلال الإسرائيلي وأعطته الشرعية على أرض فلسطين، وعملت على تثبيت أركانه وضياع الحق الفلسطيني.
جاء ذلك خلال كلمة القيادي المدلل في فعالية نظمتها لجنة الفعاليات للإطار النسوي بحركة الجهاد الإسلامي إقليم خانيونس بعنوان "عملية بيت ليد الكابوس الذي يقض مضاجع اسرائيل والجيش المزعوم".
وأوضح المدلل أن العملية حققت نتائج كبيرة وقيمة ونجاحاً باهراً بزلزلة أركان الكيان الصهيوني، وأثبتت هشاشة منظومته الأمنية؛ عندما اخترق الاستشهاديان صلاح شاكر وأنور سكر كل الحواجز الأمنية والعسكرية الصهيونية ليصلا إلى منطقة عسكرية تعج بالضباط والجنود الصهاينة الذين يتجهزون للانطلاق لارتكاب الجرائم ضد أبناء شعبنا في الضفة وغزة.
وقال: "لأول مرة يُقتل ويُجرح هذا الكم من جنود وضباط، أربعة وعشرون جندياً وضابطاً قُتلوا وجُرح ما يقارب الثمانون، وعندما سُئل رابين عن عدم استطاعته منع العملية البطولية كان ردّه: "أناسٌ جاءوا من أجل أن يموتوا كيف يمكن لي أن أمنعهم عن الموت"، وقد أخذ من لحظتها بنفسه قرار اغتيال المؤسس الأمين العام الدكتور فتحي الشقاقى، الذي أعلن مسؤولية حركته عنها ومن ثُم قام عناصر من الموساد باغتياله في مالطة.
وأضاف: "عملية بيت ليد مثلت أسطورة تحدي استطاع أبطالها صناعة رعب حقيقي فى قلب الكيان الصهيوني، بفضل الإيمان والإخلاص والجرأة والإرادة الذي كان يحمله أولئك المجاهدون الأطهار الذين أشرفوا على التخطيط المتقن والمدروس والتنفيذ الفذ، عندما يتقدم أولاً الشهيد أنور ويقتل ويجرح العديد من الجنود الصهاينة وينتظر الشهيد صلاح حتى يتجمع الجنود الآخرون مفزوعين، وبعد ثلاث دقائق يفجر جسده لاحقاً بصاحبه نحو الشهادة.
وبين المدلل أن عملية بيت ليد أكدت أن إرادة مجاهدي فلسطين قادره على صنع المستحيل في مقاومة الاحتلال، مبيناً أنها جاءت بهذه القوة وهذا التأثير على العدو نتيجة الإخلاص والإيمان العميق المغروس في قلوب القائمين والمنفذين لهذه العملية، الذين تربوا في مدرسة الجهاد الإسلامي على القرآن وسنة وسيرة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
وأشار إلى أن أهم مرتكزات حركة الجهاد الإسلامي أن جهادنا نبتغي به مرضاة الله حتى يكون مقبولاً من الله وحتى يوفقنا الله لتحقيق أهداف شعبنا وتحرير كل فلسطين.
ولفت إلى أن الاستشهاديين أنور سكر، وصلاح شاكر، كانا في ريعان شبابهم وتربوا منذ نعومة أظفارهم في مدرسة الإيمان والوعي والثورة التى غُرست فى قلوبهم وعقولهم حب فلسطين أرض الله المباركة، وضحوا بأرواحهم فداءً للإسلام وفلسطين.
وأكد المدلل أن هذا الوعى الذي انطلقت به حركة الجهاد الإسلامي ولا زالت تمارسه جهادً ومقاومة هو الذي انعكس على طرحها السياسي ومواقفها الثابتة، الذي يشهد لها الجميع بتوازنها وصوابيتها، ومن أطهر المواقف التي يتم طرحها على الساحة السياسية الفلسطينية؛ أثبتت مصداقيتها عندما ربطت بين الإسلام كمنطلق وفلسطين كهدف والجهاد والمقاومة كوسيلة، وأكدت أن مهمتها إشعال جذوة المقاومة على أرض فلسطين واستمرار الاشتباك مع الاحتلال الصهيوني حتى يتم دحره عن أرضنا.
وأوضح أن العدو الصهيوني اعتقد أن بعد اغتيال الدكتور فتحي الشقاقي سيجتث شجرة الجهاد الإسلامي، وقد صدر عن بعض المنظرين والساسة الصهاينة قولهم أننا درسنا عقليات القادة الفلسطينيين فوجدنا أننا قد نلتقي مع بعضهم في منتصف الطريق، لكن عندما درسنا ما يطرحه الدكتور فتحى وجدنا أننا لن نلتقي معه لا في أول الطريق ولا منتصفه ولا أخره.
وأشار المدلل أن معركة سيف القدس كانت دليلاً قوياً، ومعركة صنعت معادلات جديدة وقوية جداً، بالإضافة لعملية نفق الحرية التي قادها الأسير البطل محمود العارضة الذي هز الكيان الصهيوني بعقله المفكر المدبر المنفذ، هو ورفاقه الخمسة، ولا ننسى الشهيد القائد بهاء أبو العطا الذي كان يمثل رعباً حقيقياً للكيان الصهيوني.
