كان يمكن أن يتقبل أي مشاهدٍ أو قارئ أو مستمع تلقى خبرًا مفاده أن معرضاً فنياً في "تل أبيب" أو واشنطن يسخر من الزعيم الراحل ياسر عرفات (أبو عمار)؛ لكن أنْ يكون ذلك المعرض وسط رام الله، فهذا أمر مدعاة للغضب والاستنكار والرفض.
المعرض الذي يحمل رسومات كاريكاتورية افتتحه رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية، يوم أمس الأحد، معرض كاريكاتير "فلسطين وياسر عرفات" في قاعة المعارض بمتحف ياسر عرفات في رام الله، بحضور رئيسة لجنة المتحف، عضو مجلس إدارة مؤسسة ياسر عرفات، انتصار الوزير.
وعبر المواطنون عن رفضهم لنشر رسومات كاريكاتورية تسيء للراحل ياسر عرفات، وترجموا رفضهم لتلك الرسومات الساخرة عبر خلعها من الجدران، وإزالتها من المعرض، مع مطالبتهم بمحاسبة القائمين على المعرض الذي يسيء للرموز والثوابت الفلسطينية.
أعلن متحف ياسر عرفات، مساء يوم الاثنين، عن إزالة رسمات كاريكاتيرية في معرض (فلسطين وياسر عرفات)، وذلك بعد تهديد جدي من حركة فتح إقليم رام الله والبيرة، وسط الضفة الغربية المحتلة.
وخضع المتحف لتهديدات إقليم فتح، قائلا "ومع ذلك فقد قمنا بمراجعة كل الرسومات المعروضة، وقد قمنا بإزالة كل الرسومات التي لم تلق تفهماً من الرأي العام الفلسطيني".
استنكر الدكتور أحمد حسني، أمين سر مفوضية الإعلام بحركة فتح ساحة غزة، معرض الصور الساخر الذي استهدف الرمز الوطني ياسر عرفات.
وأكد، على مكانة ياسر عرفات التي يجب تقديرها وتجنب الإساءة لها، فعرفات شخصية رمزية للشعب الفلسطيني.
وقال حسني: "الإساءة لرمز شعبنا ياسر عرفات، من خلال معرض صور كاريكاتيرية ساخرة برعاية السلطة، هو إسفاف جديد، وانحدار قيمي وأخلاقي ووطني، وتعبير نفسي عن الشعور بالنقص والضآلة أمام هذا الهرم الشامخ الذي تنكروا لمسيرته وإرثه وتاريخه ونهجه".
بدوره، أدان القيادي في حركة الجهاد الإسلامي أحمد المدلل عرض رسوماتٍ كاريكاتورية في معرض فني في رام الله تسخر من الرئيس الراحل ياسر عرفات، معتبراً إياها "استفزازاً لمشاعر الفلسطينيين، واستخفافاً بالشهداء".
وعددَ المدلل خلال حديث مع وكالة "شمس نيوز" الإخبارية مآثر ومناصب الشهيد ياسر عرفات، إذ قال: "أبو عمار شخصية وطنية عُرِفتْ فلسطين من خلاله، وكان رمزاً للقضية الفلسطينية أمام العالم، وما تزال هذه الرمزية تعيش بين الناس".
وعن إرث أبو عمار النضالي أوضح المدلل، أن أبو عمار كان رجلاً وحدوياً وقائداً وطنياً، مبيناً أن الإساءة له بهذه الصور هي إساءة لإرثه المقاوم، مستذكراً تأسيسه لكتائب شهداء الأقصى؛ عندما أدرك أن الاحتلال الإسرائيلي لن يعطي الفلسطينيين شيئاً من حقهم.
وطالب المدلل بملاحق ومعاقبة كل من شارك في هذا العمل المسيء لشخصية الراحل عرفات، مشدداً على أنه لا يجب أن تمر هذه الحادثة مرور الكرام؛ لأن إرث أبو عمار الوطني لا يزال مغروساً في قلوبنا.
من جانبه، قال حسام بدران، رئيس مكتب العلاقات الوطنية وعضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، "الرسومات الكاريكاتورية المسيئة لياسر عرفات هي عمل مدان ومستنكر ومرفوض".
وأضاف بدران في تصريحٍ وصل "شمس نيوز": هناك ثوابت ورمزيات فلسطينية يحظر المساس بها أو التقليل من شأنها، وفي مقدمتها الشهداء والأسرى والمقاومون.
وتابع: "أن تأتي هذا الإساءة وسط رام الله، وبرعاية رسمية، فهذا خطأ أكبر يتطلب معه محاسبة القائمين عليه".