غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

الأمم المتحدة وحوار "الإبادة الجماعية"

خالد صادق.jfif
بقلم/ خالد صادق

في إطار محاربتها للإبادة الجماعية تبنت الجمعية العامة للأمم المتحدة بالتوافق الخميس قرارا غير ملزم اقترحته «إسرائيل» يدعو جميع الدول إلى محاربة إنكار ما اسموه ب «محرقة اليهود» في الحرب العالمية الثانية ومعاداة السامية وخصوصا على وسائل التواصل الاجتماعي. وتمت صياغة النص غير الملزم قانونيا لكنه يرتدي أهمية سياسية كبيرة، بمساعدة ألمانيا. وقد رعته 114 من الدول الـ 193 الأعضاء في الأمم المتحدة. وأعلنت إيران رسميا معارضتها للنص مؤكدة أنها «تنأى بنفسها» عنه, وعلى ما يبدو ان الأمم المتحدة تنتقي الإبادة الجماعية لأنها ترتدي منظوراً إسرائيلياً بحتاً, فهي ترى اسطورة المحرقة التي أودت بحياة ستة ملايين يهودي كما يزعمون, ولا ترى المجازر التي يرتكبها الاحتلال الصهيوني المجرم في دير ياسين وكفر قاسم ومذبحة خانيونس 56 ومذبحة بحر البقر في مصر ومذبحة قانا في بيروت, والمذابح الجماعية شبه اليومية التي تنفذها طائرات الاحتلال الصهيوني في سوريا ضد مدنيين عزل, والمذابح التي ترتكب في قطاع غزة, والتي أبادت فيها عائلات فلسطينية بأكملها, ولا ترى القتل العمد والاغتيال والتصفية للفلسطينيين على الحواجز العسكرية, ولا ترى الحصار الصهيوني المفروض على اكثر من مليوني فلسطيني في قطاع غزة, حيث حكم الاحتلال عليهم بالموت البطيء وحاصر القطاع من كل مداخله وحوله الى سجن كبير في سابقة لم يشهدها التاريخ من قبل.

الأمم المتحدة ترى ما تريد ان تراه هي, وبعين واحدة فقط, اما العين الأخرى فهي موهوبة «لإسرائيل» فما تراه «إسرائيل» تراه الأمم المتحدة, وما لا تراه «إسرائيل» لا تراه الأمم المتحدة, وقد اصبح الفجور في المواقف الأممية مباحا, وباتت الأمم المتحدة محكومة بقانون الغاب «القوي ياكل الضعيف» ولم تعد مقتنعة للناس نظرا لمواقفها المنحازة دائما لقوى البغي وعجزها عن القيام باي دور للدفاع عن الشعوب المستضعفة والتي تعاني القهر والتسلط والقتل, ولا تستطيع الأمم المتحدة حتى ان تحمي قراراتها التي اقرتها خوفا من «إسرائيل» والإدارة الامريكية وحلفائهما, القرار الاممي ينص على «رفض أي إنكار كلي أو جزئي لتاريخية المحرقة، وإدانته بلا تحفظ». وهو «يحث بشدة جميع الدول الأعضاء على رفض أي إنكار أو تشويه للمحرقة كحدث تاريخي، من دون تحفظ», اذا علينا كأمة وشعوب ان نتبنى اسطورة المحرقة كما يرويها الصهاينة دون تحقيق او بحث او تفنيد, «فإسرائيل» صنعت الأسطورة حتى تكسب تعاطف العالم, وقد نجحت ايما نجاح في ذلك, فأمريكا وألمانيا وفرنسا وبريطانيا ودول العالم تكفر عن ذنبها تجاه «إسرائيل» وتدفع لها مليارات الدولارات حتى الآن, وتدعمها سياسيا وعسكريا, وتساعدها على التغول على الفلسطينيين والعرب والمسلمين في كل مكان, وتحميها من أي ملاحقة قانونية, وتدفع عنها أي اذى, وتتقرب اليها بقربان فلسطين وكأن علينا نحن ان ندفع الثمن .

اذا كانت أوروبا تعتقد أنها أجرمت في حق اليهود, وقامت بقتل الملايين منهم كما يزعمون, فلماذا ندفع نحن الفلسطينيين والعرب والمسلمين الثمن, وهل يعقل ان نكون نحن القربان الذي يقدمه العالم «لإسرائيل», فالمحرقة ليست صنيعة العرب والمسلمين باعتراف اليهود انفسهم, لكنها صنيعة الغرب الصليبي والشيوعيين فلماذا نكون نحن القربان, هذا لو سلمنا بحقيقة المحرقة, ولماذا تشرع الكنيسة لليهود استباحة ارضنا والسيطرة عليها وتحملنا نحن المسلمين مسؤولية معاناة اليهود حول العالم, هل التقت المصالح اليهودية الصليبية وتوافقت على التكالب على المسلمين, وهل باتت الأمم المتحدة والمؤسسات الحقوقية والدولية احدى الوسائل الهامة لتوجيه أصابع الاتهام للمسلمين, والتي متى سيبقى الصمت ملازما للمؤسسات الدولية الحقوقية والإنسانية تجاه ما يرتكبه الصهاينة من جرائم ومجازر بشعة ضد شعبنا الفلسطيني وامتنا العربية والإسلامية, «إسرائيل» بجبروتها ودعمها المطلق من كل قوى الشر في العالم وعلى رأسهم الأمم المتحدة تضرب في فلسطين وسوريا ولبنان وليبيا واليمن والعراق والسودان, وتتدخل في الحرب السعودية على اليمن, وتتدخل في الأوضاع الداخلية للسودان, وتتدخل فيما يحدث في الامارات العربية المتحدة التي تتعامل معها على انها دولة تحت الوصاية الإسرائيلية, وتتدخل فيما يحدث في العراق من خلال استهداف المقاومة العراقية ضد الاستعمار الأمريكي.

ما يسمى بوزير الخارجية الصهيوني يائير لابيد ونظيرته الألمانية أنالينا بيربوك اشادا في بيان مشترك باعتماد القرار معتبرين أن ذلك دليل على أن المجتمع الدولي «يتحدث بصوت واحد» في هذه القضية، ونحن نتساءل اين صوت المجتمع الدولي فيما يحدث في فلسطين، ولماذا كل هذا الصمت المريب عن جرائم الاحتلال بحق شعبنا، ام ان المجتمع الدولي بات العوبة في يد «إسرائيل» والإدارة الامريكية ولا يملك من قراره شيئاً. السفير الصهيوني لدى الأمم المتحدة جلعاد إردان وصفه بـ «القرار التاريخي» مشيرا إلى أنه «ثاني نص يطرح بمبادرة من «إسرائيل» وتتبناه الجمعية العامة» للأمم المتحدة، وهذا معناه ان هناك قرارات أخرى ستقرر لاحقا.

"جميع المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي "شمس نيوز".