رحل اليوم رجل عشق المقاومة والنضال والكفاح والمطاردة والاختفاء والعمل السري منذ نعومة أظفاره منذ اغتصبت فلسطين كل فلسطين، على يد العصابات الصهيونية التي جاءت لتحل محل شعبا منغرسا في أرضه وطنه وحقه التاريخي.
بدران جابر الفدائي الأول ومن الخلايا الأولى للفدائيين التابعين لحركة القوميون العرب والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، التي اسسها الحكيم والأمين العام الرفيق جورج حبش.
شكل بدران جابر مع مجموعة من المناضلين مجموعات عسكرية، ومنهم المناضل الراحل عبد الرحيم جابر.
بدران جابر من الأوائل الذين دخلوا السجون والمعتقلات وأسس الحركة الوطنية في السجون، خاضت عدة نضالات فردية وجماعية ومعارك وإضرابات عن الطعام، وقد أمضى سنوات طوال في الاعتقال الإداري.
آخر مرة إلتقينا في الأسر في سجن عوفر القريبة من مدينة رام الله المحتلة عندما قام الاحتلال الصهيوني بحملة اعتقالات واسعة ضد قواعد الجبهة الشعبية وأنصارها، بعد أن نفذت مجموعة عسكرية تابعة للجبهة عملية (عين بوبين) وقد قتل فيها مجندة صهيونية.
كان في قسم 16الذي يضم أسرى حماس والجبهة الشعبية كان اللقاء يوم الجمعة، وكنت ذاهبا للخطابة في قسم 15الذي يضم أسرى من فتح والجهاد الإسلامي، قال لي يا رفيق يا مجاهد ثائر أرجوك أعلي صوتك حتى نسمع خطبتك ونحن في داخل الغرف.
بدران جابر الحاضر في المناسبات والفعاليات والأنشطه الناقد المعارض المنتقد لسياسة التفرد والاستئثار في داخل منظمة التحرير الفلسطينية كان وطنيا يؤمن بالعمل الجماعي والوحدَوي كان محاورا يتقن لغة الإقناع وإثبات وجهة نظره.
بدران جابر عندما في الاعتقال الإداري في التسعينات خرجنا نصرة له وقد كنت شابا يافعا متحمسا، حملت صورته وصورة المناضل أبو رفعت نعيرات من ميثلون قضاء جنين هنفت يا بدران يا جابر أنت مناضل وفي القلب حاضر.
بدران جابر في إضرابات التي خاضها نخبة من أسرى الجهاد الإسلامي بالخصوص كان أبوغسان المشارك والمدافع والقريب من عوائلنا، انتصر لخضر عدنان ولثائر حلاحله رابطه في خيمة الاعتصام التي إقامها أهل الأسير أنذاك والمضرب عن الطعام رفضا للاعتقال الإداري ثائر حلاحله كان محبا لنا ولمواقفنا رغم اختلاف الأفكار والايدلوجية والانتماء الحزبي، والتنظيمي صحيح كان قائدا في الجبهة الشعبية وممثلها في القوى الوطنية في الخليل، ولكنه يدافع عن مواقف الجهاد الإسلامي بالتحديد وقد طلب أن يكون هناك تمثيل للجهاد في لجنة القوى والفصائل رغم اعتراض البعض على ذلك.
بدران جابر والد الأسرى والمحررين وزوجته المناضل أم غسان التي دعتني بعد الإفراج عني من السجن في عام 2012م فكانت تسكن بيتا متواضعة بسيطا مقابل لمدرسة بن رشد، وقد قدمت لي أكلة الباذنجان الأسود وقد حدثتني هي وأبو غسان كيف آوت واخفت المطادر المجاهد وقائد عملية وادي النصارى _زقاق الموت الأسير الان ابن سرايا القدس نور جابر _أبوعبد الرحمن الذي كان بدران جابر يوفر له ما يلزم من طعام وشراب وملابس.
بدران جابر لم يكن ملك للجبهة الشعبية بل كان للوطن والمواطن والعمال والمرأة
لقد فقدنا أخ ورفيق درب وقيد وعنيد ومدافع ومقاتل شرس
إننا نعزي أنفسنا وأهلنا في عائلة جابر ومحافظة الخليل َقراها وكل المناضلين والاحرار وقيادة الجبهة الشعبية والأسرى في السجون.
رحم الله الرفيق والصديق.
رحم الله الأسير والمحرر.
رحم الله أبو غسان.
الحرية لأبنائه الأسرى
والتعازي للأم المناضلة أم غسان