قائمة الموقع

عبثاً تحاول لا فناء لثوار بيتا

2022-01-24T10:40:00+02:00
بيتا.jpg
قلم/ عبد الرحمن علوان

"إذا أراد الاحتلال حرباً فنحن لها" شعارٌ أطلقه ثوار بيتا جنوب نابلس للإعلام، وطبقوه فعلياً على في دفاعهم عن جبل صبيح، حتى بات الجميع يعرفهم ب(حراس الجبل)، وبصدورهم العارية وإمكاناتهم المتواضعة وبحبهم لأرضهم واجه الثوار ترسانة ما يعرف زوراً ب(الجيش الذي لا يقهر)، قهروه بإصرارهم، فلم يثنهم ارتقاء الشهداء، ولا نزيف الجرحى، ولا حتى الاعتقالات.

لم يغلق ملف ثوار بيتا عن طاولة التنسيق الأمني منذ انطلاق فعاليات الدفاع عن الجبل، فحماية "إسرائيل" وإفشال تجاربٍ يحتذى بها فلسطينياً كبيتا وكفر قدوم وبيت دجن، كانت أهم ما تمّ تناوله في لقاء عباس_ غانتس في بيت الأخير قرب "تل أبيب"، وتم ترجمة بعض بنود اللقاء فعلياً فجر الجمعة باعتقال أبرز الثوار الفاعلين والموجهين في بيتا.

إدانات شعبية وفصائلية لاعتقال السلطة الفلسطينية للشيخ عبد الرؤوف الجاغوب أحد قادة الجهاد الإسلامي وقادة الشباب الثائر في بيتا، مع بلال حمايل، معتصم دويكات رموز المقاومة الشعبية التي برزت خلال الشهور الماضية والرافضة للاستيطان واستيلاء الاحتلال الصهيوني على أراضيها، لتشكل بذلك طعنة في خاصرة المقاومة الشعبية، وخطوة فعلية لإجهاض هذه التجربة النضالية.
حملات الاعتقال السياسي والضربات التي تنفذها السلطة لنشطاء حماس والجهاد الإسلامي خاصة في الضفة الغربية زادت وتيرتها بعد معركة سيف القدس حتى هذه اللحظات، وقد وثقت لجنة أهالي المعتقلين السياسيين في الضفة خلال العام 2021 أكثر من (2578) انتهاكاً ارتكبتها السلطة، وطالت طلبة جامعيين وأسرى محررين، ونشطاء من الأطياف والتوجهات كافة، لأسبابٍ سياسية بحتة، دون الالتفات لأي رد فعل شعبي، ولا حتى أخذ أي اعتبار وطني، فماذا تحصد السلطة من هذه الأفعال؟

بالعودة لإصرار ثوار بيتا الذي يحاول الاحتلال بنفسه وأدواته اجهاض تجربتهم النضالية، لنرجع بذاكرة التاريخ لعام 1988 حينما تصدت بيتا لقطعان المستوطنين في جبل العُرمة شرقاً واستشهد 3 شبان وجُرح العشرات من أبنائها.

كان إسحاق رابين حينها رئيساً لحكومة الاحتلال، وقرر فرض حصار على القرية بأكثر من 40 آلية عسكرية ثقيلة ومئات الجنود، وشاركت 5 طائرات في مطاردة الشبان الفارين بالجبال.

وخلال المعركة الدفاعية التي خاضها ثوار بيتا، اعتقل الاحتلال 250 من أبناءها، وأصدر بحق عددهم منهم قرارات إبعاد، بينما استخدم جنوده سياسة "تكسير العظام" عند اعتقال بعض الشبان، وهدموا 17 منزلاً بالكامل، ولم يثنهم ما سبق عن مواصلة نضالهم، ولم يطفئ التنكيل شعلة ثورتهم، لماذا؟ بكل بساطة إنهم أصحاب الأرض.

ابتدع حراس الجبل أساليب دفاعية جديدة في مرحلة دفاعهم عن جبل صبيح كما العرمة، فقد شكلوا وحدات مقاومة جديدة احتذت ببعضها من تجربة مسيرات العودة في غزة، كمجموعات "الكوشوك"، و"الارباك الليلي"، و"المشاعل"، بالإضافة لوحدة "البناشر" المتخصصة بإعطاب الآليات العسكرية الإسرائيلية، و"وحدة الأبواق والليزر والرصد والمراقبة"، وكلها تسعى إلى إرباك الاحتلال واستفزازه، وعدم تحقيق أي استقرار له في البؤرة الاستيطانية، حتى أصبحت بيتا أيقونة وتجربة نضالية يحتذى بها عند باقي القرى التي تواجه الاستيطان.

وختاماً، وبعد استعراضٍ موجز لتجربة ثوار بيتا، اللذين واجهوا الاحتلال والاستيطان، وقدموا الشهداء والجرحى والأسرى خلال ما يقارب التسعة أشهر ولا يزالون في سبيل دفاعهم عن أرضهم السليبة، نطرح سؤالاً تهكمياً، هل ستنجح اتفاقيات الاحتلال مع السلطة بوأد التجربة النضالية في بيتا، بعد فشل الاحتلال نفسه؟

اخبار ذات صلة