صدر حديثاً عن دائرة العمل والتخطيط في منظمة التحرير الفلسطينية كتاب "تجربة الثورة الفلسطينية بين الكفاح المسلح والنضال السياسي والدبلوماسي" لمؤلفه الكاتب والباحث د. منصور أبو كريم، والذي يأتي ضمن سلسلة تعمل على توثيق مختلف الإنجازات الوطنية العائدة لثورة الفلسطينية المعاصرة وفصائل منظمة التي تنوعت تجربتها بين العمل المسلح والعمل السياسي.
وقدم الباحث تأصيلًا لمفهوم المقاومة في القانون الدولي وأوضح جذور المقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال البريطاني، وبين أهم الأساليب والوسائل التي استخدمها الشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال البريطاني والمشروع الصهيوني في فلسطين على مدار تاريخ تطور النضال الوطني الفلسطيني.
تناول الباحث في الفصل الأول مفهوم المقاومة بين القانون الدولي والفكر السياسي، وحاول الباحث تقديم مدخل تأصيلي للفكر السياسي والمقاومة في القانون الدولي في تأكيد منه على مشروعية حركة النضال الوطني الفلسطيني، كما تناول تجربة المقاومة الفلسطينية قبل نكبة العام 1948، وهي تجربة شهدت ولادة الحركة الوطنية الفلسطينية وبروز الهوية الوطنية الفلسطينية، كما استعرض تجربة المقاومة الفلسطينية بعد قرار التقسيم رقم (181) عام1947م ، وهي جهود قامت بها قوى عربية وفلسطينية حاولت إشغال الاحتلال الإسرائيلي رغم ضعف إمكانيتها، مثل تجربة كتائب مصطفي حافظ وكتائب الفداء العربي التابعة لحركة القومين العرب.
واستعراض في الفصل الثاني تجربة منظمة التحرير الفلسطينية وفصائلها اليسارية والقومية في الكفاح المسلح والنضال السياسي، وهو فصل غني بالتنوع الفكري والأيديولوجي والسياسي والعسكري مثل تنوع تجارب فصائل منظمة التحرير الفكرية والأيديولوجية.
بينما خصص الباحث الفصل الثالث لتجربة المقاومة والعمل السياسي لدى حركة فتح، باعتبارها كبرى فصائل الثورة الفلسطينية، وتناول فيه ماهية الحركة ونظريتها السياسية، وتجربها في الكفاح المسلح والإستراتيجية العسكرية، وسعى الباحث في هذا الفصل تقديم تصور كامل عنها وفكرها السياسي، وأدائها العسكري خلال بدايات انطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة.
وسعى الباحث في الفصل الرابع توضيح أسباب انتقال الثورة الفلسطينية من الكفاح المسلح للعمل السياسي والدبلوماسي، عبر استعراض مواقفها من قرارات الشرعية الدولية ومشاريع التسوية السلمية، كما استعرض أبرز مراحل تحولات فكرها السياسي من المقاومة للتسوية، عبر استعراض لفكرة الدولة الديمقراطية عام 1969، وبرنامج النقاط العشر، وانتفاضة الحجارة.
بينما تناول الفصل الخامس والأخير تجربة النضال السياسي والدبلوماسي بعد أوسلو، وهي الأشكال والأدوات الجديدة التي دخلت على تجربيها في ضوء المتغيرات الدولية والإقليمية، مثل تجربة المقاومة الشعبية والسلمية بعد أوسلو، ، العمل السياسي في الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى. ، المقاطعة الاقتصادية والثقافية لإسرائيل والآثار المترتبة عليها.